أنا في عيون الجدار المحدق نحوي فراغ ٌ ، فيعبره النمل والشاحناتُ التي تحمل النفط َ مسرعة ً للحريق المغير.
أنا والجدار المحدق ُ لا شيء حين تطل علينا الشوارع ذات ُ التجاعيدِ والشفةِ المشمئزةِ من أول الليل حتي الهزيع الأخير . ونحن الثلاثة َ لا شيء حين المدينة ُ تزوَرُّ عنا فنزحف مثل الطحالبِ ، والموج ُ يطمس أسماءنا لاهيًا ، والرمال ُ تطرز مفروط َ حبّاتنا في لثام التخفي اختفينا اختفينا وتلك المدينة غارقة مثلنا في الخفاءِ وكل المدائنِ ، كل الصحاري البحار الجبال المنابعِ كل ُّ المصباتِ لا شئ َ ، ليست تري أو تري ، وهي تسلم ُ أشباحها للزمان الضرير. كفقّاعةٍ تتبرقش لا حضن فيها ولا مدخلا في حجارتها ينفذ القلب منه إلي مجلس للمؤانسةِ المشتهاةِ، يظل الزمانُ الجهولُ بما قبله ، والجهولُ بما بعده ، يسأل " الليس َ " ماذا يقول ُ.. وكيف لذاك المخاطَب أن يستجيبَ َ وما من لسان بفيه وما من رداء إذا مات يستر جثمانه ، ولا ثوب يصلح في البعث كي يرتديه وليس ينال البراءة َ أو يتلقي الإدانة َ.. ممن ؟! ولا شيء ينفضُّ عنه ولا شيء يأتي إليه ولا شيء يسكن فيه فمن أين جاء الوجود ُ يلُّف بساقيه حول الرقابِ ، يعذب ألبابها بانتظار الذي لا يجئ ُ وكيف أنا سيد اليأسِ تخليت ُعن توأمي المترفعِ هذا النبيل الوجيه لألهث خلف الرجاء السفيه.