كتب الناقد طارق الشناوي في العدد الأخير من جريدة "صوت الأمة" مقالا مهما وضع فيه يده على أوجه التشابه بين المثقف الدكتور جابر عصفور والمطرب تامر حسني. ويؤكد "الشناوي" أن التشابه المبدئي يظهر في أن ما يجمع بينهما أن اسميهما "جابر" و"تامر" على وزن واحد هو "فاعِل"، ويشير إلى أن جابر عصفور رأسماله في عقله وأن تامر حسني رأسماله في صوته، لكن ما يجمع بينهما أنهما راهنا حتى اللحظات الأخيرة على الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وأن "تامر" دافع عن "مبارك" في التليفزيون المصري وغنى له أغنية في الوقت الذي كانت فيه الجماهير تعبر عن غضبها وتطالب برحيل "مبارك"، ولما اقترب سقوط "مبارك" تحول "تامر" إلى الضفة الأخرى منضما إلى شباب التحرير، وغنى لهم أكثر من أغنية، لكنهم طردوه من الميدان باكيا. والحال لا يختلف مع الناقد والمثقف الكبير جابر عصفور الذي يوضح "الشناوي" أنه قبل بحقيبة وزارة الثقافة ليواصل دوره في إدخال المثقفين حظيرة الدولة، ولما شعر "جابر" بقرب غرق سفينة "مبارك" أعلن استقالته من الوزارة وانضمامه إلى قطار الثورة. ولم يتوقف الأمر بالرجلين عند "مبارك"، وإنما امتد إلى رئيس مرفوض آخر هو "القذافي" الذي قبل "جابر" جائزته في العام الأخير من حكمه، وكانت قيمة جائزة القذافي 150 ألف يورو، وذهب إلى ليبيا لاستلام الجائزة وسط مجموعة من المثقفين المصريين الراغبين في الحصول على الجائزة في الأعوام المقبلة، وكان "جابر" بينهم مثل "العريس"، ولما أعلن الشعب الليبي تمرده وغضبه على "القذافي" أعلن "جابر" أنه لن يقبل أن يحمل جائزة باسم السفاح الذي يتعامل بوحشية مع شعبه. ولا يختلف الحال مع "تامر" الذي التقى عدة مرات مع "القذافي" خلال العام الأخير وغنى له، وقبض الثمن.. يقول "الشناوي" في مقاله الذي يكشف فيه تحولات المثقف والفنان من أجل المجد الشخصي: "الحقيقة هي أن كلا من "جابر" و"تامر" برغم كل الاختلافات بينهما إلا أنهما في نهاية الأمر يجمعهما نفس التوجه الذي أصاب قطاعا وافرا من القوى الناعمة في العالم العربي، الاثنان خضعا للحاكم وانتظرا، أيضا مكافأة النظام.. كان د. جابر هو أعلى الأصوات وأقسى الأقلام التي تدافع عن النظام وتهاجم كل أديب يرفض الدخول إلى حظيرة فاروق حسني، ولهذا كان هو الرجل الثاني مباشرة الذي اتجه إليه النظام بعد استبعاد فاروق حسني عن وزارة الثقافة. "تامر" خرج من السجن بعد أن أمضى فترة العقوبة لهروبه من أداء الخدمة العسكرية واتجه مباشرة لإحياء حفل وطني بحضور الرئيس السابق حسني مبارك. كل منهما لم يتجاوز طموحه الشخصي سوى الحفاظ على نجاحه والرغبة في المزيد، وكل منهما –ولا شك- صاحب موهبة.. الاثنان انطلقا خارج الحدود من "مبارك" إلى "القذافي" من أجل الحصول على أي مكاسب مادية، لا يهم من يمنح، الأهم أنه يمنح".