" أوراق الغرفة 8" هو عنوان الفيلم التسجيلي الذي أنجزته المخرجة عطيات الأبنودي عن الشاعر الراحل أمل دنقل، صورته قبل رحيله مباشرة أثناء إقامته للعلاج في معهد الأورام. وأصبح الفيلم هو الوثيقة الوحيدة المصورة عن الشاعر الراحل سجل حلقة أيضا من برنامج "أمسية ثقافية" مع الشاعر فاروق شوشة في التليفزيون المصري ولكنها اختفت) . عطيات الأبنودي اختارت أمل لكي يكون موضوعا لفيلمها بسبب رحيل القاص يحيي الطاهر عبد الله المفاجئ: " عندما مات يحيي الطاهر لم نجد له أي شيء مصورا، يرينا كيف كان يتكلم، يتحرك".وتضيف الأبنودي:" ربما لأن مهنتي كانت السينما شعرت بالأسي، لأننا أيضا كنا نعرف أننا سنفقد أمل بين لحظة وأخري، فحاولت إقناعه بأهمية التصوير معه، وبأن هذا الفيلم سيكون وثيقة لأجيال تالية ولمؤرخين ونقاد سيبحثون في سيرته وحياته، وكان أمل مقتنعا بذلك فتحدث لأكثر من ساعتين عن حياته ، والأصدقاء، والشعر والحب..والموت". ظل الفيلم في " العلب لأكثر من عشر سنوات بعد رحيل أمل، بحثا عن (5 آلاف جنيه لاستكماله) ..وعندما قامت المخرجة بالمونتاج استخدمت نصف ساعة فقط مما تم تسجيله، أما الجزء الأكبر من الحوار فظل في حوزتها لم يطلع عليه الجمهور..وقد أهدت لنا تسجيلا كاملا لكل ما قال أمل في حواره.. هنا مقاطع مما قال " الجنوبي". لماذا اختار أمل الكتابة؟ يجيب: " لم تكن لدي خيارات أخري، لا يمكن ان أعبر بالموسيقي أو الرقص، فالكلمة في المجتمعات المحافظة والمغلقة أو المتخلفة لها قيمة كبيرة تصل إلي دور سحري. في الميثيولوجيا الشعبية الكلمة قد تحيي وتميت، بل لها قوتها الذاتية المنفصلة عن الإنسان مثل الأحجبة، أو " قراءة القرآن علي المريض ..وأشياء كثيرة من هذا القبيل". ويضيف أمل موضحا فكرته: " اختياري الكلمة في التعبير هو اختيار طبيعي جدا، ونابع من البيئة ولكن اختيار الشعر فيه قدر كبير من الاختيار الذاتي، فقد كانت نشأتي في مجتمع محبوس، بين جبلين، التضاد واضح جدا بين السهل والجبل،