الجوهري وأشرف قاسم وطاهر أبوزيد يظل حلم الاشتراك واللعب في كأس العالم أمل كل لاعبي كرة القدم، وتظل اختيارات المدربين الفيصل في انضمام أي لاعب إلي منتخب بلاده، ومن اللاعبين من ينضم إلى الفريق دون أن يشارك في المباريات، وكان من هؤلاء لاعبي منتخب مصر في مونديال إيطاليا عام 1990 طاهر أبوزيد، وأشرف قاسم، وعلاء ميهوب، وثابت البطل. على سبيل المثال فرغم جاهزية أشرف قاسم، إلا أن الكابتن محمود الجوهري المدير الفني لمنتخب مصر في مونديال إيطاليا 90 أحاله إلى دكة الاحتياط، ولازمته ذكريات أليمة، وظل طويلا لا يجد إجابة لسؤاله: لماذا لم يلعب مع فريقه في إيطاليا؟ فاجأ الجوهري، الجمهور بصفة عامة، وأشرف قاسم، بصفة خاصة عندما استبعده عن مباريات فريقه، حتى أنه لم يضعه ضمن ال19 لاعبا في المباريات التي خاضها المنتخب، وكثرت التساؤلات حول حالته وجاهزيته، ولماذا ضمه الجوهري، ضمن الفريق المسافر إلى إيطاليا، إذا لم يكن جاهزا. وقال أشرف قاسم، إن لكل مدرب وجهة نظر، ولا يستطيع أحد التدخل في وجهة نظر الكابتن الجوهري، كاشفا عن حيرته من عدم إشراكه رغم أنه كان جاهزا 100%، وكان الجوهري يشركه في التقسيمات ويركز عليه، وكان زملاؤه يثنون على لياقته الفنية والبدنية. وكشف قاسم، أنه لم يكن مصابا، وأن إصابته التي لحقت به في مباراة رومانيا التجريبية، كانت عبارة عن قطع في غضروف ركبته اليمنى الذي قام بإزالته جراحيا، وأنهى العلاج الطبيعي وأصبح جاهزا للعب، فضمه الجوهري وسافر إلى إيطاليا، وكان يتوقع أن يشارك في مباراة هولندا، لكن هذا لم يحدث، وكاد يبكي من الحزن في مباراة إنجلترا، لشعوره بأنه يستطيع أن يقدم الكثير في هذه المباراة التي تتناسب مع طبيعة إمكانياته. طاهر أبوزيد تكشفت أجزاء من حكاية الجوهري، مع طاهر أبو زيد، في عام 1989 عندما قرر الجوهري، ضم طاهر، إلى صفوف الفريق أثناء تصفيات كأس العالم، وطلب وقتها أبوزيد إجازة، ورفض الجوهري، وبدأت الحرب الباردة بينهما. أدلى الجوهري، بتصريحات دبلوماسية قال فيها إن طاهر أبو زيد، لاعب كبير ذو مهارات فنية عالية، وسوف يحتاجه في كأس العالم، ورغم ذلك لم يشركه إلا قليلا في مباراة أيرلندا، وكان أبو زيد، صرح بعد مباراة الجزائر الأولى في التصفيات، أنه كان جاهزا للمباراة، وأن عدم اشتراكه يرجع إلى وجهة نظر المدرب، وكرر هذا التصريح، وهو اتهام ضمني من طاهر للجوهري بتجاهله، لكن الجوهري لم يعلق نظرا لنجومية طاهر وشعبيته. كان الجوهري، يشرك طاهر، في المباريات التجريبية داخل مصر واضعا في اعتباره ردود فعل الجماهير في حال عدم إشراكه، وكان يستبعده من المشاركات التجريبية في الخارج، وكانت بعض الأقلام تؤيد الجوهري في وجهة نظره، ويبررون بأن طاهر مصابا وليس في "الفورمة"، وكانت هذه بروفات لما سيفعله الجوهري. استبعده الجوهري، من المباريات سوى دقائق معدودة في مباراة أيرلندا، وواصل تصريحاته أن طاهر، لاعب كبير لكن المباريات التي لعبها المنتخب تحتاج إلى تكتيك معين، وأنه لا يستغني عن طاهر. وقال أبوزيد، إنه كان جاهزا لمباريات كأس العالم، وتمنى أن يكون داخل الملعب، وأن يقدم شيئا لمصر، لكنها وجهة نظر الكابتن الجوهري، فله حساباته الخاصة قبل أي مباراة وقبل اختيار اللاعبين، كاشفا عن اعتقاده بأن يكون وجوده لم يتوافق مع أي تكتيك وضعه المدير الفني خلال لقاءات مصر الثلاث.