تخصيص قطعة أرض بمحافظة الوادي الجديد لإقامة 35 منزلاً ريفياً    «المشاط»: الحكومة المصرية تهدف لبناء اقتصاد تنافسي جاذب للاستثمارات    رئيس الوزراء يبدأ جولة تفقدية بعدد من المشروعات بمدينة العلمين الجديدة    ريال مدريد يقدم صفقته البرازيلية إندريك للجماهير    سقوط 13 تاجر مخدرات خلال حملات في 3 محافظات    عاجل- موعد نتيجة الثانوية العامة 2024، ورابط الاستعلام    إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب سيارة بالفيوم    حقيقة انتشار فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة    خفر السواحل الفلبيني يعلن تسرب الوقود من ناقلة نفط قبالة سواحلها    بعد أعمال التخريب.. تشغيل 7 قطارات سريعة بفرنسا على ثلاثة خطوط رئيسية    مدير شبكة المنظمات الأهلية بفلسطين: انتشار سريع للأمراض والأوبئة    روسيا: الدفاعات الجوية تسقط 22 مسيرة أوكرانية فوق "بريانسك"    رئيس جامعة القاهرة يترأس اجتماع مجلس كلية الإعلام    مفاجأة في مركز محمد صلاح، ضمن أعلى 10 لاعبين أجرا في أوروبا    وفاة محمود صالح نجم الأهلى الأسبق بعد صراع مع المرض    مدافع الأهلي يهاجم رابطة الأندية: حرام عليكم تعبت من كتر الماتشات    بدء الدراسات العليا لأول مرة بالكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا بجامعة القناة    خبير أسواق مال يكشف عن توقعاته لأداء البورصة المصرية بالجلسات المقبلة    بدء محادثات وزير خارجية الصين وأمريكا في «لاوس»    استجابة لمطالب الأهالي.. محافظ الغربية يتابع الحملات التفتيشية على المخابز    مصرع 3 أشخاص وإصابة 2 آخرين فى حادث انقلاب سيارة بكفر الشيخ    نادر صلاح الدين، مخرج حفل افتتاح المهرجان القومي للمسرح بدورته ال17    إعلام الاحتلال: انتحار جندي من قوات الاحتياط عند شاطئ مستوطنة نهاريا    عازفون عالميون يتألقون بحفل آمال ماهر «بليلة الأحلام»    فيلم «x مراتي» يواصل الصدارة في شباك التذاكر.. تعرف على إيراداته    الأسد.. خبيرة فلك تبشر الأبراج النارية    إعادة توزيع أدوية وإصلاح أجهزة.. الصحة تعلن نتائج المرور الميداني على مستشفيات سوهاج    ليفربول يواجه أزمة تجديد عقود النجوم مع سلوت.. هل يرحل صلاح وأرنولد؟    الحكومة تكشف حقيقة تغيير التصميم الفني لجواز السفر المصري    لأول مرة.. بدء الدراسات العليا بالكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية بقناة السويس    حالة الطقس في العلمين الجديدة اليوم.. «استمتع بالحفلات والأجواء المميزة»    مباشر مباراة مصر ضد المجر لكرة اليد (0-0) في أولمبياد باريس لحظة بلحظة    قصف صاروخي يستهدف القاعدة الأمريكية في حقل كونيكو بشرق سوريا    جامعة قناة السويس تنظم دورة تدريبية حول أنظمة تشغيل الحاسب للموظفين والطلاب    بدء اختبار المتقدمين للالتحاق بمدارس التكنولوجيا وإتاحة الاستعلام عن مقر الامتحان    إنفوجراف| أسعار الذهب اليوم السبت 27 يوليو    أسعار الخضراوات اليوم 27 يوليو في سوق العبور    جاهزية كوكا مع المنتخب الأولمبي لمواجهة أوزبكستان    الشيبي ل جمهور الزمالك: لن نركع إلا لله    وزير الإسكان يُصدر 26 قراراً لإزالة مخالفات البناء بالقاهرة الجديدة والساحل الشمالي    تواصل عمليات إصلاح خط مياه الكريمات المغذي للغردقة ورأس غارب    سيلين ديون تتحدى مرضها وتغنّي في افتتاح أولمبياد باريس.. ظهرت بأداء مذهل    عمر كمال مع سالي عبد السلام في سهرة خاصة على القناة الأولى    «التعليم العالي» تُغلق كيانًا وهميًا في أسيوط    وصول دفعة جديدة من أطباء الجامعات المصرية إلى مستشفى العريش العام    فدائي ووجه ضربات موجعة للإنجليز، الوجه الآخر ل رشدي أباظة دنجوان السينما المصرية    مشادة بين أحمد كريمة وياسمين الخطيب: «مش هسمحلك تعبثي في الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 27-7-2024    اليوم.. بدء امتحانات الصفين الأول والثاني الاعدادي الدور الثاني بالفيوم    عباس شراقي: لدينا احتياطي جيد من المياه بالسد العالي    ما هو وقت صلاة الضحى ؟ سبب تسميتها بهذا الاسم؟    وسط حالة من الرعب والقلق.. إصابة 4 أشخاص في انهيار عقار قديم بالمحلة    دار الإفتاء تكشف حكم إخفاء المرأة مالها عن زوجها    تكريم 450 من حفظة القرآن الكريم بالرحمانية قبلي في نجع حمادي.. صور    الصحة العالمية تعلن إرسال مليون لقاح ضد شلل الأطفال لغزة    مخاطر استمرار الحمى لأكثر من 24 ساعة    واشنطن تطالب الاتحاد الأوروبي بضمان استمرار تجميد الأصول الروسية    هل يمكن زراعة الكبد من الموتى للأحياء؟.. خبير يرد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
أحلامنا والدستور
نشر في أخبار الأدب يوم 17 - 04 - 2012

لا شك أن حكم محكمة القضاء الإداري ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور يشكل علامة فارقة في تاريخ ثورتنا ويفتح المجال لإعادة رسم مسارها. فنحن الآن لدينا الفرصة لكي نعيد تشكيل الجمعية التي ستضطلع بهذه المهمة الجوهرية حسب معايير جديدة. فعمليًا اعتمدت الأغلبية البرلمانية التي تحكمت في عملية تشكيل الجمعية علي معيار أساسي وهو مدي اشتراك أعضاء الجمعية مع تلك الأغلبية في انتمائها للتيار الديني وفي تمسكها ب"الهوية الثابتة للمصريين"، كما يزعم المنتمون لأحزاب الحرية والعدالة، والنور، والبناء والتنمية.
وكان نتيجة التمسك بهذا المعيار أن استأثر أعضاء البرلمان الذين انتخبهم الشعب ليشرعوا القوانين وليراقبوا أداء الحكومة بنصف مقاعد اللجنة التي ستكتب الدستور. وتعالت الأصوات التي تنادي بأنه من غير المعقول أن تتضمن اللجنة ستة فقط من النساء أو أن يمثل المسيحيون بستة أعضاء فقط.
أما وقد أصدرت محمة القضاء الإداري حكمها فلنا أن نعيد التفكير في المعايير التي سنتبعها لتشكيل جمعية جديدة. أتفهم جيدا أهمية أن ينصب اهتمامنا في المرحلة القادمة علي ضرورة أن تكون الجمعية الجديدة معبرة تعبيرا حقيقيا عن المجتمع المصري بثرائه وتنوعه وتعدده، وأن تضم أعضاءا ممن استبعدوا من الجمعية السابقة.
نحن في ثورة. ثورة شعبية، راقية، سلمية، ملهمة. ويجب أن يأتي دستورنا الجديد بشكل يعكس الآمال والأحلام التي نادت بها هذه الثورة والتي من أجلها قامت.
علي أني أتمني أيضا أن نتبع مع معيار الشمولية معيارا آخر وهو الكفاءة. ما أقصده هنا ليس فقط ضرورة أن تتضمن الجمعية كفاءات كانت مستبعدة من فقهاء قانونيين ودستوريين، وأساتذة جامعيين، وقيادات نقابية وعمالية، وأصحاب فكر وكتاب، رجالا ونساء، مسلمين ومسيحيين، شبابا وكهولا. ما أقصده هو ضرورة أن يوجد ضمن أعضاء هذا اللجنة أفراد ليس فقط يمثلون كافة أطياف المجتمع المصري بل أيضا أشخاص لديهم القدرة علي تخيل نظام سياسي أفضل من كل الأنظمة التي شهدتها مصر، وأن يحلموا بدستور أسمي وأعمق وأجمل من كل الدساتير التي عرفتها البلاد في تاريخها الحديث.
من المهم بالطبع أن نستلهم الماضي وندرس تجارب كتابة دساتير 1923 و 1971. ومهم أيضا أن نتعلم من هذه التجارب وأن نأخذ بأحسن ما فيها وأن نتخلص من السيء والقبيح منها. ولكن يجب علينا أيضا أن ندرك أن وضع البلاد الآن مختلف عن وضعها أثناء كتابة دستوري 1923 أو 1971 .
إن دستور 1923 كما أوضح آرون جيكس في مقال مهم له في صحيفة "المصري اليوم" الإنجليزية بتاريخ 11 أبريل كانت تشوبه الكثير من المشاكل وكان، في المقام الأخير، دستورا كتب في ظل ثورة 1919 المجيدة ولكن في وجود قوي الاحتلال أيضا، وجاءت نصوصه المتعارضة لتعكس هذا الوضع الشائك. أما دستور 1971 فكان نتاج انقلاب قصر قام به السادات علي رجال عبد الناصر، وكانت النصوص التي كرست لهيمنة رئيس الجمهورية علي سائر السلطات انعكاسا لهذا الوضع السياسي المحتقن.
أما الآن فنحن في ثورة. ثورة شعبية، راقية، سلمية، ملهمة. ويجب أن يأتي دستورنا الجديد بشكل يعكس الآمال والأحلام التي نادت بها هذه الثورة والتي من أجلها قامت.
إن اللحظة التي نعيشها الآن ليس لها مثيل في تاريخنا علي امتداده. فلم يشهد تاريخ المصريين قيامهم بثورة نجحت في خلع رئيس الدولة وزعزعت أركان السلطة كما فعلت ثورة يناير. كما لم يشهد تاريخ مصر لحظة عبر فيها المصريون عن إرادتهم بشكل سلمي متحضر متطلع للمستقبل مفعم بالأمل كتلك الفترة التي نحياها الآن.
وبالتالي يجب أن تتضمن لجنة كتابة الدستور ليس فقط فقهاء دستوريين بل أيضا حالمين. يجب أن يكون من ضمن اللجنة ليس فقط أفراد علي دراية بتجاربنا السابقة بل أيضا أفراد لديهم القدرة والخيال أن يحلموا بمستقبل أفضل. ما نحتاجه الآن ليس فقط ممثلين عن مجتمعنا بشتي طوائفه، بل أيضا رجالا ونساءا يطلقون العنان لخيالهم ويخلقون نظاما جديدا لم نشهده من قبل، نظاما تتحقق فيه آمال المصريين بالحق والخير والجمال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.