للعصافير ِ .. فضاؤها

قبلَ أنْ
يُوزّعَ الربيعُ لآليءَ الدفء ِ ،
تنطقُ الوردة ُ
لونا ً سماويا ً ،
ويتثاءب ُ العصفورُ
غناء ً !!
تحية ُ الوردةِ : عطرُها ،
تحية ُ الشوكِ : وخزتهُ ،
تحية ُ العصفور ِ : صوتهُ ،
وتحية ُ الخالق ِ : رحمتهُ !!
أسرابُ العصافير ِ
تبدو مُبتهجة ً ،
وهيَ تتلقي دعوة ً
للتناسل ِ
في فراش ِ الربيعْ !!
لا يعرفُ الشوكُ ،
كيفَ يتحرّر ُ من ذنبه ِ ،
كيْ ينالَ
رضاء الفراشاتْ !!
تُبرّرُ الأزهارُ خجلَهَا
في شذاها ،
تُبرّرُ السحابة ُ بردَها
في عناقيدِ مائها ،
ويُبرّرُ العاشقُ فوضاهُ
في هيامهِ !!
للعشبِ
ذراعان ِ فضيّان ِ ،
للسُنبلةِ فمٌ كرزيّ ،
ولكلّ واحدٍ لغتهُ
حينَ يُغازلُ
سحابة ً ماطرة ْ !!
دُعاء ُ النبتة ِ
تستجيبُ لهُ
السّماءُ الفيروزية ُ
قطرا ً !!
الفاكهة ُ اليانعة ُ
توحي للنّحلةِ المُثابرةِ
بصنع ِ عسل ٍ
بطعم ِ القُبلاتْ !!
تقولُ الغيمة ُ المُشاغبة ُ
القمرُ العسليّ ُ
لا يبوحُ بأسرارهِ
إلا ّّ لليل ٍ صديقْ !!
الهواء ُ اللازورديّ
يزيدُ من حماس ِ
قرنفلةٍ وطفل ٍ ،
يُؤرّخان ِ للبراءةْ !!
سُئِلَ حكيمٌ
عنْ لغةٍ لا تُسمَعُ
فأجاب :
لون الوردةْ !!
كُلّما
غرّدَ البُلبُلُ
تذكّرَ الصّباحُ
مواعيدَهُ الغراميةْ !!
كُلّما
تفتّحتْ وردة ٌ ،
تذكّرَ الربيعُ
أيّامَ شبابهْ !!
كُلّما
أمطرتْ سحابة ٌ
لعنَتِ الأرضُ
مواسمَ الظمأ !!
كُلّما
تناسلَ البنفسجُ
استعادتِ الأرضُ
ذاكرة َ الطفولةْ !!
الزهرةُ والعصفورُ
يُغنيانْ ،
الشاعرُ والرسّامُ
يُلونانْ ،
والمطرُ والريحُ
يَكتبانْ !!
. لا تاريخَ
يفخرُ بهِ الفراغ ُ،
حينما
تملأ ُ النسائمُ
المكانْ !!
السُنبلة ُ
والنسمة ُ
مدينان ِ بحياتهما
لتربةِ الأحلامْ !!
الزهرة ُ
والعصفورُ
مدينان ِ بعواصف ِ
بهجتهما .. للربيعْ !!
سُِئلَ طبيبٌ
عن الشفاء العاجل ِ
فأجاب : موسيقا الموج ِ ،
وعطر الصباحْ !!