افتتح فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة الجزء الثاني من معرض "رؤية تشكيلية للسيرة النبوية" للفنان طاهر عبد العظيم، مساء الجمعة الماضي بقاعة الكلمة بساقية الصاوي، مؤكدا عن سعادته لتقديم هذا المشروع الذي يخدم سنة النبي صلي الله عليه وسلم، ليكون نواة صالحة لتوجيه الفن لخدمة السيرة النبوية، من خلال أعمال فنية تلتزم بالشرع وتجد سبيلا آخر للوصول لقلوب وعقول الناس علي اختلاف اتجاهاتهم وثقافاتهم، انطلاقا من مبدأ أن محمد صلي الله عليه وسلم هو رسول الله تعالي للناس كافة. ضم المعرض جدارية المرحلة الثانية التي نفذها بالألوان الزيتية علي الخشب، بدأها بمرحلة "المدثر"، مرورا بالنقاط الهامة بمشوار السيرة مثل "الجهر بالدعوة"، مقولة أبي لهب الشهيرة وتصديه للدعوة ثم "دار الأرقم" حيث اجتماع المسلمين السري هناك، لتأتي مرحلة "الاضطهاد" بعد إعلان الإسلام ليتوقف عند "هجرة الحبشة الأولي"، ولأن هذا الجزء من السيرة النبوية يمثل المرحلة الانتقالية وتأكيد الرسالة السماوية، جاءت ألوان عبدالعظيم زاهية وساخنة معبرا عن الرسول بدرجات لونية تقترب من درجة الأبيض حيث يمثل بؤرة الضوء باللوحة التي تدور حولها باقي الدرجات اللونية وكأنها تخرج من رحمها، فالفنان يقدم معالجة لونية وتشكيلية للسيرة النبوية، مشيرا إلي أنه لجأ لهذا الأسلوب ليؤكد علي تناوله للجانب الإنساني بمشوار السيرة التي يراها ثرية جدا، بحيث يصعب أن تقف عند إبداع أي عدد من الفنانين. كما عرض عبدالعظيم صورا فوتوغرافية لمراحل العمل المختلفة، بالإضافة إلي الاسكتشات الزيتية التي درس فيها بعض التكوينات والأوضاع للشخصيات وأزيائها في جداريته. حرص عبدالعظيم علي عرض جدارية المرحلة الأولي التي سبق وأن عرضها بقاعة إيزيس بمتحف محمود مختار منذ عامين، والتي بدأها من أول "عام الفيل" وتوقف فيها عند مرحلة "نزول الوحي"، بهدف التذكرة للذين حضروا من قبل والتعريف للحاضرين الجدد، وكانت هذه المرحلة تتسم بالدرجات اللونية الترابية التي عبر فيها عن الطبيعة الصحراوية لمنطقة الجزيرة العربية. ربما كانت أصعب مراحل العمل تتمثل في غياب تام لأزياء هذه المرحلة والعمارة بها، والتي قد يمكن تخيلها من خلال تتبع التاريخ والوثائق التي عبرت عن هذه المرحلة، يذكر أن هذا المشروع سيتم إدراجه ضمن متحف "السيرة النبوية" بتركيا تجري حاليا دراسة الجدوي له- يهدف إلي عرض كل ما يتعلق بالسيرة النبوية في العالم من آثار و دراسات و أعمال فنية، وعمل قاعات عرض للفنون الجميلة المتعلقة بالتراث الإسلامي و المتعلقة بالسيرة النبوية، وذلك ضمن برنامج سياحي ديني في تركيا متعلق بالأديان كافة، فكرة المتحف طرحها منظمو بينالي أزمير بتركيا، حينما شاهدوا لوحة "رؤية تشكيلية للسيرة النبوية" التي نالت صدي واسعا ضمن أعمال البينالي في أبريل الماضي، عن المرحلة القادمة أكد عبدالعظيم أنها ستكون مخصصة فقط لأحداث "الإسراء و المعراج"، التي وصفها بأنها ثرية بالشكل الذي يمكن أن يستوحي منه كل فنان ما يريد لينتج أعمالا فنية لا حدود لها.