تتخذ مصر العديد من التدابير لمواجهة تحديات أمنها الداخلي أهمها تشديد وسائل المراقبة وحراسة الحدود، وتطوير المنافذ الشرعية الجوية والبحرية والبريةوزيادة الدوريات لمراقبة وحماية كافة الحدود..وتشارك مصر غرباً بالتعاون مع الإمارات وتونس والجزائر والأطراف الليبية لتحويل عناصر الأزمة من أطراف بها إلي عناصر فاعلة لحلها.. وشرقاً قامت مصر بحفر بركة مائية بطول 14كم بهدف إعاقة الأنفاق المحفورة من غزة إلي رفح، فضلاً عن تدمير 2838 فتحة نفق سري.. مع التحرك لإنجاز مصالحة وطنية فلسطينية وصولاً لحكومةموحدة مقرها غزة.. ورعاية محاولات التفاهم من داخل حماس لمواجهة التطورات في المنطقة، وفك ارتباطها مع الإخوان المسلمين والمصنفة إقليمياً »إرهابية».. بجانب التوسط بين حماس وإسرائيل لضمان تهدئة فعالة من الطرفين والحفاظ علي تدفق المواد الأساسية لسكان القطاع.. وجنوباً تعمل مصر لحل مشاكلها السياسية مع السودان من خلال مواجهة دبلوماسية بين بلدين شقيقين، كما أعلنت القاهرة استعدادها لإستئناف المشاريع المصرية المتوقفة في السودان. ولمواجهة التطرف والإرهاب تشارك مصر في تحالفات ومجالات تعاون لمكافحة الإرهاب (قوة الدفاع العربي المشترك – التحالف الإسلامي – مؤتمر دول الساحل والصحراء وإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب بالقاهرة)، فضلاً عن تعظيم القوة العسكرية وتطويرها نوعياً لمكافحة الإرهاب، وإنشاء وتفعيل مجالس قومية متخصصة تدعم ذلك كمجلس الأمن القومي، والمجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب. بجانب التعاون المعلوماتي مع دول الجار والمتوسط بشأن العناصر المشتبه فيهم وتحركاتهم. وتعمل مصر لتعظيم جهود جهاز تنمية سيناء، والتوسع في اللقاءات والحوارات المفتوحة مع الشباب. علي صعيد آخر تحاول مصر بصعوبة النهوض بالتعليم العام وتطوير الثقافة، وكذا التعليم الديني والخطاب المستخدم، كما تفرض إصلاحات إقتصادية وتشريعية، وتتوسع في المشروعات الإقتصادية القومية، وخلق الفرص لجذب الإستثمار الخارجي، وتشغيل صغار المستثمرين، والبدء في إزالة المناطق العشوائية. الموقف الدولي تجاه مصر من خلال أنشطتي بالناتو ودول الإتحاد الأوروبي لمست عن قرب مساعيها لدعم إستقرار الدولة المصرية، حيث يعتبرونها مفتاح إستقرار المنطقة، فهم يرون في مصر مميزات ومواطن قوة توفر لها الأسبقية لإستحقاق الدعم في شتي المجالات، من أهمها موقع مصر الجيوستراتيجي، والذي يجعل منها محوراً مفصليا لثلاثة أقاليم حيوية وهي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب أوروبا.. ووجود قناة السويس في قلب مصر شريان اًلعالم.. ودور مصر في إنتاج الغاز وتأمين مصادره بالمتوسط.. وأن لدي مصر قوات مسلحة قوية حجماً ونوعاً وتسليحاً قادرة علي حفظ التوازن العسكري بمحيطها، خاصة أنها لم تفلح معها أي محاولات إنشقاق.. وإمتلاكها قوة بشرية كبيرة، تصل نسبة الشباب فيها لأكثر من الثلث، نصفهم تقريباً يعيش في الريف والذين حالة استغلالهم جيداً يمكن أن يساعد في جهود التنمية الأفقية، و80% منهم ذو تطلعات أولوياتها ترتبط بالتعليم والديمقراطية والتعبير عن الرأي، وبالنبوغ العلمي والثقافي والمهني، والإبداع والإستثمار في المشروعات متناهية الصغر والصغيرة، وهي تطلعات مبشرة رغم متاعب البحث عن فرص العمل والإسكان والزواج وآمال محاربة الفقر بالمشروعات القومية.. ورغم الظروف التي مرت بها عبر عقود طويلة ما زالت مصر متماسكة طائفياً، فنجد أن التعداد المسيحي المصري والذي يمثل الأقلية الدينية بها يزيد عن تعداد الدولة معقل الأرثوذوكسية الجوار وهي اليونان، حيث أن المسيحيين المصريين لم ينخرطوا في أي محاولات فتنة طائفية، هذا فضلاً عن التماسك الاجتماعي بأبعاده الأخري، وهو الأمر الذي يساعد علي التماسك السياسي والإقتصادي والأمني.. وأنها ستتحول لبيئة إستثمارية خصبة خلال الأعوام المقبلة خاصة حالة نجاح الإصلاحات الإقتصادية الحالية. ومما سبق ينتظر أن توجه المنظمات الدولية والمجتمع الدولي الدعم اللازم لمصر وبما يمكنه من إستقرارها بالداخل وعلي إتجاهاتها الإستراتيجية وبما يمكنها من تسوية الأزمة الليبية والقضية الفلسطينية وتهدئة الظروف مع السودان، والذي سيكون له الأثر الأكبر في إستقرار إقليم شمال أفريقيا والذي يعد مصدر التهديد الأكبر لقارة أوروبا. • إستشاري وأستاذ زائر للأمن الدولي بأكاديمية دفاع الناتو