بابا شارو وزوزو نبيل «محمد محمود شعبان».. الشهير ببابا شارو، إذاعي مصري من جيل العمالقة، ولد عام 1912 بمحافظة الإسكندرية، تخرج من قسم الدراسات اليونانية بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول، التحق بالإذاعة فور تخرجه بتزكية من أستاذه الدكتور طه حسين، الذي كان عميدا للكلية. بدأ محمد محمود شعبان، حياته الفنية مقدم برامج ومذيع، عمل في برامج الأطفال بالصدفة، عندما تأخر مقدم البرنامج الذي يعمل فيه محمود، مما اضطر معد البرنامج أن يطل علي الجمهور بصوته مكان مذيع البرنامج، ومن هنا بدأ مشواره في تقديم البرنامج بعد أن حصد رد فعل ايجابية لدى الجمهور منذ الحلقة الأولى. ولم تتوقف الصدفة عند ذلك فقط، ولكنه حصل على لقب شارو، عن طريق الصدفة، عندما أخطأ مذيع الربط في الإذاعة وقدمه باسم محمد محمود شارو. وهو أول من أدخل فن الأوبريت في الإذاعة، وقدم برامج الصور الغنائية وأشهرها عيد ميلاد أبو الفصاد، وأصل الحكاية "الدندرمة" و"الراعي الأسمر" و"عذراء الربيع". قدم مع المذيع طاهر أبو فاشا، ألف حلقة من حكايات "ألف ليلة وليلة" كبرنامج إذاعي أدت فيه الفنانة زوزو نبيل، دور البطولة هو دور شهرزاد، كما قدم 300 حلقة درامية من كتاب الأغاني للأصفهاني. ورغم شغله الكثير من المناصب الرئيسية في الإذاعة إلا أن مسئوليته لم تبعده عن الميكروفون، وكعادته قرب شهر رمضان يدخل بابا شارو، الأستوديو، لإخراج حلقات ألف ليلة وليلة، التي تخرج منها أجيال من الممثلين والنجوم، وفي كل حلقة كان يحاول إعطاء الفرصة لموهبة جديدة، لإثبات وجودها. كان يصل بابا شارو، إلى الاستوديو، ويقف النجوم أمام الميكروفون في انتظار إشارته لبداية التسجيل، ويخرج بابا شارو، من جيبه ساعة ضخمة، يضعها أمامه، ليحدد الوقت الذي استغرقه في التسجيل. حرص بابا شارو، على تلك الساعة الضخمة يعود إلى طريقته في المحافظة على التقاليد الإذاعية التي لم يفكر يوما في الإخلال بها، وهي ألا تزيد أو تقل الفترة المحددة لإذاعة الحلقة عن موعدها المقرر لها، وإذا حدث ذلك فإنه يعيد تسجيل الحلقة من جديد، ويتم ذلك في هدوء لا يمكن أن تراه. والممثلون الذي عملوا مع بابا شارو، وصفوه بأنه هادئ دائما، يعامل الجميع بحب وحنان، وقالت أشهر شهرذاد عرفتها الإذاعة زوزو نبيل، إنه عندما استدعاها بابا شارو، لتسجيل الحلقة الأولى من ألف ليلة وليلة، قال لها إنه سيضعها في امتحان، راجيا أن تنجح فيه، وظلت زوزو نبيل، تعتبر نفسها في امتحان أمام كل حلقة جديدة. تولى بابا شارو، رئاسة الإذاعة المصرية عام 1971، واستمر رئيسا لها خمس سنوات، ثم عين رئيسا للتليفزيون في مايو 1971، وحين أتم سن التقاعد عين مستشارا لوزير الإعلام، حصل على وسام الاستحقاق عام 1954 ووسام الجمهورية عام 1974، وتوفي في يناير 1999. أخبار اليوم: 7-10-1972