الفراعنة نالوا احترام العالم

إشادات عالمية وتأهيل نفسي للاعبين.. والمنتخب يعاود حمل حقائبه إلي سان بطرسبرج اليوم

سريعا حاول الأرجنتيني هيكتور كوبر امتصاص الحسرة في حلقه والتخلص من كدمة نفسية عنيفة أصابته بعد هزيمة المنتخب امام أوروجواي بهدف قاتل في الدقيقة الاخيرة من مباراة امس الاول بالمجموعة الاولي بنهائيات كأس العالم بروسيا..
المدير الفني للمنتخب حاول رسم ابتسامة ظلت باهتة علي وجهه لكن كلمات هاني ابوريدة رئيس اتحاد الكرة له وللاعبين كانت مؤثرة في اتجاه التأهيل النفسي للاعبين قبيل المباراة المهمة مع روسيا مساء الثلاثاء والتي تحدد إلي حد بعيد مصير المنتخب في البطولة العالمية التي تعود لها مصر بعد غيبة دامت ثمانية وعشرين عاما.
ابوريدة الذي لم يكن قد التقي بالبعثة واللاعبين منذ وصولهم واقامتهم بمعسكرهم بمدينة جروزني العاصمة الشيشانية وانشغال رئيس الاتحاد بحضور اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي بوصفه عضوا في تنفيذية الفيفا.. ابوريدة الذي بدأ مهام مسئوليته كرئيس للبعثة سبق الجميع عقب المباراة مباشرة إلي الفندق الذي كانت البعثة قد نزلت به في مدينة ايكاتينبرج التي لعب بها المنتخب مباراته الافتتاحية مع الاوروجواي وفوجئ اللاعبون والجهاز الفني عند وصولهم للفندق لحمل حقائبهم والعودة لجروزني بالمهندس هاني ابوريدة يقف علي باب الفندق مرحبا بهم وهو يصافحهم ويحضنهم بحرارة لاعبا لاعبا وقال رئيس الاتحاد وقد اصطف حوله اللاعبون: أنا بجد أشكركم من كل قلبي.. كنتم رجالة ورفعتم رأسي وأنا أتفرج علي المباراة مع مسئولي الفيفا وكل الاصدقاء هنا.. كنت فخورا جدا وأنا أتلقي كلمات الاشادة العالمية بكم وبروحكم ونظامكم واخلاقكم في الملعب.. كنتم الاحق بالنتيجة.
لكن ما في مشكلة.. انا عن نفسي مبسوط بكم.. وسعيد لأدائكم وفخور بصورة بلدنا.. وهي كرة القدم كذلك.. المهم نلعب ونجيد ونعمل كل ما هو علينا ونترك النتيجة علي الله.. ربنا لم يكتب لنا الفوز.. ونحن راضون بما قسم الله.. لكن المطلوب مننا الآن ننسي ما حدث.. ونتعلم من هذا الدرس.. وننظر للأمام..عندنا تحديات صعبة.. محتاجين نركز جامد في لقاء روسيا ثم السعودية.. وواحدة واحدة.. نعدي بإذن الله.. المهم نلعب بنفس الروح والتركيز والانضباط في الملعب والاحترام للمنافس لاننا في بطولة كبيرة والعالم كله يتفرج علينا.. تركتم انطباعا هائلا لدي الدنيا كلها عن مصر والمصريين.. برافو.. كملوا.. والقادم أحسن بإذن الله..
هذه الكلمات التي هز بها ابوريدة مشاعر اللاعبين ورفع كثيرا من معنوياتهم جعلتهم يتركون آثار هذه الهزيمة الخاطفة علي ابواب الفندق في ايكاتينبرج ويأتون إلي جروزني بروح معنوية عالية خاصة وهم يستقبلون من الجماهير الشيشانية بحفاوة ظاهرة ومشاعر دافئة وتعاطف كبير بعد هذه الخسارة غير المستحقة من اوروجواي.
اداء المصريين نال اشادات عالمية كبيرة سواء من المحللين او وسائل الاعلام والمراقبين بالمونديال وهو ما ساهم في عمليات التأهيل النفسي للاعبين لاخراجهم من الحالة النفسية واجواء الهزيمة والاستعداد من جديد وبقوة للقاء روسيا.
البعثة عادت إلي جروزني قرب منتصف الليل لمقر اقامتها الدائم بفندق ذا لوكال وحدد كوبر الخامسة مساء امس موعدا لمران الفريق باستاد احمد ارينا الذي يتدرب عليه ايضا المنتخب في العاشرة من صباح اليوم ثم ينتقل مباشرة إلي مدينة سان بطرسبرج التي يؤدي فيها المنتخب مباراته الثانية في المجموعة امام روسيا في الثامنة مساء الثلاثاء.. منتخب مصر وهو دائم الترحال والتنقل بالطائرة بين المدن الروسية يفرض صعوبات جمة علي الاعلاميين الذين يصعب او يستحيل عليهم اللحاق به في كل مدينة واخري والمسافات تزيد علي ألفي كيلو متر في بعض الحالات ويحتاج السفر بين كل مدينة واخري لاستقلال قطارات السكة الحديد وهي قطارات نوم مكيفة لكنها تستغرق كل رحلة من هذه الرحلات ذهابا فقط من موسكو العاصمة اكثر من 28 ساعة ناهيكم عن الوصول لموسكو نقطة التحرك يحتاج لاكثر من عشرين ساعة اخري. روسيا قارة لوحدها!