الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
انتخابات مجلس النواب 2025.. محافظ الفيوم يتابع أعمال غلق لجان التصويت في ختام اليوم الثاني
انتخابات مجلس النواب 2025.. بدء عمليات الفرز في لجان محافظة الجيزة
السياحة تصدر ضوابط ترخيص نمط جديد لشقق الإجازات Holiday Home
وفد السياحة يبحث استعدادات موسم الحج وخدمات الضيافة
نقيب الإعلاميين: الإعلام الرقمي شريك أساسي في التطوير.. والذكاء الاصطناعي فرصة لا تهديد.
العراق.. نسبة المشاركة بالانتخابات البرلمانية تجاوزت 55%
منتخب مصر الثاني يخوض تدريباته استعدادًا للجزائر
بيزيرا يعتذر عن واقعة السوبر: لم أقصد الإساءة وأحترم الجميع
الغندور يكشف حقيقة تدخل حسام حسن في استبعاد ناصر ماهر من منتخب حلمي طولان
خبير لوائح: زيزو وبيزيرا مهددان بالعقوبة بسبب تصرفات السوبر المصري
ضياء السيد مدافعًا عن زيزو: «لم يتجاوز.. وهشام نصر مكنش هيسلم عليه»
أمطار غزيرة وثلج .. بيان مهم بشأن حالة الطقس: 24 ساعة ونستقبل العاصفة الرعدية
مي سليم تطلق أغنية "تراكمات" على طريقة الفيديو كليب
السفير التركي: العلاقات مع مصر تدخل مرحلة تعاون استراتيجي شامل
مصطفى كامل عن إمكانية تدخل الموسيقيين لسداد التزامات الراحل إسماعيل الليثي: النقابة مال عام
«بعد خطوبة مي عز الدين من احمد تيمور».. تعرف علي مميزات الزواج بعد الأربعين
انتخابات مجلس النواب 2025.. مشاركة إيجابية من جميع الفئات في قنا
الزراعة: السيطرة على حريق محدود ب"مخلفات تقليم الأشجار" في المتحف الزراعي دون خسائر
البترول تحقق في واقعة سقوط برج أحد أجهزة الحفر بالصحراء الغربية
أخطاء تقع فيها الأمهات تُضعف العلاقة مع الأبناء دون وعي
مراسل إكسترا نيوز بالبحيرة ل كلمة أخيرة: المرأة تصدرت المشهد الانتخابي
«هيبقى كل حياتك وفجأة هيختفي ويسيبك».. رجل هذا البرج الأكثر تلاعبًا في العلاقات
أمين بدار الإفتاء يعلق على رسالة انفصال كريم محمود عبد العزيز: الكلام المكتوب ليس طلاقا صريحا
الأهلي يفوز على سبورتنج في ذهاب نهائي دوري المرتبط للسيدات
رئيس العربية للتصنيع: شهادة الآيرس تفتح أبواب التصدير أمام مصنع سيماف
تهديد ترامب بإقامة دعوى قضائية ضد بي بي سي يلقي بالظلال على مستقبلها
كريم عبدالعزيز يوجه رسالة لوالده عن جائزة الهرم الذهبي: «علمني الحياة وإن الفن مش هزار»
هل يشارك الجيش التركي ب«عمليات نوعية» في السودان؟
تقرير لجنة التحقيق في أحداث 7 أكتوبر يؤكد فشل المخابرات العسكرية الإسرائيلية
ضبط أخصائي تربيه رياضية ينتحل صفة طبيب لعلاج المرضى ببنى سويف
رئيس مجلس الشيوخ يستقبل رئيس نادي قضاه الأسكندرية
الهيئة الوطنية للانتخابات: لا شكاوى رسمية حتى الآن وتوضيح حول الحبر الفسفوري
الوطنية للانتخابات": بدء غلق بعض اللجان الفرعية وانطلاق الفرز.. وإصابة موظف بالنيابة الإدارية بإعياء شديد
هند الضاوي: أبو عمار ترك خيارين للشعب الفلسطيني.. غصن الزيتون أو البندقية
استجابة من محافظ القليوبية لتمهيد شارع القسم استعدادًا لتطوير مستشفى النيل
ديشامب يوضح موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي
المخرج عمرو عابدين: الفنان محمد صبحي بخير.. والرئيس السيسي وجّه وزير الصحة لمتابعة حالته الصحية
الصين تحث الاتحاد الأوروبي على توفير بيئة أعمال نزيهة للشركات الصينية
هؤلاء يشاركون أحمد السقا فى فيلم هيروشيما والتصوير قريبا
الرئيس السيسي: مصر تؤكد رفضها القاطع للإضرار بمصالحها المائية
هل يجوز تنفيذ وصية أم بمنع أحد أبنائها من حضور جنازتها؟.. أمين الفتوى يجيب
انقطاع التيار الكهربائى عن 24 قرية وتوابعها فى 7 مراكز بكفر الشيخ غدا
نقل جثمان نجل مرشح مجلس النواب بدائرة حلايب وشلاتين ونجل شقيقته لمحافظة قنا
كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب
هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب
حادث مأساوي في البحر الأحمر يودي بحياة نجل المرشح علي نور وابن شقيقته
توافد الناخبين على لجنة الشهيد إيهاب مرسى بحدائق أكتوبر للإدلاء بأصواتهم
عمرو دياب يطعن على حكم تغريمه 200 جنيه فى واقعة صفع الشاب سعد أسامة
طقس الخميس سيء جدًا.. أمطار وانخفاض الحرارة وصفر درجات ببعض المناطق
ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. ندوة علمية حول "خطورة الرشوة" بجامعة أسيوط التكنولوجية
الكاف يعلن مواعيد أول مباراتين لبيراميدز في دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا
مراسل "إكسترا نيوز" ينقل كواليس عملية التصويت في محافظة قنا
إقبال على اختبارات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن فى كفر الشيخ
وزير الصحة يؤكد على أهمية نقل تكنولوجيا تصنيع هذه الأدوية إلى مصر
بث مباشر | مشاهدة مباراة السعودية ومالي الحاسمة للتأهل في كأس العالم للناشئين 2025
بنسبة استجابة 100%.. الصحة تعلن استقبال 5064 مكالمة خلال أكتوبر عبر الخط الساخن
إيديتا للصناعات الغذائية تعلن نتائج الفترة المالية المنتهية فى 30 سبتمبر 2025
مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
ربيع العرب
حلمي سالم
نشر في
أخبار الأدب
يوم 16 - 04 - 2011
الجمرةُ تتدحرجُ من سهلٍ للجبلِ،
ومن جبلٍ للسهلِ،
فيتّولد من أعراسٍ سربُ جنازاتٍ،
تتوّلد من سرب جنازاتٍ أعراسٌ متتاليةٌ
تتخضّب بمدرعةٍ،
تلك مصائرُ ممسكةٌ بمصائرَ،
فيما المكتومُ بين المكتومينَ تحدثَ بلسانٍ طلقٍ
هذي الثوراتُ خفيفاتُ الظلِّ:
تؤاخي بين الموسيقي والدمِّ،
تؤاخي بين اللوتس والقارعة،
تؤاخي بين العابر والأبدي.
كان الديكتاتور يغني غنوته الشاملة:
سئمتُ السلطان،
ولكن ضميري يأبي أن أترككم للتيه وللفوضي،
مكتوبٌ أن أحملَ فوق الكاهل أقداري:
أمنحكم مجدي وفخاري
أكسو عري شتائكم القارص بدثاري
وأنير لياليكم من قبسي ونهاري
قدري أن أغلق سمعي من أجلكمو عن صوت
الغوغاء إذا صاحوا تحت شبابيكي:
ارحل يا طاغوت.
هذي الثورات العربيةُ صابرةٌ،
ومصابرةٌ.
فلعل الصبحَ يجئ ببعض الحريةِ أو بعض القوتْ
تتمهّل حتي ينضج قلبُ العشاقِ،
وحتي يسقطَ عن عوراتِ ملوكِ العتمةِ ورقُ التوتْ،
دوّارُ اللؤلؤةِ قريبٌ،
تتوالفُ أطيافٌ في رسم القزح المتنوّع:
قاسمُ حدّادُ وشيعةُ أهل البيت
يطوفون علي نبعة ريسةِ الديوان،
علي الشرقاوي وسنّةُ عمر بن الخطاب
إذا حكمَ فعدلَ فنام بجنب شجيرة سنطٍ،
علوي يسائل تاريخا: من أين يجيء الحزنُ؟،
وصيادو السمكِ عراةٌ تحت الزّخاتِ، وصيادو الياقوتْ
ورشةُ أملٍ، وجعافرة ، سجناءُ الرأي، بقايا
هبّاب قرامطةٍ، علبُ صفيحٍ في هيئات بيوتْ.
سأل الحضري البدوي: لماذا تنتفضُ الصحراءُ؟
أجاب البدوي: لأن النخلةَ عطشي.
سأل البدوي الحضري: لماذا تمشي مدنٌ للشمس؟
أجاب الحضري: لأن الشمسَ مؤنثّةٌ.
سأل الحضري البدوي: فكيف تشبّه قفزاتِ الخيل؟
أجاب البدوي: أشبهها بصراخ المكلومةٍ إن فقدتْ في الحفل ضناها،
سأل البدوي الحضري: فأين تخبئ خيمةَ قيسَ؟
أجاب الحضري: بعينٍ طارت من طلقات رصاصٍ مطاطي،
وبضلع صبي هشّمه البغلُ.
فيا صبحُ اخرج من مكمنكَ السري
المستضعف أمسكَ بيديه شئون مواجعه،
بدأ العزفَ فأدرك مضمونَ أصابعه،
جفَّفَ نهرَ مدامعه،
المستضعفُ يصنع جوهَره الفردَ المتفردَ بكنيسته وبجامعه،
خلَّقَ ذاتا للمسلوبين من الذاتِ
الجمرةُ تتدحرجُ من طبرقَ لدمشقَ،
ومن
أسيوط
إلي الدّوحة،
من
سوسةَ
للزرقاءِ،
ومن
وهرانَ
إلي
بيروت
،
ككرةِ من لهبٍ تمشي في الأفئدةِ المكظومةِ
لتلاقي أفئدةً مكظوماتْ،
شيبٌ مقهورونَ وفتياتٌ مقهوراتْ،
وهنا صنعاءُ تقوم من الغفوة،
وتجيء علي السّعف القحطاني،
علي سدٍّ من مأربَ،
وعلي مطرقةِ شيوعيينَ بعدن،
وعلي الخط المسماري، وأهداب بناتْ
وضاّحُ الحلو وقد حملَ الروحَ علي كفين وهجرَ القاتْ
زرّاع البن،
وشعراء كفيفون أذاعوا أن اليمنيين بمنفي،
أن المنفي في اليمنيين،
فيحمل واحدهم بعضَ شهيدٍ أو بعضَ رفاتْ.
ميدانُ التحرير تناسلَ:
فأناشيدُ مشابهةٌ لأناشيدَ،
وشهداءُ قرينونَ لشهداءَ،
حياةٌ من رحم الحيواتْ
الحرية واحدةٌ، والقضبانُ السجّانةُ واحدةٌ،
بينهما مشوارٌ من جثثٍ، وسماءٌ من عَصْف مأكولٍ،
نيام نهضوا من طول سباتْ
وبلادٌ تصحو من ذلٍّ، وغياهب، ومماتْ.
هذا نصحُ الطبّ:
انتبهوا يا فتيانا مبروكينَ:
من الخلف يبصُّ لصوصُ الثورات:
النفعيون ومنتفخو الأوداجِ، ومحترفو
الكلمات المدهونةِ، وكلاء الشركات
المتعددة الجنسية، سّفاحو أمن الدولة.
وهنا
الثورات العربية رقصٌ تعبيري:
فيه من الباليه كمثل بحيراتِ البجع،
إذا رفعتْ فتياتٌ بسّاماتٌ علمَ الوطنِ
علي أعينهن البسّامات،
وفيه من الرقص الشرقي إذا دوّي الدفّ بليل
الميدان ليعلن: ذابت أصماغُ الكرسي،
وفيه كرقصة سالومي
إن قُطفتْ رأسٌ حين يحين قطافُ الرأس،
وفيه من التحطيب
إذا رفّت هرّاواتٌ فوق الأدمغة
الشابةِ
مشفوعاتٌ بنزيف المخ،
وفيه من الرقص الإيقاعي علي الماءِ:
الخفّة، والتجسيدُ،
رشاقاتُ الجسد البشري،
حساسيةُ المأساة،
إذا ارتصّت أبدانٌ في وجه
المطر الناري تشكّل في وهج الطلقات
جدارياتٍ من لحمٍ بشري مثقوب.
زغرودةُ هذي البنت علي كوبري قصر النيل
وداعٌ لثلاثين خريفًا،
والكوبري مقسومٌ نصفين: فنصفًا للوحش،
ونصفًا ليدين تعلقتا بالراياتْ.
خذْ بعض تحيات السيد:
يقصف درعا بالزنبق، ويداوي مجروحًا برحيقْ
طلعته أفعي ناعمةٌ، ويداه عقيقْ
يحرق مدنا بكراتِ النار،
ويلقي بالوردة في كل حريقْ،
هو حقٌّ، حقاني، وحقيقْ.
قال فتي لفتاة: ما الشِّعرُ؟
فقالت: ناسٌ تخرج للطرقاتِ، مجنحّةًً كفراشات نبي
فتاةٌ قالت لفتي: ما الحبُّ؟
فقال: صدورٌ تتلقي فوق الجسر رصاصًا حيًّا في القلب الحي.
وقال فتي لفتاةٍ: ما الجسدُ؟
فقالت: روحٌ تنزف أرواحا أدماها القنّاصونَ،
فتاةٌ قالت لفتي: ما القُبلةُ؟
قال: العَلَمُ إذا غطي الجثمان.
الثوراتُ العربيةُ ما عادت تتسكّع في باريس
منعمّةًً برذاذِ الدفء،
وما عادت تائهةًً في الظلمات تفتش عن
إلهامٍ ونبي وطريقْ
الإلهام هو النَّفْسُ المكسورةُ،
ونبيوها: الفتيانُ المبروكونَ،
وسكّتها: الصحوُ، المرحُ، ثباتُ الخطواتْ.
يا فتيانا مبروكين انتبهوا
في الليل يطلّ لصوصُ الثورات:
المتلوّنُ، والنهّازُ، مدبّر موقعةِ الجملِ،
وأكّال السُّحت، السّاترُ في اللحية سكّينَ الشرع،
ورُكّاب الموجةِ، وفتواتُ الحارات.
ساعتها، كان الديكتاتور يغني غنوته الكاملة:
سأنادي كاليجولا صنوي وزميلي
هوسُ العظمة يجمعنا، فهو النبراس لخطوي ودليلي
ننشيء حفلَ العبث المرّ، ونصطاد القمرَ بمصيدةٍ.
يعطيني مرسالَ شذوذ كوني
وأنا أعطيه مراسيلي
وأنادي نيرون العذبَ المتسامحَ
درّةَ أترابي
نحرق مدنا إن رفعت صوتاً ينكر أن وجودينا
هبةُ الله الوّهابِ
نضحك منتشين إذا أكلتْ ألسنةُ اللهبِ
الشعبَ الجاحدَ، تاركةً أحبابَ عطاياه وأحبابي
يهديني بالكرم خرائبه،
وأنا أهديه خرابي
سأنادي الحاكمَ من أمر الله
شبيهي وقريني
فأحدّد للمحكومين صنوفَ الأكل، صنوفَ الشرب،
وأصدر مرسوما من هجسي وظنوني
شكي في غدر الشعب يقيني
وأنادي الفاشيينَ اللطفاءَ
رفاقَ الدرب، عشيرةَ عمري
لنكمم كلَّ فمٍ لا يلهج بالشكر علي نعمتنا،
ثم نعبُّ النخبَ بجمجمةٍ.
كان السيدُ مقفولَ الأذن،
فلم يسمع تحت نوافذه حنجرةَ ملايين المحرومين:
الثوراتُ العربياتُ جنينٌ في يافا،
ويصير بنجرانَ وليدا
ثم صبيا في ميدان المنشية، صلبًا ، وعنيدا
يغدو شاباً في تعزّ، بهيا، فطرياً، وجديدا
رجلاً في
الدار
البيضاء
، فريدَ الصيحة ، وفريدا
ويصير بعمّانَ شهيدا.
الجمرةُ تتدحرج من باديةً للمدن،
ومن مدنٍ للبادية،
من الرمل إلي الزرع، من الزرع إلي الرمل،
انكسر القمقمُ فتعالت صرخاتٌ:
هيا نعتق أنفسنا من قيد التاريخ ومن قيد الجغرافيا،
هذي رقصة بنغازي تغمر أطراق المعمورة:
في الحلم سيصعد عمرُ المختارُ علي مصراتة،
معتمرا بالكوفية والصبر وحكمةِ كهل يهمس:
إن مكروا فالله خير المكارين،
ويصعد إبراهيمُ الكوني علي الزاوية، يداعب بأنامله سريانَ اللوكيميا،
ويشرِّح بالسردِ طوارقَ بدوٍ،
ويعالج كبدَ الصحراء،
ويصعد ابنُ فقيهٍ صالحُ من سرت، تعذبّه الضمّةُ والكسْرةُ،
ويعذّبه الأخدودُ الفاصلُ بين الملكِ وبين الملكوتِ،
وشلقمُ يغتسل من الدَّنس بماء الينبوع،
ويختتم جهانُ اللوحةَ برتوشٍ ساخرةٍ:
الدكتاتور أنيقٌ وحليقٌ ورشيقْ
الدكتاتور رقيقْ
يتجوّل بين رعاياه يرشُّ النعمةَ:
دارا دارا،
زنقاتٍ زنقاتٍ،
وطريقاً بطريقْ
فالدكتاتور أخٌ، وقريبٌ ، وصديقْ.
سأل صبي شيخا: ما الثوراتُ العربيةُ؟
فأجاب الشيخ: تمائمُ علّقها الله علي عنقِ المحرومين
وسأل الشيخُ صبيا: ما المتهمّشُ؟
فأجاب صبي: قدرٌ يتفتّقُ عن بَشرٍ.
سأل صبي شيخا: فلماذا تقفز جمراتٌ من طنجةَ حتي
حمصَ؟
أجاب الشيخ: لأن الرقصةَ سيدةٌ سائدةٌ،
ولأن الأحلامَ الذاهبةَ مع الحلكةِ عائدةٌ،
ولأن دماءَ الشهدا، شاهدةٌ.
سأل الشيخُ صبيا: أين سندفن فتيانَ الجمعة؟
فأجاب صبي: في زهرة عبّاد الشمسِ.
الجمرة تتقافز من حماٍ مسنونْ
والثوراتُ العربيةُ رقصاتٌ هائمةٌ بغرام مبتكرٍ،
طيرانٌ من شجرٍ للشجر، ومن كافٍ للنونْ
ونزوعٌ لسدادِ النقصِ،
وشهوةُ خلقٍ،
وجنونْ.
خذْ بعضَ تحياتِ المنسيينَ:
ربيعُ العرب مفاجأةٌ،
وربيعُ العربِ حنونْ.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
لعبة الأوراق والنور
يوميات ألبير كامو
الجماعة هددت الخازندار قبل تنفيذ العملية
أبلغ عن إشهار غير لائق