أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الاثنين الماضي أن واشنطن قررت وقف تمويل منظمة اليونيسكو، احتجاجاً علي قيامها بقبول العضوية الكاملة ل»دولة فلسطين،« لتنفّذ الولاياتالمتحدة بذلك تهديداتها السابقة باتخاذ هذه الخطوة »المؤلمة« بالنسبة للمنظمة الدولية التي تشكل المساهمات الأمريكية 22 في المائة من ميزانيتها. وقالت فيكتوريا نولاند، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية: »نأسف لقرار الدول صاحبة العضوية في منظمة اليونسكو التي صوتت علي قرار الاعتراف بعضوية فلسطين، ونعتبر أنه قرار متسرّع ويهدد هدفنا المشترك بالوصول إلي سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط«. وتابعت نولاند: »الولاياتالمتحدة ستمتنع عن تقديم المساهمات لليونسكو، وقد كان هناك دفعة مقررة بقيمة 60 مليون دولار في نوفمبر المقبل، ولكننا لن نقوم بتقديمها«. وكانت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة »اليونسكو« قد منحت العضوية الكاملة ل»دولة فلسطين« ليحقق الفلسطينيون بذلك أول انتصار في هيئات المنظمة الدولية ضمن سعيهم للحصول علي اعتراف بدولتهم، وجاء التصويت لصالح العضوية بغالبية أصوات 107 دول، رغم التهديد الأمريكي بقطع التمويل. وامتنعت 52 دولة عن التصويت، في حين عارضت القرار 14 دولة، ليحصل بذلك الطلب الفلسطيني علي الغالبية المطلوبة. وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية فقد صوتت دول أوروبية غربية لصالح القرار بشكل غير متوقع، وهي: فرنسا، وإسبانيا، وبلجيكا، والنرويج، والنمسا، ولوكسمبرج، وأيرلندا، وأيسلندا. وسيكلف هذا القرار منظمة »اليونسكو« خسارة 80 مليون دولار علي شكل مساهمات نقدية كانت الولاياتالمتحدة قد هددت بوقفها في حال حصول الجانب الفلسطيني علي العضوية الكاملة. ولم تخل جلسة التصويت من لحظات ملفتة للنظر، بينها التصفيق عند تصويت بعض الدول لصالح القرار، ومن ثم تصاعد ضحكات الحضور لدي تصويت المندوب الإسرائيلي. وتأتي 22 في المائة من ميزانية »اليونسكو« من الولاياتالمتحدة، وقد وجهت اللجنة الفرعية في مجلس النواب الأمريكي لشؤون العمليات الخارجية إلي المنظمة رسالة الاثنين، قالت فيها إن »أي اعتراف بالدولة الفلسطينية لن يهدد جهود استكمال المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين فحسب، بل سيهدد استمرار التمويل الأمريكي للمنظمة«. كما أكدت كاي غرانجر، رئيسة اللجنة الفرعية، أنها ستطلب قطع التمويل عن »اليونسكو« بشكل كامل في حال موافقة أعضاء المنظمة علي الطلب الفلسطيني كما لوحت باتخاذ ما وصفتها ب»إجراءات إضافية« إذا تطلب الأمر ذلك. وفي تعليقه قال د.محمد الكحلاوي أمين الاتحاد العام للأثريين العرب، أن مطلب ضم فلسطين لعضوية اليونسكو كان أولي التوصيات في جميع مؤتمرات الاتحاد وفي المؤتمر الأخير قلت إن العرب لديهم القدرة المالية والسياسية علي ضم فلسطين لليونسكو لو استخدم سلاح التهديد بوقف التمويل العربي بشكل مباشر وغير مباشر والذي يصب في النهاية في صالح إسرائيل، وأضاف الكحلاوي:»لا بد من إنشاء صندوق دعم الآثار العربية تابع لجامعة الدول العربية للدفاع عن المقدسات وترميم الآثار«.