ازداد اهتمام العالم بمنطقة الشرق الأوسط وخاصة دول الوطن العربي، حيث عقدت جمعية الصحافيين والكتاب العرب بإسبانيا بالتعاون مع جامعة »ألكومبلتنسي» والسفارة الفلسطينية بمدريد، صباح يوم الجمعة الماضي بنادي الصحافة الدولي بمدريد ندوة بعنوان »التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، الأزمة ومساعي الاستقرار».. حيث ألقي السيد/ مروان بوريني سفير فلسطين لدي السلفادور محاضرة تناول خلالها »القضية الفلسطينية والتطورات الدولية والإقليمية».. وألقي دكتور/ بابلو صباغ، رئيس قسم العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة »ألكومبلتنسي» بمدريد محاضرة بشأن »أبعاد الأزمة السورية وتحدياتها الأمنية والحضارية».. كما شاركت بإلقاء محاضرة حول »تحديات الأمن الداخلي بدول الشرق الأوسط». كما تناولنا خلال النقاشات خطورة تداعيات قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس علي القضية الفلسطينية وأمن المنطقة العربية والجوار الإقليمي بالكامل والمردود الدولي تجاه هذا القرار.. وكذا التداعيات السياسية والاقتصادية والأمنية لانسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاقية النووية مع إيران. واتفقنا أن تحديات الأمن الداخلي للدول العربية والشرق الأوسط يمكن تلخيصها في عدة نقاط من خلال أربعة محاور رئيسية، وهي تحديات سياسية/ أمنية أهمها عدم العدالة وفساد المناخ السياسي والاستغلال السيئ للسلطة والتسلط الأمني وهجرة المفكرين والبطالة والفقر والانقسام المجتمعي والإرهاب والتطرف والحروب الأهلية والجرائم العابرة للحدود الدولية والتآمر الإقليمي والتدخلات الخارجية. وقد لخصت خلال الندوة جهود دول الوطن العربي لمواجهة تحديات الأمن الداخلي بها.. وبالتركيز علي مصر، أكدت أن الحكومة تتخذ العديد من التدابير همها تشديد وسائل المراقبة وحراسة الحدود، وتطوير المنافذ الشرعية الجوية والبحرية والبرية زيادة الدوريات لمراقبة وحماية كافة الحدود.. وتشارك مصر غرباً بالتعاون مع الإمارات وتونس والجزائروالأطراف الليبية لتحويل عناصر الأزمة من أطراف بها إلي عناصر فاعلة لحلها.. وشرقاً قامت مصر بحفر بركة مائية بطول 14كم بهدف إعاقة الأنفاق المحفورة من غزة إلي رفح، فضلاً عن تدمير 2838 فتحة نفق سري.. مع التحرك لإنجاز مصالحة وطنية فلسطينية وصولاً لحكومة موحدة مقرها غزة.. ورعاية محاولات التفاهم من داخل حماس لمواجهة التطورات في المنطقة، وفك ارتباطها مع الإخوان المسلمين والمصنفة إقليمياً »إرهابية».. بجانب التوسط بين حماس وإسرائيل لضمان تهدئة فعالة من الطرفين والحفاظ علي تدفق المواد الأساسية لسكان القطاع.. وجنوباً تعمل مصر لحل مشاكلها السياسية مع السودان من خلال مواجهة دبلوماسية بين بلدين شقيقين، كما أعلنت القاهرة استعدادها لاستئناف المشاريع المصرية المتوقفة في السودان. ولمواجهة التطرف والإرهاب تشارك مصر في تحالفات ومجالات تعاون لمكافحة الإرهاب (التحالف الإسلامي - مؤتمر دول الساحل والصحراء وإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب بالقاهرة)، فضلاً عن تعظيم القوة العسكرية وتطويرها وشن »العملية سيناء 2018» للتصدي للإرهاب واستعادة الأمن في سيناء، وإنشاء وتفعيل مجالس قومية متخصصة تدعم ذلك. بجانب التعاون المعلوماتي مع دول الجوار والمتوسط بشأن العناصر المشتبه فيهم وتحركاتهم. وتعمل مصر لتعظيم جهود جهاز تنمية سيناء، والتوسع في اللقاءات والحوارات المفتوحة مع الشباب. علي صعيد آخر تحاول مصر بصعوبة النهوض بالتعليم العام وتطوير الثقافة، وكذا التعليم الديني والخطاب المستخدم، كما تفرض إصلاحات اقتصادية وتشريعية، وتتوسع في المشروعات الاقتصادية القومية، وخلق الفرص لجذب الاستثمار الخارجي، وتشغيل صغار المستثمرين، والبدء في إزالة المناطق العشوائية فضلاً عن جهود التنمية الاقتصادية مقابل تحجيم التزايد السكاني. الموقف الدولي تجاه مصر من خلال أنشطتي بالناتو ودول الاتحاد الأوروبي لمست عن قرب مساعيها لدعم استقرار الدولة المصرية، حيث يعتبرونها مفتاح استقرار المنطقة، فهم يرون في مصر مميزات ومواطن قوة توفر لها الأسبقية لاستحقاق الدعم في شتي المجالات، من أهمها موقع مصر الجيوستراتيجي، والذي يجعل منها محوراً مفصليا لثلاثة أقاليم حيوية وهي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق المتوسط.. ووجود قناة السويس في قلبها شرياناً للعالم.. ودورها في إنتاج الغاز وتأمين مصادره بالمتوسط.. وأن لدي مصر قوات مسلحة قوية حجماً ونوعاً وتسليحاً يصعب انشقاقها وبما يحفظ التوازن العسكري بمحيطها.. وامتلاكها قوة بشرية تصل نسبة الشباب فيها لأكثر من الثلث، نصفهم تقريباً يعيش في الريف ويساعد تنظيم استغلالهم في جهود التنمية الأفقية، و80% منهم ذوو تطلعات أولوياتها ترتبط بالتعليم والديمقراطية والنبوغ العلمي والثقافي، والإبداع والاستثمار في المشروعات متناهية الصغر والصغيرة، وهي تطلعات مبشرة رغم متاعب البحث عن فرص العمل والإسكان والزواج وآمال محاربة الفقر.. وتماسك مصر طائفياً عبر عقود طويلة، فنجد أن التعداد المسيحي المصري والذي يمثل الأقلية الدينية بها يزيد علي تعداد اليونان (الدولة الجوار معقل الأرثوذوكسية)، هذا فضلاً عن التماسك الاجتماعي بأبعاده الأخري، وهو الأمر الذي يساعد علي التماسك السياسي والاقتصادي والأمني.. كما يرون أن مصر ستتحول لبيئة استثمارية خصبة خلال الأعوام المقبلة مع نجاح الإصلاحات الاقتصادية الحالية. • أستاذ زائر بأكاديمية دفاع الناتو