إجازة عيد الفطر 2025| التفاصيل الكاملة وموعد الصلاة    محافظ كفر الشيخ يتفقد المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين بمصيف بلطيم    بورصة الدار البيضاء تسجل ارتفاعًا في مؤشراتها    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترض صاروخًا أطلق من اليمن خارج المجال الجوي    راشفورد وكين يقودان هجوم منتخب إنجلترا ضد لاتفيا في تصفيات كأس العالم    الاتحاد الأوروبي يؤجل فرض رسوم جمركية على السلع الأمريكية    بند جديد يظهر فجأة| تطورات ملف تجديد عقد زيزو مع الزمالك    كواليس جرائم غسل أموال ب«ربع مليار جنيه»    حيثيات براءة سيدة من تهمة تهريب المخدرات لزوجها داخل السجن    رامي عياش: كلام ميريام فارس عن مصر «ذلة لسان»    حكيم باشا الحلقة 24.. سفر مصطفى شعبان وقتل والد هاجر الشرنوبي    بعد تطور الأحداث.. رسائل قوية من الجمهور لأبطال مسلسل "الغاوى"    مسلسل ظلم المصطبة الحلقة 9.. إياد نصار يحاول أن يعيد علاقته بريهام عبد الغفور    نقابة الموسيقيين تنظم حفل إفطار جماعي بحضور مصطفى كامل    أبناء المنوفية ينظمون أكبر مائدة إفطار لأهالي الشهداء وتلا.. تستوعب 8 آلاف صائم    الإفتاء: إخراج زكاة الفطر بالمال أفضل لتحقيق مقصود الحديث النبوي    المفتي يوضح حكم قراءة القرآن جماعيًا    الصحة: لدينا 48 مستشفى للأمراض الصدرية تقدم جميع خدمات مرضى الدرن    الثلاثة الكبار.. وثائقي يكشف هيمنة المصريات على عرش الاسكواش    ضمن مسؤوليتها المجتمعية.. "طلعت مصطفى" تكرم الأمهات المثاليات في مدينتي .. فيديو    البطريرك الكردينال مار باسيليوس اقليميس يزوران دير مار مارون وضريح القديس شربل، عنّايا - لبنان    وزير الخارجية والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط يبحثان تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بغزة    أدعية ليلة القدر... 16 دعاء مستجاب لمن دعاه بصدق وإخلاص    «المهن التعليمية» تعلن موعد بدء صرف معاشات المعلمين 2025    أعراض وأنواع «سرطان الرئة» مرض علي المصيلحي.. قد يبدأ بعلامة بسيطة والصداع يعني تفشي الورم    «سر كعك الأجداد».. تعرفي على الوصفة الأصلية لكعك العيد بمذاق لا يُقاوم (الطريقة والخطوات)    «راوية» الأم المثالية    شيخ الأزهر يوضح شروط الدعاء المستجاب    رسميا.. اتحاد الكرة يخطر اللجنة الأولمبية بصحة موقفه فى أزمة مباراة القمة    28 مارس.. برنامج فني حافل باليوم العالمي للمسرح في المغرب    الصفدى: الجهود الأردنية من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة لم تنقطع    موعد مباراة منتخب مصر ضد سيراليون في تصفيات كأس العالم والقنوات الناقلة    سيف الدرع: الانضمام إلى برشلونة كان حلم بالنسبة لي.. ولم أعد اللاعب الصغير    الاتحاد يواجه طلائع الجيش بدوري السوبر المصري للسلة في الإسكندرية الليلة    محافظ الغربية يوزع ملابس العيد على 100 طالب من ذوي الهمم ويشاركهم يوما ترفيهيا    "الصحة": 4 آلاف ندوة بالمحافظات للكشف والعلاج والتوعية بصحة الفم والاسنان    ننشر رابط تحميل التقييمات الأسبوعية للصف الرابع الابتدائي    تعليم بورسعيد وحزب حماة الوطن يكرمان الفائزين بمسابقة القرآن الكريم    المنطقة الغربية العسكرية تنظم لقاء وحفل إفطار لعدد من شيوخ وعواقل مطروح    شاهد مصنع كولواي الإسباني لتوطين إنتاج المكونات الداخلية للقطارات ببنى سويف    وزير العمل يُعلن عن فرص عمل لأفراد أمن في شركة حراسة بدولة خليجية .. اعرف التفاصيل    الاحتلال يعتقل 30 فلسطينيًا على الأقل من الضفة الغربية    الخارجية الصينية: لا صحة لأنباء عن مشاركة بكين في مهمة حفظ السلام بأوكرانيا    اجتماع لجنة قبول الهدايا والتبرعات بجامعة المنوفية «أون لاين»    أسعار البلح السيوى اليوم الإثنين 24- 3-2025 فى أسواق محافظة مطروح    التموين :«الكارت الموحد» لتوجيه الدعم للمُستحقين وتعزيز الشمول المالي    إصابة 3 عاملات في حادث انقلاب تروسيكل ب«صحراوي المنيا»    أسماء ضحايا تصادم «تريلا» وسيارة ملاكي بالطريق الصحراوي الغربي بقنا (صور)    وكيل صحة القليوبية يتفقد مستشفى شبين القناطر ويستمع إلى المرضى    سنة أولى أمومة.. أفضل وأسوأ المشروبات لصغيرك    السيسي يستقبل السفراء الجدد ويؤكد حرص مصر على التواصل وتعزيز العلاقات الثنائية    مد مهلة تخفيض 50% من رسوم التنازل عن الوحدات والأراضي بالمدن الجديدة    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 17 مليون جنيه خلال 24 ساعة    محمود ناجي حكما لمواجهة الأهلي ضد طلائع الجيش في كأس عاصمة مصر    ضبط عملات أجنبية بالسوق السوداء بقيمة 17 مليون جنيه    سعر الذهب عيار 21 في مصر ببداية تعاملات اليوم الإثنين    مصدر يكشف : الزمالك ينتظر رد زيزو على العرض التاريخى    درجات الحرارة اليوم الإثنين في مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
مذبحة ماسبيرو
نشر في أخبار الأدب يوم 15 - 10 - 2011

في خضم كل الروايات المتضاربة عن أحداث الأحد الدامي الأليمة هناك ثلاث وقائع مؤكدة يجب الوقوف عندها. الأولي هو الموقف المتخاذل والمتواطئ الذي اتخذه محافظ أسوان اللواء مصطفي السيد بعد الاعتداء علي كنيسة الشهيد مار جرجس في الماريناب يوم الجمعة 30 سبتمبر، فالمحافظ أدلي بتصريحات ينفي فيها وجود كنيسة من الأصل ومؤكدا أن ما تم حرقة مضيفة حاول الأقباط إعادة بنائها بشكل غير قانوني. وحتي لو سلمنا بأن ما تم الاعتداء عليه وحرقه كان مجرد مضيفة وليس كنيسة (وهو ما تنفيه المستندات الرسمية) فإن المحافظ تغاضي عن عمليات تهديد وترويع المواطنين الأقباط في القرية التي صاحبت عملية الاعتداء علي دار العبادة. ولمدة عشرة أيام كاملة لم تحرك الحكومة ساكنا أوتفتح تحقيقا في الواقعة أوتنفذ القانون الذي يجرم الاعتداء علي دور العبادة، وهو نفس المنهج المتقاعس والمتواطئ الذي واظبت عليه السلطات منذ مقتل اثنين من المتظاهرين الأقباط علي أيدي قوات الأمن المركزي في حادثة كنيسة العمرانية في نوفمبر الماضي.
الواقعة الثانية هي قيام مدرعات الجيش بدهس المتظاهرين وقتلهم معيدة علينا مشاهد يوم الجمعة 28 يناير المريعة. فقد رأينا بأعيننا فيديوهات عديدة لتلك المدرعات وهي تنطلق بسرعة كبيرة نحو جموع المتظاهرين بل أن تلك المدرعات كانت تعبر الجزيرة التي تفصل الشارع مرات عديدة فيما يبدو أنها محاولات مستميتة ليس فقط لترويع المتظاهرين بل لقتلهم. وبالفعل فإن الروايات الواردة من مشرحة المستشفي القبطي أكدت وجود جثث بدون رأس وأخري بدون أطراف، والأمر هنا لا يستدعي تقرير الطب الشرعي ليوضح سبب الوفاة.
الواقعة الثالثة هي التغطية السافلة التي قام بها التليفزيون المصري لتلك الأحداث المريعة، فعلي مدار أربع ساعات متواصلة ظلت القناة الأولي تبث رسائل تؤكد فيها أن المتظاهرين الأقباط هم من اعتدي علي جنود الجيش وتحث المواطنين المسلمين علي النزول للشارع لحماية الجيش. وظل التليفزيون يشير إلي ضحايا الجيش ب"الشهداء" بينما يصر علي الإشارة إلي ضحايا المتظاهرين الأقباط علي أنهم "قتلي".تلك لم تكن تغطية إعلامية غير مهنية فحسب؛ إن أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها كانت تغطية إجرامية متواطئة، ولم يقلل من حمقها وبشاعتها ما ادعاه وزير الإعلام أسامة هيكل في إحدي مداخلاته بأنها كانت نتيجة "نرفزة مذيعيين".
لا أحد يشكك في وجود احتقان طائفي في مصر، وأن مشكلة الأقباط في مصر قديمة ومعقدة. كما لا يمكن التشكيك في أن هذا التوتر الطائفي زادت وتيرته في الأشهر الماضية، فكنيسة الماريناب لم تكن الأولي التي تم حرقها منذ ثورة 25 يناير بل قد سبقها هدم وحرق كنيسة صول بحلوان في مارس وهدم كنيسة إمبابة في مايو.
ولكن الأرواح التي أزهقت يوم الأحد الماضي لم تكن نتيجة اعتداء مسلمين علي مسيحيين أو العكس، بل كانت نتيجة تخاذل محافظ أسوان ومدير الأمن هناك في تقديم المتهمين بهدم كنيسة للعدالة وهو بذلك انتهج منهج الحكومة منذ سنوات طويلة، ذلك المنهج الذي أعطي الضوء الأخضر لمن يريد الاعتداء علي الكنائس. إن بعض ضحايا الأحد الماضي قتلوا ليس نتيجة اعتداء مواطنين من ديانة أخري علي مساكنهم أو علي دور عبادتهم بل قتلوا نتيجة دهس مدرعات الجيش المصري لهم. وعوضا عن نقل الحقائق بصورة أمينة قام التليفزيون المصري بإصباغ بعدا طائفيا مصطنعا علي كل تلك الأحداث المريعة.
تلك الحقائق الثلاث توضح كيف أن التوتر الطائفي له أسبابه العميقة في مصر، ولكنها توضح أيضا وبجلاء مسئولية الحكومة والجيش في إزكاء هذا التوتر الطائفي وكيف أنهما بذلك يهددا أمن واستقرار الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.