عقدت المائدة المستديرة بمعرض القاهرة للكتاب ندوة تحت عنوان "حرية الإبداع في ظل المتغيرات السياسية"، أدارتها سهير المصادفة وتحدث فيها كل من رسام الكاريكاتير تامر يوسف، والناقد مدحت صفوت، والكاتب فتحي سليمان، في حين تغيب عنها عدد من الكُتّاب المقرر أسمائهم. وشهدت الندوة حضوراً كبيراً من رواد المعرض. في كلمة البداية، قالت المصادفة إن "النظام السابق لم يسامح في الاقتراب من تابو السياسة والدين، في حين سمح فقط في تابو الجنس". وأضافت:"نحن نحتاج إلي الكثير من حرية الإبداع والتعبير في ظل المتغيرات السياسية الحالية". وأثارت المصادفة العديد من التساؤلات حول حال الإبداع في المرحلة الحالية بعد أن شهدنا وصول الإسلاميين، وأكدت أننا "لكي ندافع عن حرية الإبداع نحتاج إلي بيبليوجرافيا كبيرة ترصد كم الهزائم والانتصارات التي واجهها وحققها الإبداع في القرن الاخير، يضم كذلك الرحلة الطويلة التي قطعتها محاولة تحرير الأعمال الإبداعية". وأشارت إلي أن أحد أسباب استمرار النظام السابق فوق كرسيه طوال هذه السنوات أنه استطاع أن يكمم الأقلام، وأخاف ان تجد مصر نفسها، في المرحلة القادمة، تعود إلي الوراء. بينما عبّر رسام الكاريكاتير تامر يوسف عن تفاؤله بالمرحلة القادمة، وبرر ذلك بأنه"كلما ازدادت المحاذير ازدادت الحيل الفنية، وهو ما يفيد الإبداع". لكن يوسف، في المقابل، حكي مواقف كثيرة عن المضايقات الرقابية التي كانت تواجهه كرسام كاريكاتير، حد أنه اختار المنفي الاختياري والحياة خارج مصر. حكي يوسف:"في الخارج أنشأت مجلة كاريكاتير إليكترونية لاقت ترحيباً كبيراً من زوارها"ونفي أن يكون الكاريكاتير منفصلاً عن الواقع، أو ألا يعبّر عن الحالة السياسية، وتأكيداً لكلام يوسف، اقترحت سهير المصادفة علي من قرروا مصادرة ألف ليلة وليلة أن يصادروا أيضاً كل كتب التراث العربي لأنها تحتوي علي ما احتواه ألف ليلة وليلة، بما في ذلك كتاب "طوق الحمامة" للإمام ابن حزم. مدحت صفوت التقط الخيط ليتحدث عن كتب ومسرحيات صودرت في فترات مختلفة، وتوقف صفوت عند رواية "أولاد حارتنا" ليؤكد أنها كانت تابواً سياسياً في الأساس، فحوّلوها لتابوه ديني، وقدّم تفسيراً سياسياً للرواية، مشيراً إلي أن الجبلاوي ليس إلا الديكتاتور، كما ذكر موقف محفوظ بأنه "فهم ما يريدون أن يجروه إليه". ولا ندري لماذا انتزع صفوت من محفوظ صفة الكاتب الوجودي الذي يحق له أن يطرح أسئلة وجودية كبري، واختزل الرواية في قراءة سياسية تبريء الكاتب النوبلي من سؤال الدين!! وعن دور المثقفين، اشار الي انبطاح المثقفين امام السلطة في نظام مبارك.