مرة ثالثة وتحت هذا العنوان أستكمل الإجابة عن هذا السؤال : أين الحقيقة في تصنيف الجامعات التي يتغني بها البعض، ويتاجر بها البعض الآخر، مع أنه لايوجد تصنيف واحد متفق عليه في العالم، حيث يوجد التصنيف الإنجليزي QS والتصنيف الأشهر شنغهاي الصيني، والتصنيف الاسباني، والتصنيف الأمريكي .. إلخ وهناك جامعات قد تجد نفسها في ترتيب تصنيف معين، وفي تصنيف آخر لايكون لها ذكر علي الإطلاق، وقد تناولت في مقال الأسبوع الماضي أنواع هذه التصنيفات، والمعايير التي يعتمد عليها كل تصنيف، وتساءلت في نهاية المقال : أين نحن في مصر من هذه التصنيفات ؟ خاصة وأن هناك تصنيفات للجامعات ككل، وعددها قليل، وتصنيفات للكليات، وثالثة للبرامج داخل كل كلية. لقد كشف تصنيف QS الإنجليزي لعام 2018 عن أن الجامعات المصرية لايوجد لها أي ترتيب من 1 - 400 في هذا التصنيف علي المستوي الإقليمي بمنطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا بل وتسبقها الجامعة العبرية في القدس بإسرائيل في ترتيب من 101- 200، وفي نفس الترتيب جامعة كيب تاون بجنوب إفريقيا، ثم جامعة الملك فهد للبترول والتعدين بالمملكة العربية السعودية، وفي الترتيب من 201 - 300 توجد جامعة تل أبيب ومعهد التكنولوجيا بإسرائيل، ومعها جامعة الملك سعود ثم جامعة الملك عبد العزيز بالمملكه العربية السعودية ثم الجامعة الأمريكية في بيروت بلبنان . وفي الترتيب من 301 - 400 تظهر الجامعة الأمريكيةبالقاهرة ثم جامعة بن جوريون بإسرائيل ثم جامعة ستيلا بوش وجامعة ويتو وترسند بجنوب أفريقيا ثم جامعة قطر وجامعة الإمارات. وأول ظهو لجامعة مصرية في هذا الترتيب علي المستوي الإقليمي في هذا التصنيف كان لجامعة القاهرة فقط في الترتيب من 401 - 500 وفي نفس الترتيب جاءت الجامعة الأمريكية بالشارقة بدولة الإمارات العربية ثم جامعة الخليج بالبحرين، ثم جامعة خليفة بالإمارات، ثم جامعة السلطان قابوس بعمان ثم جامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية، ثم جامعة سان جوزيف بلبنان. وفي الترتيب من 501- 600 جاءت جامعة بار إيلان بإسرائيل ثم جامعة بريتوريا بجنوب أفريقيا ثم جامعة أم القري بالمملكة العربية السعودية ثم جامعة بغداد ثم جامعة الأردن. ويستمر غياب الجامعات المصرية باستثناء جامعة القاهرة السابق الإشارة إليها في الترتيب من 601- 700 لتأتي فيه جامعة حيفا بإسرائيل، ثم جامعة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا ثم الجامعة الأمريكية بدبي بالإمارات ثم الجامعة الأردنية للعلوم والتكنولوجيا، والجامعة الأمريكية بلبنان ثم جامعة الكوفة بالعراق ثم جامعة الكويت. وأخيرا تبدأ ثاني الجامعات المصرية وثالثها في الظهور في هذا التصنيف علي المستوي الإقليمي لتظهر كل من جامعتي عين شمس والإسكندرية في الترتيب من 701 - 800 ومعها جامعة رودس وجامعة كيموزولوناتل بجنوب إفريقيا، ومعها جامعة الشارقة ثم جامعة أبو ظبي بالإمارات ثم جامعتة محمد بن سعود وجامعة فيصل بالمملكة العربية السعودية. أما الترتيب الأخير من 801 - 1000 فجاءت به جامعة الأزهر في مصر ثم جامعة نورث ويست وجامعة ويسترن كيب بجنوب إفريقيا، وأخيرا جامعة بير زيت بفلسطين. لكن يبقي السؤال وهو: ماذا سنفعل خلال الفترة المقبلة لكي ندخل في ترتيب متميز بهذه التصنيفات، وترتيب يعبر بشكل حقيقي عن واقع الجامعات المصرية وإظهار أي تطور فيها يكون قد حدث حتي يكون الترتيب في هذه التصنيفات حقيقيا ومعبرا عن نمو وتطور وارتقاء بمستوي العملية التعليمية بشكل حقيقي وليس مجرد تستيف أوراق؟ هذا ماسوف نجيب عنه العدد المقبل.