د. أيمن فؤاد سيد ضمن خطته لتطوير الأزهر، اصدر الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر، قرارا بتأسيس مركز جديد لتحقيق النصوص، وتعيين الدكتور ايمن فؤاد سيد، مديرا وعن فكرة تأسيس هذا المركز العلمي الجديد، يقول د. أيمن: هذه الفكرة راودت د. الطيب، منتصف عام 7002، خلال رئاسته لجامعة الأزهر، حيث يوجد بقانون تطوير الأزهر الصادر عام 1691، مادة تحمل رقم 33 تتصل بحفظ التراث الإسلامي وتجلياته ونشره واحيائه، وبالتالي فمنذ عام 1691 حتي قرار د. الطيب، لم تفعل هذه المادة، حتي اصدر د. الطيب قرارا بتنفيذها وهو انشاء هذا المركز والذي يدخل بدوره في اطار اهتمامات شيخ الأزهر بتحقيق النصوص ونشرها. وعن البداية الفعلية، يقول د. ايمن: انها كانت في اغسطس 0102 باختيار متخصصين من حملة الماجستير والدكتوراه، والحاصلين علي دورات في المخطوطات والنشر. ويري د. ايمن ان رؤيته العلمية لعمل المركز تتلخص في وضع قواعد يلتزم بها عند اخراج نصوص باسم المركز، من حيث استيفاء النسخ »ضوابط التعليقات والشروح والدراسة العلمية للنص، والكشافات التحليلية له، وتحديد نوعية النصوص التي يطلع باخراجها المركز والتي تعبر عن المنهج الوسطي الذي يتبناه الأزهر، وموضحا ان تحقيق هذه النصوص معني بها القاريء العادي والمتخصص- ايضا- فالمهمة هي تحقيق المصادر الأصلية لمختلف جوانب الفكر الاسلامي، باختيار نصوص يري بها الأزهر انها تعبر عن وسطية الاسلام، وألفها كبار العلماء المسلمين امثال، الامام الغزالي، البقلاني، الجويني، واقطاب المذهب الأشعري. وخلال هذه الفترة القصيرة علي بداية العمل، أوضح د. أيمن بان المركز بصدد اعداد الابحاث التي قدمت في مؤتمر دولي عن الإمام الأشعري في مايو الماضي، واصدارها في كتاب، وهو في طريقه الآن للمطبعة، فضلا عن العمل في تحقيق نص كتاب (المستصفي في اصول الفقه) لحجة الإسلام الإمام الغزالي المتوفي عام 505ه، وهو يعد اصلا من الأصول الرئيسية لدراسة الفقه علي المذهب الاشعري، وهو احد اقتراحات د. الطيب حيث يقوم بتدريسه في جامعة الأزهر حيث انه معني بالعودة الي دراسة المتون وهو ايضا الذي سيقوم بتحقيقه، وفضلا عن تحقيق النصوص، سيقوم المركز بعقد دورات لشباب الباحثين من طلبة الدراسات العليا، علي قواعد تحقيق النصوص، يحاضر فيها كبار المحققين من مصر وخارجها، يستعرضون فيها تجاربهم في تحقيق ونشر النصوص في الموضوعات المختلفة، التاريخ واصول الفقه، علم الكلام، اللغة، كل له طرقه في التناول وحل مشاكله. وقال الدكتور ايمن ان هذا المركز نموذج للمراكز المعنية بنشر النصوص في العالم، حيث يوجد له نظائر في جمعيات استشراقية، ومراكز جامعية، أتمني ان يكون نموذجا متميزا بينها. وأكد ان المركز لايزال في بدايته، وفي حاجة الي دعم من القوي البشرية المتخصصة، والتمويل الذي يسمح بعقد الدورات المتخصصة والمؤتمرات ذات الصلة بقضايا تحقيق النصوص ونشرها، فضلا عن التعاون مع المراكز المماثلة مثل جمعية المستشرقين الالمان التي يصدر عنها في بيروت سلسلة النشرات الاسلامية- ومركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية، وبيت الحكمة في تونس والمراكز التي بجامعات الكويت والسعودية. واشار د. فؤاد الي ان المركز معني باعداد جيل جديد من المحققين بعد ان ظهر بشكل واضح قلة عددهم بعد ذهاب جيل الكبار . الدكتور ايمن حاصل علي الدكتوراه في التاريخ من جامعة باريس (السوربون)، وبدأ عمله في معهد المخطوطات العربية، التابع للجامعة العربية، وحقق الكثير من النصوص التاريخية المتعلقة بتاريخ مصر وعمل مديرا لمشروع تطوير دار الكتب المصرية، واخرج مؤخرا نشرة كاملة لكتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار، المعروف بخطط المقريزي، وكتاب الفهرست لمحمد بن اسحاق النديم.