بعد تخرج زينب السويعي من الجامعة وحصولها علي ليسانس الآداب قسم جغرافيا بجامعة المنوفية وطول انتظار لفرصة العمل، قررت ان تقهر البطالة بالعمل كسائقة تاكسي لتكون الأولي بين بنات جيلها بمدينة شبين الكوم التي تعمل في تلك المهنة اتخذت زينب ذلك القرار بعد ان طالت جلستها في البيت وهي تري الزوج يسعي كادا لتوفير النفقات بينما زادت أعباء الحياة الاسرية بعد ان رزقها الله بثلاثة من الابناء اكبر ساجد 11 عاماً ونور 6 سنوات وحور 4 اعوام آخر العنقود، وبدأت تفكر في وسيلة لزيادة دخل الاسرة الصغيرة ومواجهة ظروف الحياة القاسية وكان اقتراحها علي الزوج والذي يعمل سائقا علي تاكسي ان تتعلم قيادة السيارات حتي تستطيع ان تمد له يد العون وتشاركه في تحمل المسئولية وتحقق قدرا من كينونتها وذاتها ولكن زوجها وجد في ذلك الطلب حرجا بالغا فرفض مطلب زوجته ومع الالحاح والاقناع فكر الزوج في الامر وبالفعل بدأ في اصطحاب زينب زوجته لتعليمها فنون القيادة . وعندما جاءت اللحظة التي ستنزل فيها الي الشارع وممارسة تلك المهنة وتقود التاكسي لمساندته في تحمل أعباء الحياة عاد الزوج للرفض متعللا بان ذلك الامر بعيد المنال ولم يسبق ان حدث من قبل ان وجد امرأة تعمل وسط سائقي التاكسي تنافسهم علي اختطاف الزبائن وتعيش حالتهم اليومية ومع الاقناع رضخ ابو ساجد لمطلب زوجته زينب وتوجه معها لادارة مرور المنوفية وهناك كانت حالة من الذهول فلاول مرة تقوم سيدة باستخراج رخصة قيادة مهنية وتتحول الي سائقة تاكسي تتجول في شوارع وميادين عاصمة الاقليم »شبين الكوم» ولكن الامر اصبح واقعا تقوده أربع عجلات تقطع الطرقات وتطوي المسافات فتحولت زينب السويعي إلي أيقونة نسائية تسود المجتمع وأضحت مثلا يحتذي به بين بنات جنسها . وعن طبيعة العمل كسائقة تاكسي اعربت »أم ساجد» عن سعادتها بالعمل وقيمته في حد ذاته حيث تحولت من ربة منزل تعيش بين أربع أركان الي امرأة لها كلمة مسموعة ودور بارز في مجتمعها، وتشيد زينب السويعي برجال ادارة مرور المنوفية في حسن التعامل معها وادراك طبيعة مهمتها الشاقة وتؤكد لنا سعادتها بممارسة ذلك العمل تحملها المشاق والصعاب من اجل تحقيق هدفها الاسمي في الحياة وهو مساعدة الزوج في توفير النفقات اليومية حتي تسير عجلة الحياة بالتعاون والمودة .