مصطفى الشكعة عن عمر يناهز الرابعة والتسعين رحل عن عالمنا العالم والأكاديمي المرموق الأستاذ الدكتور مصطفي الشكعة، إثر هبوط مفاجئ في الدورة الدموية، كما صرح بذلك نجله حسام الشكعة. والفقيد الكبير توفي مساء الأربعاء 20 إبريل، بعد رحلة ثريَّة مع الدراسات الأدبية والتاريخية في جامعات مصرية وعربية. ولد الشكعة عام 1917 وتخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1944، ثم نال الدكتوراه في عام 1954، وعمل مستشارًا ثقافيا لمصر في واشنطن في الستينيات، وأصبح عميدًا لكلية الآداب بجامعة عين شمس عام 1976. وفي السبعينيات والثمانينيات عمل أستاذًا في ثلاث جامعات عربية، هي: جامعة بيروت العربية، وجامعة أم درمان، وجامعة الإمارات العربية المتحدة. ونال الشكعة جائزة الدولة التقديرية في الآداب في عام 1989، وله مؤلفات منها: مناهج التأليف عند العلماء العرب: قسم الأدب، إسلام بلا مذاهب، الأئمة الأربعة، وفنون الشعر في مجتمع الحمدانيين، وبديع الزمان الهمذاني رائد القصة العربية والمقالة الصحفية، وأبو الطيب المتنبِّي في مصر والعراق، ومعالم الحضارة الإسلامية، مصطفي صادق الرافعي كاتبًا عربيًّا ومفكرًا إسلاميا، جلال الدين السيوطي مسيرته العلمية ومباحثه اللغوية، الأسس الإسلامية في فكر ابن خلدون ونظرياته، الأصول الأدبية في صبح الأعشي، الأدب الأندلسي موضوعاته وفنونه. وله باللغة الإنجليزية كتابان هما: مقالات في الدراسات الإسلامية، والتربية والتعليم في العالم العربي. وقد نعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" الدكتور الشكعة، وأشادت المنظمة في بيان لها بجهود الشكعة المتميزة في نشر الفكر الإسلامي المستنير، وفي خدمة قضايا الإسلام والمسلمين في المحافل الدولية، وفي التربية والتعليم في رحاب الجامعة لمدة تزيد عن نصف قرن. كما أشار البيان إلي أن الفقيد كان أحد أساتذة الأدب واللغة العربية والفكر الإسلامي المشهود لهم بالكفاءة العالية، والدراية الواسعة، والثقافة المعمقة، والأداء المتميز للرسالة التربوية الجامعية في تنشئة الأجيال علي حب الثقافة الإسلامية وتعزيز الارتباط بها، والتعلق باللغة العربية والعمل علي خدمتها. وذكر البيان أن الشكعة كان في طليعة المفكرين المستنيرين والمؤلفين المقتدرين الذين أغنوا المكتبة الإسلامية المعاصرة بعشرات من المؤلفات القيمة. ونعي الأزهر الشريف برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، للأمة الإسلامية الدكتور الشكعة. وأوضح بيانٌ للأزهر أنه إذ يتقدم للأمة الإسلامية بخالص العزاء لوفاة الدكتور الشكعة فإنه يحتسب إلي الله ما قدمه الفقيد في خدمة الإسلام والدعوة الإسلامية ويشاطر أسرته خالص العزاء. يُذكر أن الشكعة هو عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ورئيس لجنة التعريف بالإسلام بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف، وعضو لجنة الحوار الإسلامي المسيحي بالأزهر الشريف، وواحد من أهمِّ المدافعين عن الإسلام ضد مظاهر الغلو والتفريط والهجمات الشرسة التي يتعرَّض لها الدينُ الإسلامي. محمد أحمد المعصراني