ليالي عماد الدين ارتبط شارع عماد الدين، بإقامة الاحتفالات الخاصة بشهر رمضان الكريم، وكانت له تقاليد خاصة بهذا الشهر، ولم يكن الشارع وحده بل إن حيا بأكمله زاخرا بالملاهي يضم شارع عماد الدين وجزء من شارع الفجالة، وشارع كلوت بك، وشارع نجيب الريحاني. وفي عماد الدين، كانت عشرات المسارح تعلق الزينات وفوانيس رمضان علي أبوابها، وتقدم طوال الليل مختلف الروايات، وكانت الفرق تتنافس لتقديم برنامج رمضاني يجذب الجمهور . وابتدع الفنان يوسف وهبي، تقليدا حميدا، حيث كان يستقدم مقرئا مشهورا ليقرأ القرآن كل ليلة من بعد العشاء وحتي يحين موعد رفع الستار لبدء برنامج السهرة . وكذلك فعلت السلطانة منيرة المهدية، فكان المسرح لا يفتح أبوابه في الليل قبل أن يجيء المقرئون ليتلون آيات الذكر الحكيم ثم يبدأ التمثيل، وكانت منيرة، تختار روايات خاصة بمناسبة شهر رمضان. ولجأت الفنانة فاطمة رشدي، إلى طريقة مبتكرة لمنافسة يوسف وهبي، وذلك بعد أن انفصلت عن فرقة رمسيس، فبدأت في تقديم السحور مجانا للجمهور . وكان المطربون والمطربات ينظمون حفلات في رمضان، فأم كلثوم، كانت تقدم حفلات النصف الأول من الشهر الكريم، وكان محمد عبدالوهاب، يقدم حفلات النصف الثاني، وعندما كان عبدالوهاب، في أول المشوار كان ينافسه الشيخ حامد مرسي، وكان يوسف شمعون، يؤلف ويلحن لعبدالوهاب، أغاني خاصة برمضان، كانت سببا في تفوقه على منافسه. وفي ملهى "ألف ليلة وليلة" كانت نجمته المطربة توحيدة، تحتفل بشهر رمضان احتفالا خاصا، فهي أول مطربة اختارت أغاني مناسبة لرمضان، وكانت تغني هذه الأغاني بناء علي طلب الجماهير، ومنها أغنية "رمضان يا صايمين". وحدثت واقعة طريفة للممثل الكوميدي عبداللطيف جمجوم، الذي كان يطوف بفرقته المسرحية البلاد، حيث أعجب به عمدة إحدى القرى فتحفظ عليه هو وفرقته ليقيم حفلات في القرية طوال الشهر، فكان يأمر بحبسه وفرقته طوال النهار حتى يأتي المساء فيقدمون حفلة ثم يعودون إلى محبسهم، وفي الليلة الأخيرة من رمضان أفرج عنهم وصرف لهم عشرة جنيهات . ذاكرة مركز معلومات أخبار اليوم 31-3-1958 11-3-1959