لا تقل الانتخابات محسومة وبالتالي تتكاسل عن النزول أيام الانتخابات القادمة.. لأن القضية عزيزي القارئ ليست في نجاح الرئيس السيسي لفترة رئاسية جديدة.. القضية في نجاحنا نحن كشعب قوي صاحب إرادة.. القضية في إفشال الرهان علينا.. ذلك الرهان الذي أعلنته منذ فترة ليست بالقصيرة العديد من القنوات الإعلامية المعادية وأكدت علي عدم نزول المصريين يوم الانتخابات وتترقب ذلك بكل شغف.. القضية في إحباط العدو نفسيا بعد أن اجتهد في دعوتنا مرارا للمقاطعة وأهمية الرد علي تلك الدعوة عمليا بأن ينزل كل مواطن بكلتا يديه علي قفا أصحابها من خلال توجهه للجان الانتخاب.. القضية في فضح الإعلام المتآمر علينا حيث سيكون كل صوت انتخابي بمثابة رصاصة في صدور القائمين عليه.. القضية في مجموعة رسائل من المصريين للعالم لن يصل إليه مضمونها إلا من خلال المشهد الانتخابي.. فلو أن نجاح الرئيس السيسي محسوم فالباقي لن يحسمه غير نزولنا وتواجدنا بالملايين أما لجان الانتخابات لنمارس حقنا الدستوري والذي سبقنا إليه إخواننا المصريون بالخارج في مشهد أكثر من رائع كان مثار إعجاب العالم أجمع.. وبالرغم من الأهمية الشديدة لتلك الانتخابات إلا أنه ربما تسبب الخوف من وصف »المطبلاتي» في إحجام البعض عن النزول ولكن علي هؤلاء أن يعلموا أن ذلك المصطلح الخبيث تم استحداثه بعد مؤامرة يناير الكبري كإحدي أدوات الحرب النفسية لإخماد صوت الحق وإحباط صاحبه وفي المقابل إعلاء صوت الباطل والهمجية والغوغاء علي أساس إن كل واحد عايز يثبت استقلاله برأيه فيعترض لمجرد الاعتراض.. علينا أن نعترف بكل أسف إنه من أحط الأشياء التي شهدتها مصر بعد تلك المؤامرة الكبري أنك تجد نفسك مضطرا للدفاع عن بلدك وجيش بلدك العظيم ومؤسسات بلدك في مواجهة كائنات قذرة بداخلها كم رهيب من الحقد والغل والغباء تجاه كل ما هو مصري.. فاعلم عزيزي القارئ أنها ليست مجرد انتخابات رئاسية وإنما نزولك للوقوف بجانب بلدك ولحماية كرامتك وكرامتها أمام الأعداء والخونة والإرهابيين.. نزولك من أجل تعظيم دماء الشهداء وتمجيد أرواحهم في عليين تلك التي سفكت وأزهقت دفاعا عنا وعن أماننا وعن حريتنا وكرامتنا.. نريده يوما تاريخيا تحكي عنه الأجيال.. الشباب بتوع »هوه السيسي عمل لنا إيه» وبتوع »حننزل ليه ماهو ناجح ناجح».. أنا من هنا باحمّل سيدات مصر مسئولية تحريض أزواجهن وأولادهن علي التصويت.. وكفايانا والنبي بقي ثوارا ونشطاء.. المرارة ماعادتش مستحملة.. وأمامكم مثال عملي فلو أن السيسي كان قد أعلن في بداية فترته الرئاسية الأولي إنه سيفعل شيئا واحدا فقط من إنجازاته التي فاقت الخيال وعجزنا عن عدها أقسم بالله ما كان سيصدقه أحد.. فبدلا من الإحجام عن التصويت انزلوا والعنوا الحرامية وأيامهم السودة اللي جابتنا ورا وضيعتنا طوال ثلاثين عاما.. ما قل ودل: إذا استعجلت في صلاتك فتذكّر أن كل ما تريد لحاقه وماتخشي فواته بيد من وقفت أمامه واجتهدت في اختصار زمن لقائك به..