والدة شهيد العملية الشاملة : استشهاده أحلي هدية في عيد الأم! والدة شهيد المدرعة : أري ابني في كل ضابط شرطة .. وثروت الخرباوي كتب فيه قصيدة شعر كل أم تتمني أن ترى ابناءها في أفضل مكان وفي أعلى المناصب وفي أحسن حال ولا تنتظر المقابل لحبها وعطائها غير المحدود . والأم المصرية لم يتوقف عطاؤها لاولادها فقط وانما قدمت الكثير لوطنها أيضا ولم تبخل عليه بأي عطاء ، وفي كل موقف كانت الام المصرية سباقة ومبادرة وفي مقدمة الصفوف من أجل مصر. واستمرارا لملحمة العطاء من امهات مصر لأمنا الكبرى مصر ، الغالية على قلوبنا جميعا قدمن فلذات أكبادهن فداء لتراب الوطن. وفي السطور التالية نقدم باقة ورد لاثنتين من أمهات الشهداء الأبرار تقديرا لدورهما الكبير في صناعة الابطال الافذاذ. بطلنا هو الملازم أول إسلام محمد محمد إسماعيل أحد أبطال العملية الشاملة سيناء 2018 ، فعلى الرغم من إنه خريج دفعة 2017 إلا أن أول مطلب له قبل تخرجه هو أن يتم نقله لسيناء حتى يستطيع أن يحارب الإرهاب ، وبالفعل تحقق له ما أراد وذهب لسيناء لقتال خوارج هذا العصر من خلال قوة الكتيبة 83 صاعقة ، إسلام كان بطلا في كل المعارك التي خاضها منذ تم نقله لسيناء وحتى أكرمه الله بالشهادة يوم 28 فبراير 2018 خلال مداهمة أحد أوكار الجماعة الإرهابية بشمال سيناء . وتقول والدة الشهيد البطل إسلام إنه كان يتمنى الشهادة طوال حياته وعندما علمت إنه يريد أن يذهب لسيناء سألته عن ذلك فأخبرها إنه يفعل ذلك من أجل حبيبته التي يحبها أكثر منها فسألته "من هى حبيبتك التي تحبها أكثر مني" فأخبرها "إنها مصر لإن هذه هى تربيتك يا أمي إذا مصر احتاجتنا يجب أن نلبي النداء " وتضيف أمه وهى تنظر لصورة ابنها البطل " أنا سألته مش خايف تموت يا إسلام فقالي "يا ريت أنا وأصدقائي في الكتيبة كلنا بنتمنى نستشهد من أجل بلدنا تعيش "ولما جه خبر استشهاده أنا زغردت لإن هذه هى أمنية ابني وربنا حققهاله وأنا عندي ابنين آخرين أكبر من إسلام هما مش خسارة في مصر لو ينفع أدخلهم الجيش ويروحوا سيناء ليدافعا عما مات شقيقهم أثناء الدفاع عنه معنديش مشكلة وحتى لو طُلب مني أنا أو والدهم التطوع لكي نذهب لنحمي سيناء لن نتأخر . فيما قال والد الشهيد إن إسلام أصر للذهاب للقاهرة قبل عدة سنوات حتى يسحب ملف التقدم للكلية الحربية على الرغم من بعد المسافة بين مدينته المنزلة في أقصى شمال محافظة الدقهلية وبين القاهرة لكنه ذهب وبات في الشارع أيام حتى يستطيع أن يسحب الملف ليتقدم للخدمة في القوات المسلحة وعندما تخرج شاهدت في عينيه العزيمة والإقدام لخدمة مصر لذلك كانت فرحة عمري عندما رأيته وهو يخبرني إنه سيذهب لسيناء وكانت فرحتي الأكبر عندما علمت بأنه استشهد في سبيل الله دفاعا عن وطنه . شهيد الشرطة الحاجة زينب محمد، والدة الشهيد، أحمد أبوبكر، كانت دموعها تسبق كلماتها عن ابنها الشهيد، عقلها يفكر فيه، يسترجع ذكرياته الجميلة، وقلبها يخفق ألما وحزنا على فراقه، استرجعت حادث استشهاده، قائلة بصوت منخفض متحشرج، ابني أحمد كان طيب، اليوم الأخير كان معي على التليفون يطمئن علي، وبعدها أبلغني أنه ذاهب فى مأمورية. الإرهابيون كانوا يرصدون كل تحركات رجال الجيش والشرطة فى سيناء آنذاك. وفي عام 2014، وتحديدا فى نهاية شهر نوفمبر، خرج ضمن قوات تأمين، وتحرك بالمدرعة، ولم يكن يعلم أن هناك كمين معد له، الإرهابيون ربطوا الأسلاك بعمود إنارة بعبوة ناسفة، لحين عبور مدرعة أو أتوبيس رجال الأمن، وكان وقتها ابني يمر بمدرعة، وانفجرت العبوة، أصابته "شظية"، فى ذراعه وجانبه الأيسر، نزف على إثرها وقبل ان يصل إلى المستشفى استشهد أحمد، ليذهب إلى عالم الحق، ويفارقني فلذة كبدي، لأعيش بعده على ذكرياته الجميلة. تستكمل أم الشهيد قائلة، عيد الأم مر علي دون أن أشعر به، رغم أن إخوته يزوروني، إلا أن أحمد كان البسمة فى حياتي، كان يقضى معي 15 يوم إجازة، و15 يوم فى عمله، حينما يأتي من عمله يذهب لإحضار أولاده ويأتي ليمضي معي فترة الإجازة كلها، لا يتركني، يضحك معي، لو شعر أنني حزينة أو هناك مشكلة ما مع والده أو أشقائه لا يتركها إلا ويحلها، كان إنسان بمعنى الكلمة، الإبتسامة لا تفارق وجهه، أشعر وكأنه يعيش معي، لم يمت، روحه تسكن كل ركن من أركان المنزل، أرى طيفه يحوم فى المكان، أحيانا أسمع صوته، ربما هو يشعر بي، ويعرف مايدور بداخلي، لم يكن إنسان متكبر يوما من الأيام، التواضع يغلب عليه، فى إجازته لا يتركني إلا حينما يذهب لبعض البسطاء ويجلس معهم، يساعدهم ببعض الأموال، يجلس معهم، يهرج ويضحك، ويتبادلون أطراف الحديث، كان يعتبر هؤلاء هم أصدقائه لهذا كان الجميع يحبه. وأضافت الحاجة زينب والدة الشهيد أحمد، كانت صوته فى التليفون حينما يكلمني وهو فى العمل رسالة اطمئنان، اتلهف لسماعه، الآن أشعر وكأنني فقدت نصفي الآخر، حينما أسير فى الشارع أتخيل به حينما أرى أي شاب بزي الشرطة، لم يعمل فى قسم شرطة، منذ تخرجه من كلية الشرطة يعمل فى الحراسات بوزارة الداخلية، أبرز من قام بحراستهم البابا شنودة، وكان يذكره بكل خير ويشيد بالبابا شنوده فى حكمته وتصرفه، وكيف كان يتعامل مع الناس والمقربين منه، ودوره الحكيم فى لم الشمل واحتواء أي موقف، كما أنه عمل على حراسة السفير الإسرائيلي، لفترة كبيرة، وعمل فى حراسة الكثير من الوزراء السابقين، وسوزان مبارك، والأمير تركي بن العزيز، رحمه الله، هناك من تذكره برسائل عزاء وهناك من حضر وكان واضح عليه التأثر والحزن، أبرز من كتب عنهم حيث كان يقوم بحراسته ثروت الخرباوي حيث كتب فيه شعر بعد استشهاده. تستكمل الأم بحزن، حينما ترك الحراسات انتقل "شغله" لسيناء وبعد 6 أشهر وقع الحادث الأليم واستشهد، لكن ابني ليس غاليا على مصر، جميعنا فداكي يامصر. وقالت أم الشهيد، زوجته توفت فى حادث بعد استشهاده، ترك لي 3 أطفال، محمد 11 سنة، وجنى 6 سنوات، وأبوبكر 3 سنوات و6 شهور، محمد ابنه دائما يتذكره، يسأل عنه، أراه فى أوقات كثيرة جالسا بمفرده شارد الذهن وحينما أسأله يقول لي بصوت منخفض" بابا وحشني وماما.. بابا كان بيصحيني بدري ويدينى اللبن ويروح معايا الملاهي"، وأبوبكر لم يره لأنه استشهد وكان عمره 3 أشهر وقتها، فى بداية استشهاده كان الحادث أليم، وكأن صاعقة حلت بنا أو قنبلة انفجرت لكن الله أنزل الصبر علي وعلى أولاده. وأشارت ام الشهيد، إلى أن زوجها توفى بعد حادث استشهاد الرائد أحمد، ابنه حزنا على فراقه، لم يتحمل الخبر، والآن انا أتحمل المسؤولية وربنا يقويني على هذه الرسالة، فأنا أم الأولاد ووالدهم، ربنا يرحم الشهيد أحمد يارب، كلمات قالتها ودموعها حبيسة داخل عينها.