جابر عصفور في الجزائر متحدثاً عن الثورة المصرية (!) ما علاقة جابر عصفور بالثورة المصرية (؟) بين علامتي التعجب والاستفهام حكاية كبيرة عن مثقف مصري ظل في (متن) النظام، وركناً فاعلاً فيه، ومسؤولاً يبذل الغالي والرخيص من أجله، مسؤولاً يجهز ويخطط لاستقطاب المثقفين، وإدخالهم (حظيرة) فاروق حسني، و(جنة) الرئيس المخلوع. (الموظف الكبير) في دولة حسني مبارك، والذي يعتبر نفسه واحداً من أهم أربعة نقاد في العالم، كان جزءاً أيضاً من نظام السادات، وكما كان مقرباً من زوجة (المخلوع)، كان وثيق الصلة بزوجة (المغدور)، والكل يعرف أنه شارك في صياغة رسالة الدكتوراة الخاصة بجيهان السادات، وهناك مشهد في فيلم (السادات) يؤكد أن علاقة عصفور بالنظام بدأت قبل مبارك، في ذلك المشهد كان الرئيس، الذي جسد شخصيته الراحل أحمد زكي، يوجه كلامه إلي جابر قائلاً:» هو فيه ديمقراطية أكتر من إن الرئيس يأكّلك الفطير بإيده يا عصفور؟«. كان أستاذ الجامعة صديقاً مقرباً في منازل الرؤساء، أو علي الأقل ضيفاً مرحباً به، لأنه يعرف طريقة (الدخول)، ولكنه لم يحاول أبداً (الخروج)! يتحدث الدكتور بفخر، الآن، عن تخليه عن حقيبة وزارة الثقافة، وكأن ذاكرة المثقفين سقطت في المستنقع، بحيث أصبحوا لا يتذكرون أنه قبِلها بعد تساقط شهداء الثورة برصاص (جستابو) حبيب العادلي. كان مبارك يرتعش أمام صمود الثوار، في الوقت الذي لم يسيطر علي الدكتور إلا حلمه القديم، بتولي الوزارة، خلفاً لصديقه المقرب فاروق حسني، وكان الدم يغطي الميدان في الوقت الذي هرول (العصفور) علي السجادة الحمراء، حتي يصل إلي الديكتاتور ويصافحه ويحلف يمين الولاء له.. وأول كلمات للوزير الجديد كانت لمن يصون (وليّ نعمته) جيداً، لمن ترك ضميره في (الفريزر)، وعينيه في (الكومودينو). قال جابر إن الشباب الموجودين في التحرير لا يتجاوزون بضعة آلاف، وهم نتاج لثقافة التخلف، وهو بذلك أدان نفسه، لأنه كان المسؤول الأول عن صناعة تلك الثقافة، وحينما حاول (الخروج) بالاستقالة فات الأوان، لأن الحرب كانت تضع أوزارها، ولأنه استشعر حتماً أن الكلمة أصبحت للثوار. كان كمن (خرج ولم يعد)! إنه يحاول إقناع نفسه بأنه قادر علي العودة إلي الملاعب، وإقناع الجماهير (الغبية)، مرة أخري، بالصورة الجديدة التي يريدها لنفسه، اللاعب (الجوكر)، الذي كان السبب في الفوز، الفوز في معركة إسقاط الديكتاتور طبعاً، وها هو يهاجم علاء الأسواني باعتبار أن »نظام مبارك هو من صنعه ليبرز أن هناك مساحة للحرية، وأن لديه صدراً متسعاً لقبول النقد« مستفيضاً بثقة الحكيم »ولكن نجوماً مزيفة كعلاء هي حالة مصيرها الزوال دائماً«! الآن يتحدث عن وجود علاء في (الهامش). حسناً.. لم يكن علاء مثله في (المتن)! علاء لم يحضر لقاء للرئيس المخلوع، ولكن عصفور كان يجري جرياً ليحظي بمصافحة سنوية بائسة ممن كان الرجل الأول في الدولة، وأظن أنه لم يكن ليفوّت لقاء ولو أنه كان مريضاً بالحمّي! علاء لم يقبل علي نفسه جائزة ترتبط بقاتل، وعصفور قبل جائزة ترتبط باسم (الرئيس المخلول) معمر القذافي، وها هو يقول إنه رفضها بعد اندلاع ثورة 17 فبراير الليبية، فهل أعاد الأموال، وهل كان يحتاج إلي ثورة ليدرك أن يديه ملطختان؟! هل يظن عصفور أننا عميان، أو طرشان، أو أن ذاكرتنا مثقوبة؟! »لا.. انس يا دكتور«!