«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء أحمد الفولي ضابط الحرس الرئاسي السابق ل »الأخبار« : حملت السادات »حياً« بعد إطلاق النار عليه في المنصة


اللواء احمد الفولي أثناء حواره مع محررى »الأخبار«
تمر التشكيلات العسكرية واحدة تلو الاخري ..كل الأمور تبدو طبيعية..الرئيس السادات يتوسط المنصة وحوله يمينا ويساراً كبار رجال الدولة..فاليوم ذكري النصر العظيم..
علي بعد خطوات يقف ضابط شرطة الحرس الرئاسي احمد الفولي..لايشغل باله كالعادة في تلك اللحظات سوي تأمين حياة الرئيس وان يمر العرض بسلام ..
تلفت انتباهه سيارات الحراسة السوداء الجديدة..يشعر نحوها بحالة انقباض فهي اشبه بسيارات نقل الموتي..
لكن كل ذلك لا يهم..
دقائق وتتعطل سيارة من سيارات العرض العسكري امام المنصة ويستبعد الفولي وزملاؤه ان تحمل تلك السيارة عناصر المؤامرة الكبري علي الرئيس السادات وان تكون نهاية الفصل الاخير من حياة واحد من اعظم رؤساء مصرباتت وشيكة جدا..يطلق الارهابيون النار علي المنصة..
تحدث حالة من الارتباك والفوضي وتتوالي احداث اشهر واقعة اغتيال لرئيس مصري.. بين المنصة والمشرحة تدور شهادة اللواء احمد الفولي ضابط الحرس الرئاسي وأحد شهود العيان علي حادث اغتيال الرئيس السادات..
والذي يكشف في هذا الحوار الخاص العديد من الأسرار سواء خلال الاغتيال أو بعده.
تورط مبارك في الحادث »كلام فارغ»‬ ..وتواطؤه يعني انتحاره لأنه كان بجوار الرئيس
لو أطلقنا الرصاص علي خالد الإسلامبولي »‬كان السادات شنقنا»
حضرت تشريح جثمان الرئيس الراحل مع جيهان وجمال وكبير الأطباء الشرعيين أنقذ مصر من فتنة كبري
موسي صبري نصحني بعدم ذكر ماقالته جيهان لمبارك في المستشفي بعد وفاة السادات
السيسي والسادات تجمعهما الشجاعة ووضوح الرؤية والفهم الحقيقي لصحيح الدين
خروج طارق وعبود الزمر من السجن جريمة ودعمهما للارهاب لن يتوقف
الأداء الأمني حاليا شديد الاحترافية رغم التحديات الكبيرة
بداية كيف التحقت بالعمل في شرطة الحرس الرئاسي؟
في بداية حياتي العملية عملت ضابطا في محافظة البحيرة وبشهادة رؤسائي كان ادائي مميزاً لذلك تم ترشيحي لثلاث جهات وهي جهاز الامن القومي وامن الدولة والرئاسة وكانت رغبتي ورغبة والدي تميل إلي الالتحاق بشرطة رئاسة الجمهورية وبالفعل التحقت بها قبل حرب اكتوبر بشهور..
والقوات المسئولة عن الرئاسة هي الحرس الجمهوري وشرطة رئاسة الجمهورية وقد استمرت خدمتي في شرطة الرئاسة من عام 1973 وحتي عام 1985
نبدأ بذكريات الشهور الاولي لالتحاقك بالحرس الرئاسي والتي تتواكب ايضا مع قيام حرب اكتوبرب المجيدة..ما الذي تتذكره من هذه الايام خاصة مايتعلق منها بالرئيس الراحل انور السادات؟
هذه الايام تحديدا ايام لاتنسي وقتها اتخذ الرئيس السادات قصر الطاهرة مقرا له وكنا نؤمن قصر الرئاسة وكانت هناك غرفة عمليات مصغرة اسفل القصروالحقيقة كان الرئيس في منتهي القوة والثبات كان بطلاً بالفعل في هذه المعركة..
كان علي قدر هذه الحرب ويدرك جيدا ماذا يفعل..
وبشكل عام السادات لم يكن مجرد رئيس لكنه زعيم سياسي محنك وداهية لين جدا وطيب جدا وبسيط جدا ورقيق الحال..
متواضع..
فشخصيته كانت متفردة بالفعل.. كان عندما يلتقي رئيس دولة تشعر بقوته وكنا نقف ونشاهده ونفتخر بأن السادات رئيسنا..ومن شدة ذكائه كان لديه قدرة في تغيير المواقف لصالح مصر وكان ذلك يتضح جيدا لنا عندما نشاهده في مقابلاته مع رؤساء الدول.
غضب السادات
بشكل عام ما الذي كان يغضب الرئيس السادات؟
كنا نري الرئيس الراحل انور السادات في قمة غضبه وانزعاجه اذا اساء احد من الحراسة إلي اي مواطن ..علي الفور ينهره..كان يحب الحديث مع المواطنين ولا يريد ان نمنع عنه اي مواطن واذكر اننا كنا مع الرئيس السادات في القناطر وكان من عادته ان يدخل اي مسجد للصلاة ولم نكن نعرف اين سيذهب كنا نجري خلفه دون ان نعرف اين يستقر وفي هذا اليوم دخل الرئيس فجأة احد المساجد للصلاة في القناطر الخيرية والتف حوله المواطنون وحاولت منع احد المواطنين من الوصول له والحقيقة انني دفعت هذا الرجل فشاهدني السادات ونظر لي بغضب وطلب مني ترك المواطن فورا وذهب ليسلم عليه ويستمع اليه.
بحكم وظيفتك كضابط في شرطة حرس الرئاسة كنت شاهداً علي واقعة اغتيال الرئيس السادات ماالذي تتذكره؟
بداية اؤكد ان اكثر مايؤلمني في هذا الموضوع هو وجود روايات غير صحيحة بالمرة انا كنت موجود وشاهد علي كل ماجري يوم الاغتيال وحرصت ان اسجل شهادتي بكل امانة ودقة وهي متوافقة تماما مع ماروته السيدة جيهان السادات والسيد جمال السادات وغيرهما.
هذا اليوم كان يوما غريبا ويوم شؤم انا شخصيا كنت اشعر بحالة انقباض غير معتادة..يومها وصل الرئيس السادات إلي المنصة..
واذكر أنني يومها شاهدت سيارات مرسيدس سوداء للحراسة وكانت اول مرة يتم استخدامها وكان شكلها كئيب كانت اشبه بعربات نقل الموتي..صعد الرئيس إلي المنصة وابتدي العرض العسكري وبدأت الارتال والاسلحة المختلفة تمرأمام الرئيس وكان من العرف ان يقوم سائق الدبابة باداء التحية للرئيس من خلال تحريك مدفعها يمينا باتجاه المنصة لكن ذلك لم يحدث في هذا اليوم ومرت الدبابات وغيرها من الاسلحة ثم سيارات الكراز وهي سيارات روسي وكانت تجر مدفع ومن المعتاد ان يكون بها ضابط في المقدمة بجوار السائق وثلاثه آخرون في صندوق السيارة وفجاءة اثناء العرض بدأت احدي السيارات تسير بشكل غريب امام المنصة كانها »‬بتقطع بنزين» ظننا وقتها ان بها عطل وهذا امر وارد وهناك ونش طوارئ مخصص لمثل هذه الحوادث..
قلت في نفسي »‬ياساتر متجيش الا هنا وتعطل امام المنصة» وعرفنا بعد ذلك ان السائق لم يكن ضمن المجموعة التي قامت بعملية الاغتيال كان خالد الاسلامبولي يجلس بجواره وعندما طلب منه التوقف عند المنصة رفض.فرفع خالد فرامل السيارة حتي تتوقف.
فاعادها السائق مرة اخري فهدده خالد الاسلامبولي بالقتل ففر السائق وترك السيارة ونزل الاسلامبولي من السيارة يشيح بيده ويصرخ ولم يكن يحمل سلاحا..اعتقدنا انه نزل يقدم شكوي للرئيس ولو كنا تعاملنا معه واطلقنا عليه الرصاص كان الرئيس شنقنا وقطعنا .
السادات كان مطمئن ويقول انا مع اولادي..وقف الرئيس السادات وقال »‬فيه ايه ياولد شوفوه عايز ايه..
في نفس اللحظة وضع خالد يده في صدره واخرج قنابل والقاها علي المنصة وبدء زملاؤه الثلاث عطا طايل وحسين عباس وعبدالحميد عبدالسلام» في اطلاق النار من الاسلحة الآلية من السيارة وعاد خالد الاسلامبولي ليأخذ رشاشا آليا ويبدأ مهاجمة المنصة من المنتصف.
ثم حدثت حالة من الارتباك والفوضي وبدأ الحرس يلقي بالكراسي باتجاه الرئيس لحمايته اما زميله عطا طايل والذي كان بطلا في الرماية قال انه كان يقوم بالتصويب تجاه النظارة المعظمة الموجودة علي المنصة لانه توقع ان يكون الرئيس خلفها بعد ان حدثت الفوضي..
اما الارهابي الاخر عبدالحميد عبدالسلام كان هناك مشكلة في سلاحه»‬بيحدف شمال» لذلك عندما حاول التصويب في الرئيس السادات اصابت الرصاصات الفريق حسن علام كبير اليوران وتوفي مندوب السلطان قابوس ومندوب البابا واصيب الرئيس السادات بشظايا في انحاء مختلفه من الجانب الايمن ثم اخترقت رصاصة الجانب الايمن بعد ان اصطدمت برخام المنصة واخترقت جسده واستقرت في الكتف لانها كانت رصاصات خارقة حارقة.
حادث الاغتيال
هناك سؤال يثار دائما.. كيف حدث ذلك وسط الحراسة الكبيرة الموجودة؟
حدثت حالة كبيرة من الارتباك والرئيس كان يستبعد تماما فكرة اغتياله وسط جنوده حتي انه أمر بعدم جلوس ضابط الحراسة يونس برعي علي الكرسي المخصص امام المنصة كجزء من التأمين ..
حتي ان الارهابي عبدالحميد حاول الطلوع عليه لكن الضابط عصام شحاته اطلق عليه الرصاصة واصابه برصاصة في البطن.
وماذا بعد أن أصيب الرئيس السادات؟
كان كل هدفنا حماية الرئيس..
دخلت إلي المنصة وجدت زميلي محمد حمص من الحرس الجمهوري يمسك الرئيس وحملناه بسرعة لإخلائه من المنطقة فسقط الرئيس منا بعد خطوات قليلة..فحملناه مرة أخري جرينا خلف المنصة حيث يوجد باب الخروج لكن وجدناه مغلق وكان بابا زجاجيا كسرنا الزجاج ثم وضعنا الرئيس في الطائرة التي انطلقت لمستشفي المعادي واذكر ان الرئيس السادات كان ينزف دماء كثيرة جدا من فمه وكان لا يزال حيا ويتحرك وكأنه يحاول الافلات منا ووقف نائب الرئيس وقتها حسني مبارك يصرخ الرئيس فين..
الرئيس فين وكان معه ممدوح سالم مستشار الرئيس في ذلك الوقت..
ثم عدت إلي المنصة وقابلت السيدة جيهان السادات وكانت قد شاهدتني وانا احمل الرئيس السادات اثناء جلوسها في المكان المخصص للسيدات بالدور الثاني. فسألتني علي الرئيس فلم استطع الا ان اقول لها انه بخير ولم يصب الا اصابات بسيطة ووجدت وجدي مسعد قائد الحراسة مصاباً وملقي علي الارض يصرخ طالبا اسعافه..
حملناه انا وزملائي عادل فريد من شرطة الرئاسة ومصطفي صادق مدير امن الرئاسة بعد انا استوقفنا سيارة خاصة حتي التقينا بركب الرئاسة وركبنا معهم إلي مستشفي المعادي.
عندما وصلنا للمستشفي كان الرئيس في غرفة العمليات وكانت السيدة جيهان السادات والدكتورة زينب السبكي وبنات الرئيس قد وصلن وكانت السيدة جيهان متماسكة وخرج كبير الجراحين من الغرفة وكانت تعرفه لان ابنه كان شهيدا..
وسألته عن الرئيس السادات وقالت »‬لو محتاجين دكاترة نجيبهم من بره مصر» فرد عليها كبير الجراجين »‬لا ياافندم اطباءنا شغالين» فقالت جيهان السادات »‬دكاترتنا شغالين ؟..
اذا كنت انت كبير الجراحين وخرجت يبقي اكيد الرئيس مات» وجاء النائب حسني مبارك فقالت له الرئيس مات..
فرد مبارك محاولا طمأنتها »‬لا إن شاء الله خير»..
فقالت جيهان لمبارك »‬مصر امانه في ايديك» وللحقيقة فان الكاتب الكبير موسي صبري طلب مني الا اذكر هذه الكلمة نهائيا حيث التقيته وهو يكتب كتابه السادات الحقيقة والاسطورة وكان يسجل شهادتي عن الحادث وعندما قلت له ان جيهان قالت لمبارك مصر أمانة في ايديك نصحني ألا اقولها حتي لا ياخذها مبارك بحساسية ويقال ان جيهان هي التي اعطته الرئاسة.
بعد ان تأكدت وفاة الرئيس السادات كان المشهد صعباً للغاية وتم تكليفي بالذهاب لاستلام ملابس الرئيس وذهبت لكبير الاطباء الشرعيين واثناء تواجدي معه دخل ضابط امن المستشفي وقال»‬الاشعة اللي عملناها للريس بتقول ان الطلقة الموجودة طلقة مسدس» تعجبت جدا من الكلام وانفعلت لانه هذا اتهام صريح لحراسة الرئيس بقتله لأن الارهابيين كانو يطلقون الرصاص من رشاشات آلية .. وقلت له المسدسات كانت معانا انت تقصد ايه ؟..
فقام كبير الاطباء وقال »‬انا مش بتاع اشعه انا عشان احدد نوع الرصاصة لازم افتح واشوف ولازم يتم تشريح الجثة..
انا كبير الاطباء الشرعيين وعمري سبعين سنة وده الرئيس السادات.ولايمكن ان اعتمد علي الاشعة فقط».
ذهبت الي منزل الرئيس وابلغت الحراسة الخاصة بما حدث وكان الدكتور فؤاد محيي الدين رئيس الوزراء يستأذن جيهان السادات في التشريح وقال لها ان ذلك لمصلحة التحقيق فوافقت لكنها اشترطت حضور التشريح وبالفعل عادت السيدة جيهان السادت للمستشفي وعدت إلي هناك وكان معها السيد جمال السادات ورفض الاطباء حضور جيهان وجمال لصعوبة المشهد لكنهما اصرا علي ذلك وطلب جمال السادات من مبارك حضور التشريح وقال له »‬لو سمحت ياسيادة الرئيس دا اول واخر طلب هطلبه منك» اعترض مبارك في البداية لكن مع اصرار اسرة الرئيس السادات وافق علي حضورهم عملية التشريح.
دخلنا إلي المشرحة ودخل عدد كبير من المتواجدين لكن السيدة جيهان السادات طلبت منهم الخروج باستثنائي وطلبت منها بقاء زميلي في الحراسة عصام شحاته وبدأ كبير الاطباء الشرعيين بفتح جزء اعلي الكتف لاستخراج الرصاصة التي ظهرت في الاشعة وعندما استخرج المقذوف أخذته السيدة جيهان وسألتني »‬هل دا مقذوف مسدس»؟ قلت انا ضابط شرطة ولا استطيع تحديد ذلك فاخذه جمال السادات وكان لدية خبرة بالرماية وقال ان هذا لب نحاسي من الطلقة الآلي وليست طلقة مسدس فقالت انا كدة استريحت..
وبعد ذلك تم وضع جثة الرئيس في الثلاجة بالمستشفي وجلسنا انا وزملائي محمد السباعي ومدحت الغرباوي وحسن صدقي لحراسة الجثمان وكل فترة نفتح درج الثلاجة لرؤية الرئيس ولم نكن متخيلين ان الرئيس مات.
تورط مبارك
البعض قال ان مبارك كان متورطاً في اغتيال السادات في رأيك ما مدي صحة ذلك؟
هذا »‬كلام فارغ» لو كان مبارك متورط في الاغتيال لكان من المستحيل أن تتم عملية الاغتيال بهذا الشكل..
مبارك كان بجوار السادات والارهابيون كانوا يلقون القنابل شديدة الانفجار والرصاص علي الجميع دون تفرقة هل مبارك كان عايز ينتحر مثلا..الكلام عن تورط مبارك غير صحيح بالمرة.
البعض قال ان الرئيس السادات كان ينوي اقالة مبارك وتعيين عبدالقادر حاتم هل هذا الكلام صحيح ؟
ليس لدي معلومة بهذا الشأن لكن السادات كان يحب مبارك وهو النائب الوحيد الذي كان يمارس اختصاصات فعليه وكان مجتهد جدا.
السيدة رقية السادات ابنة الرئيس الراحل ايضا اتهمت الرئيس مبارك بالضلوع في اغتيال والدها؟
هي قالت ذلك لكن لايوجد اي دليل علي ذلك وهناك كلام كثير قيل بعد 25يناير لكن لم يثبت صحته.
سيارات المرسيدس السوداء التي ذكرتها التي استخدمت لاول مرة وباب الخروج الزجاجي الذي كان مغلقا اثناء نقلكم الرئيس بعد اصابته..الم يلفتا انتباهك كدليل لوجود مؤامرة ما ؟
كل هذا طبيعي فالباب كان يتم اغلاقه بعد دخول الرئيس والسيارات الجديدة ايضا امر عادي وهي سيارات حراسة فقط.
يقال ان النبوي اسماعيل وزير الداخلية وقتها طلب عدم اقامة العرض العسكري هل هذا صحيح؟
بالفعل هذا الكلام صحيح فقد شاهدته في المستشفي يقول للرئيس مبارك انا قلت »‬بلاش العرض ده»..لكن الرئيس السادات كان شجاعا جدا ولا يخاف أبداً واستحالة ان يستمع لطلب عدم اقامة العرض حتي لو علم ان هناك خطورة علي حياته
وهل كانت هناك معلومات عن محاولات لاغتيال السادات؟
طبعا كان لدي امن الدولة معلومات عن محاولات لاغتيال السادات واعتقد انها كانت عند الرئيس السادات نفسه لكن الرئيس السادات كان عنيدا ولا يخاف مطلقا.
كيف رأيت خروج عبود الزمر وطارق الزمر من السجن بعد 25ينايرو هما من قتلة الرئيس السادات؟
انا لاافهم كيف خرج هؤلاء المفروض كان يتم اعدامهم هؤلاء قتلوا رئيس مصر وعرضوا البلاد لخطر كبير وعادوا بعد ذلك لارهابهم وكلنا نري مايفعله طارق الزمر من دعم وتمويل ورعاية للإرهاب.
جريمة كبري
لكن عبود الزمر قال ان قتل الرئيس السادات كان خطأ ؟
قتل الرئيس جريمة كبيرة وكان يجب اعدامهم.
اين ذهبت بعد اغتيال الرئيس السادات؟
اشتغلت في الرئاسة مع الرئيس مبارك وفي عام 1985 طلبت نقلي من الرئاسة بعدما قضيت 13 سنة وقال لي رئيسي كيف أقول للرئيس ان ضابط بالحراسة يريد نقله لمكان آخر.. هيقول »‬ضابط مش عايز يشتغل معايا»..لكن مع اصراري عرفت من اللواء عبد الوهاب ذكي ان الرئيس مبارك سأل عني فاخبروه بانني ضابط ممتازوملتزم فقال انقلوه في اي مكان يريده..بعد ذلك ذهبت للضرائب ثم المصنفات الفنية ثم الجمارك ثم مدير مباحث السياحة وعندما حدثت محاولة اغتيال حسن الألفي وزير الداخلية الاسبق كلفني بتشكيل ادارة حراسة وأمن في مكتب وزير الداخلية لتأمين الوزير ومقاره وتحركاته وانا اللي شكلتها وكان رئيسي المباشر وزير الداخلية.
كنت شاهدا علي الحادث الإرهابي في معبد الدير البحري وكان الرئيس الاسبق مبارك حاد مع وزير الداخلية حسن الالفي..هل صحيح ان مبارك اساء بشدة للالفي وقتها؟
هذا الكلام غير صحيح ..مبارك كان يقدر الالفي لكن الاجواء كانت متوترة بين الدكتور الجنزوري وطلعت حماد وبين الوزير الالفي..مبارك لم يسء إلي الالفي واتحدي اي شخص يثبت غير ذلك..مبارك كان غاضباً بالفعل وقال: »‬ده تهريج كدا ياحسن ايه اللي بيحصل ده».
ما سبب غضبك من حبيب العادلي رغم ان الاوضاع الامنية كانت مستقرة في عهده ؟
بلهجة سريعة يرد الفولي : مين اللي قال انها كانت مستقرة وهل عملها بيده ؟ الأجهزة هي التي تعمل وماذا فعل العادلي ؟.. وحاليا نعيش فترة اكثر استقرارأمنيا رغم ان المخاطر حاليا أضعاف ما رايناه في التسعينيات.. وبالفعل لدي ملحوظات عليه شخصيا وسأستمر في مهاجمته خاصة أنه استهدفني رغم محاولاتي الدائمة للنجاح وحصلت علي شكر كل رؤسائي منذ بداية عملي كوني من عائلة شرطية في المقام الاول وكانت علاقتنا في البداية طيبة للغاية وكنت أقوم بدور الوسيط بين العادلي والالفي في تلك الفترة بأمانه شديدة ولم يكن لدي اي مصالح وهدفي الوحيد أن أنفذ عملي بكل اخلاص.
هل سعي حبيب العادلي للإيقاع بالوزير حسن الالفي ؟
قيل أنه تعاون مع طلعت حماد في الحملات التي شنتها جريدة الشعب ولم امتلك حينها دليلا ماديا ولكن كل الشواهد كانت تؤكد ذلك خاصة أن حبيب العادلي هو من اوصل للرئيس انه حذر من وقوع عمل ارهابي قبل حادث الدير البحري رغم أنه لم يحدد أي معلومات بل كانت معلوماته مشتته دون تحديد ودائما يكتب في تقاريره »‬يحتمل وقوع عمل ارهابي دون تحديد أي مكان».
وكيف تري الأداء الأمني حاليا ؟
ممتاز للغاية في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها وفعلا اللواء مجدي عبد الغفار »‬شايل شيله صعبة» في ظروف صعبة وربنا أكرمه لاخلاصه في عمله وهو الأفضل حاليا ويؤدي عمله بحرفية كبيرة لخبرته الكبيرة لتوليه امن الوزارة في آخر أيام عمله.
المصالحة مع الأخوان
حاليا البعض يتحدث عن المصالحة مع الأخوان كيف تري ذلك ؟
احنا بينا وبينهم دم.. انا شخصيا فقدت »‬ابن اختي».. وكيف نتصالح معهم ونتسامح فيما فعلوه ؟ ولا يمكن المصالحة معهم ليوم الدين.
بخبرتك في المجال الأمني ما الذي يريد الاخوان الوصول اليه ؟
الإخوان يطلقون سمومهم دون ضرر ولا يستطيعون اي شيء.. وأسلوبهم واحد علي مدار التاريخ من شائعات واستخدام المتفجرات ولن يغيروا من أسلوبهم.. وحينما تفرض القوة عليهم يختفوا وحينما تكون رحيما معهم يظهروا من تحت الأرض.. ولابد من الحزم والقوة في التعامل معهم.
وحينما وصلوا للحكم كيف رأيت ذلك ؟
العام الذي تولوا فيه الحكم كشفهم للشعب أجمع خاصة انهم ظلوا يرددون انهم حينما سيتولون الحكم سنفعل ونفعل ونفعل ولكن كان غرضهم اخونه الدولة.
هل السادات كان قريبا منهم ؟
ابدا.. كان فاهم الاخوان جدا.. وبمناسبة المصالحة تذكرني كلمة جيهان السادات أمام مجلس العموم البريطاني قبل زيارة الرئيس السيسي للندن : »‬دائما تقولوا المصالحة واتكلموا معاهم فانا سأحكي قصة أنا بنت لام انجليزية وأب مصري وأصبحت زوجة رئيس الجمهورية والوحيد الذي تحدث مع الاخوان كان انور السادات والنتيجة قاموا بقتله».. الاخوان لا يريدون سوي الكرسي وأخونه مصر.
هل يوجد تشابه بين الرئيس السيسي والسادات؟
انطباعي كمواطن : “ الرئيس السيسي علي صله قوية بربنا وفيه عمار مع ربنا بشكل كبير جدا “.. والكل يشاهد حاليا ذلك علي أرض الواقع من حيث الأمان الذي يشعر به حاليا.. وبالفعل بلا مبالغة : “ ربنا أكرمنا به وربنا هيكرم مصر به لحبه وصفاء قلبه “ والحقيقة الرئيسان السيسي والسادات تجمعهما الشجاعة والاخلاص للوطن ووضوح الرؤية والايمان بالله.
الرئيس السادات كان ذكيا في التعامل مع اسرائيل كيف رأيت ذلك حينها ؟
تواجدت في زيارة حيفا وتواجدنا في اسرائيل لمدة 5 أيام ومنذ بداية المباحثات الجميع يتحدث عن السادات وكان وزير الدفاع الاسرائيلي حينها يتحدث معنا ويقول : »‬المصريون ليس لهم سوي وجه واحد وغيركم لا».
السادات كان يتعامل مع اسرائيل بمنطق القوة ولم يكن يعرف كلمة الخوف.. وآلاف المواطنين حضروا لفندق اقامته من الاسرائيليين والفلسطينين وظلوا ينتظرونه حتي بعد نومه وبلا مبالغة كل سكان حيفا تواجدوا في موكب تحرك السادات وأصبحت المدينة خالية تماما من أجل رؤية السادات.
وأتذكر موقف في ذهني حتي الآن من شاب فلسطيني يدعي رائد كاد أن يشتبك مع عسكري اسرائيلي أثناء تواجده لرؤية السادات فرد عليه : لا تلمسني اتركني أنور السادات هنا “ وظل يهدد الاسرائيلي بأنور السادات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.