هُنا القاهرة ..

آنَ لي
أنْ أغنِّيكِ يا مصرُ ،
فجرًا جديدًا ،
وشعبًا مجيدًا ،
ومفتتحًا للنهاراتِ ، والهَبَّةِ الظافرة .
آنَ لي
أنْ أصلِّي وراءَ الصبايا / العصافيرِ
في مدنِ الأمنياتِ
صلاةَ الحُشودِ ،
فقد أذَّنً الغازُ ، والدمعُ ،
والطلقاتُ الخئونةُ للفجرِ ...!!
حَدَّدَ قبْلتَنا النيلُ ،
والموجةُ الهادرة ...
إنَّهُ الفجرُ ..
يهدي الحشودَ إلي ( الكعكةِ الحجريةِ ) (1)
رغم انتصافِ النَّهارِ
ورغم دُخَانِ البياناتِ ،
والصحفِ العاهرة .
أيها الناسُ ...
هذي بلادي ...!!
طهرُ ( السويسِ ) ،
وعافيةُ ( الاسكندريةِ ) ،
شحمُ ( المحلَّةِ ) ،
جوعُ الصعيدٍ ،
وخارطةُ المدن الغابرة ..!!
ها هنا مصرُ
يا أيُّها الهازئُون ..
هنا القاهرة ...!!

وهذي ميادينُ مصرَ
تنبِّتُ عشَّاقَها الثائرينَ
بلا بندقية .. أو (شرشره .. ) (2)
إنهم يخرجونَ
بأيديهم العارية ..
يخرجونَ .. بأشواقِهم في الصدورِ
يخرجون َ بأحلامنا الساحرة ...
مصرُ تسْتَنْبِتُ العزمَ ،
تطلقُ صرختَها بالمخاضِ
فيأتي الوليدُ المُضَمَّخُ بالدَّمِ والدَّمعِ ..
والصيحةِ الطاهرة .
كيف للوردِ .. أنْ يتحدي المتاريسَ ؟!!
كيف للشقشقاتِ البريئةِ
أنْ تهزمَ الغازَ .. بالدمع ؟
أنْ تهزمَ الجندَ .. بالإحتمالِ ؟
هراواتِ شُرطتِهم .. بالحناجرِ واللغة الشاعرة .. ؟!!
كيف تقوي العصافيرُ
حين تغرِّدُ بالعدلِ
والانعتاقِ منَ القيْدِ
أنْ توقفَ المجزرة .. ؟!!!
..........................
إنها مصرُ
يا أيُّها الجاهلون ..
هنا القاهرة .. !!
إنِّها ثورةُ العاشقينَ ..
لهذا الترابِ الطهورِ
وللأمةِ الصابرة ..!!
يا ميادينَ مصرَ المسالةَ بالناسِ ..
موجي بمن يُسقطون النظامَ
ومُرِّي بكلِّ الدروبِ الخبيئةِ والظاهرة ،
ومن تحت شُرْفاتِ من أدمنوا النَّهبَ
والقهرَ ،
في مدنِ العِهْرِ،
والشُّققِ الفاجرة ..
أعلني ثورتي
ثورةَ الحالمينَ بفجرِ العدالةِ ..
والوطنِ الحرِّ ،
والأمةِ القادرة .
إنها ثورة الأخضرِ الغَضِّ ..
كيف تصدتْ طراوةُ أحلامهم للرياحِ العجوِزِ ،
وللطلقةِ الغادرة ..!!؟
آنَ لي أنْ اسَبِّحَ
باسمِ الذين أتوْا من مواجِِِعنا ..
يطلعون الصباحاتِ للخلقِ
من مدنِ الصمتِ
والفرحةَ الغامرة
الزنازنُ
من حبلت بالبدورِ
تُفَتِّحُ أرحامَها بالشروقِ
لتُطلِعَ فجرَ البلاد البلاد ..
وتستنهضُ الهِّمَّةَ الخائرة ..!!
هنا القاهرة
هنا القاهرة ..
أسيوط 12/2/2011
(1) إشارة إلي قصيدة أمل دنقل
(2) الشرشرة : آداة حديدية تستخدم للحصاد وقد تسمي المنجلة .