منذ سبعينيات القرن الماضي عندما فتحنا أبوابنا لاستيراد كل شيء في انفتاح السداح مداح كما اطلق عليه أحد اعظم كتاب مصر الراحل الاستاذ أحمد بهاء الدين، وكانت أسوأ البضائع التي استوردناها وبثمن بخس مشايخ الإرهاب ودين التطرف والمظاهر. هذه البضاعة الفاسدة التي انتشرت في كل ربوع مصر وفقا لمؤامرة إخوانية سلفية أعدت بإحكام داخل اجهزة مخابرات دولية وعربية اسرت عقول معظم المصريين في أوحال فقه غرف النوم والحمامات وكيفية تغطية المرأة باعتبارها رجسا من عمل الشيطان أكثر ما نجحت فيه هذه المؤامرة ان العصمة لم تعد للدين ولكن المشايخ تفصيل أدعوا أنهم رجال دين وأشهروا سيف التحرير والالحاد والمروق من الدين في وجه الجميع، والمحزن في الامر ان الدولة آنذاك اتاحت لهم المساجد والمدارس والجامعات والشاشات ليعرضوا بضاعتهم الفاسدة كما يشاءون!! ظلت مصر غارقة في براثن هذه النوعية من المشايخ المزيفين لأكثر ما يزيد علي اربعة عقود انهزم فيها المجتمع من داخله تآكلت اخلاقياته فقدت الشخصية المصرية سماحتها وانفجرت براكين الدجل وتزييف الوعي المستترة باردية الدين الي ان انتهت الامور بوصول العصابة الارهابية الي الحكم عام 2012 جاءت ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة منحة ربانية للمصريين ردت اليهم وعيهم المغتصب وفضحت اباطيل اصحاب اللحي المخصبة بالدماء والخيانة وجاءت دعوة الرئيس السيسي منذ أكثر من 3 سنوات للمؤسسات الدينية بضرورة تجديد الخطاب الديني لتحرك المياه الراكدة منذ عقود ولكنها لم تقابل بجهد حقيقي علي الارض!! تقودنا الاجواء الرمضانية التي نعيشها هذه للتساءل ماذا جد في قضية تجديد الخطاب الديني؟ الحقيقة المؤلمة انه لا جديد.. المنابر مازالت مخطوفة وفوضي مكبرات الصوت تنعق بالكثير من الغث، الزوايا العشوائية مازالت مفتوحة تعبث بالعقول. في الولاية الثانية للرئيس السيسي لابد ان تظل قضية تجديد الخطاب الديني حية وأن تبقي في صدارة كل الاولويات. يجب علي الفور استعادة العقول الاسيرة والمساجد المنهوبة اذا اردنا اعادة بناء الوعي المصري من جديد.