عبر جيل ليبوفتسكي عن سعادته وفخره لوجوده في هذا البلد جاء ذلك في ختام زيارته للقاهرة الأسبوع الماضي حيث شارك بنشاطين الأول كان محاضرة في المركز الثقافي الفرنسي، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الأدبي، والآخر كان ندوة نظمها المركز القومي للترجمة، لمناقشة كتابي المفكر والفيلسوف الفرنسي الصادرين بالعربية عن المركز (المرأة الثالثة) و(شاشة العالم). تحدث المفكر الفرنسي عن مبدأ الشاشة، ومدي توفرها في كل مكان للقراءة، وكذلك مدي تأثيرها عليه لكونها اختراعا حديثا حيث لم تكن هناك شاشة قبل السينما، لكونها أصبحت ضخمة في الخمسينيات في هوليوود، ثم أتي ما هو أوسع منها انتشارا، وهو التلفزيون، والآن نشاهد مرحلة شاشة الإنترنت؛ التي غيرت من الأوضاع، حيث كان المتلقي عبر التاريخ لا يستطيع الرد والتفاعل مع الوسيلة، أما الآن ومع وجود الإنترنت فأصبح الجمهور فاعلا وهذه مرحلة جديدة من مراحل الشاشات. كما تحدث "جيل" عن السينما في الخمسينيات والستينيات من حيث كونها وسيلة الترفيه الأولي، أما الآن فقد احتلت هذا الموقع ألعاب الفيديو، صار الشباب يفضلون الإنترنت علي التلفزيون، كذلك لم تعد السينما تحتل مكانة مركزية، ولم تعد تتحكم في الأوضاع، لكن "ليبوفتسكي" يري أن السينما لا تزال قادرة علي الانتصار؛ حيث قدمت للعالم نحو ثلاثة أقطاب: العرض الرائع، العرض الترفيهي، والنجوم! من ناحية أخري يري "جيل" أن مكان المرأة في الستينيات والسبعينيات كان مكاناً "أعزل"، ونظرة الرجل كانت هي أصل المشكلة، لكن عصر حصول المرأة علي استقلاليتها بدأ منذ 20 عاما تحكمت فيها المرأة بجسدها ومصيرها ووجودها، يعتبر "جيل" أن هذا من منظور جديد ومهم في تاريخ الإنسانية لهذا أدرج هذا الإطار طويل الأمد في كتابه (المرأة الثالثة). المرأة عند ليبوفتكسي هي الحبيبة والأخت والصديقة، أن دور الرجل والمرأة متباين في كل الحضارات، لكنه تأمل حال المرأة في العصور الوسطي في الغرب تحديداً بطريقة مختلفة، حيث كانت تقع في "المرتبة الدنيا"، بينما الرجل هو الذي يحتل المناصب العليا، والمرأة لم تكن تحتل أدوارا مهمة، لكنّ هناك تغييرا قد حدث في هذه الأزمنة البعيدة نظرا لقانون الحب.. هكذا قلب "جيل" الأمر، حيث قال: أن الرجل كان يخدم المرأة وهو الأساس، لكن في قانون الحب كل شيء مختلف، والرجل هو العبد عند المرأة عندما يعشق، وهذا وفقا لقانون الحب. جاء حديث جيل ليبوفتكسي أمام عدد كبير من الحضور من الكتّاب والمثقفين، في ندوة أدارتها د.نهي أبو سديرة، وشاركت بها د.أمينة رشيد، د. منال خضر، بالإضافة لمترجتمي الكتب دينا مندور، وراوية طارق. تحدثت د. أمينة رشيد عن الكاتب واتباعه لنهج ثري للتعبير عن تبادل نضج المرأة، إذ اطلع علي عدد كبير من المؤلفات في فرنسا وفي العالم ، كما اهتم بالايدولوجيا التي تهم المرأة، كما اهتم بالإحصاء في كل جزء من أجزاء الكتاب، وكذلك عرض الفكرة والتجربة اليومية التي يتم التعبير عنها. من جانبها تحدثت المترجمة دينا مندور عن تجربتها في ترجمة "المرأة الثالثة"، العملية التي استغرقت سنة ونصف، وتحدثت عن فكر ليبوفتسكي، إذ يهتم بموضوعات لم يهتم بها الفلاسفة مثل الاستهلاك، المرأة، الموضة، والرفاهية، وكلها موضوعات غير نظرية . كما تحدثت المترجمة راوية صادق عن "شاشة العالم" وقدرة الكتاب علي توصيل فكرة "رعب الصورة"، حيث يشعرك "بوجود هوس سينمائي"! كما يطرح تساؤلات هامة علي المستوي الاجتماعي، وكذلك مدي الإنسان المعاصر الذي يتأثر بالإعلانات، ألعاب الفيديو، الإنترنت، والوسائل الأخري.