خصصت مجلة»دورية «محور عددها الثاني ل "نجيب محفوظ والتراث الإنساني". الدكتور جابر عصفور رئيس تحرير المجلة حاول أن يفسّر من خلال افتتاحيته هذا العنوان: "أدرك نجيب محفوظ في (أولاد حارتنا) أنه لا حاجة إلي إنتاج شكل غربي حداثي، وإنما إلي اكتشاف صيغة روائية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، الموروث العربي والمنجز الأجنبي" وهكذا "أتاح نجيب محفوظ لأبنائه وأحفاده أفقاً مفتوحاً من وسائل حل هذه الإشكالية، ولولا ذلك ما كتب الغيطاني (الزيني بركات) ولا يحيي الطاهر (حكايات للأمير) أو (الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة)". ويري عبد الرحيم الكردي أن من صور النزعة الإنسانية عند محفوظ استعارته للهياكل المأثورة التي تشبهها في التراث الإنساني، فقد استعار أسطورة إيزيس وأوزوريس وأعطاها الطابع المحلي في (أولاد حارتنا) واستعار شكل الملحمة في (الحرافيش) والسيرة الهلالية في (كفاح طيبة).. أما يحيي الرخاوي فيحاول أن يستلهم الأسطورة الذاتية لكويلهو ومحفوظ، يشير إلي أن كويلهو يخاطب أناسه قائلاً إن ثمة حلاً آخر، قوانين أخري، علوماً أخري، قواعد أخري، وأن هذه الحلول ليست سحرية أو خرافية بقدر ما هي تكميلية لها جذورها التي ننطلق منها، أما محفوظ فهو يخاطب ربه بدءاً من نفسه إلي المطلق، فهو ينشط حركة التطور عبر التاريخ ليعرف أكثر، فيعود ويسهم في تغيير ناسه، لأن السعي مستمر، والمعرفة ممكنة.. وعلي شاكلة الرخاوي يري سليمان العطار أن قصة صعود نجيب محفوظ هي صدي لقصة ثرفانتس، فالأخير واجه واقعاً جديداً صعدت فيه طبقة العامة إلي مستوي النبالة، ومحفوظ أيضاً شاء قدره أن يواجه نفس الموقف، طبقة صاعدة توجّت كفاحها بمعاهدة 36.. ويتتبع محمد حسن عبد الله جماليات الحضور الفرعوني في أعماله مشدداً علي أنه أضفي من خبراته ما يجمّل مظاهر الحضارة الفرعونية، فقد كرّم الفراعنة، واستعاد أقوال قدمائهم، وقوة جيشهم ونظامه، وإجلال كهنتهم.. كما يناقش ممدوح فراج النابي الشكل الرحلي في روايته "رحلة ابن فطومة"، فمجرد استدعاء اسم ابن بطوطة يحيلنا إلي فضاء رحلي، كما يعرض أحمد شمس الدين الحجاجي لأسطورة الحارة من خلال "الحرافيش"، الأسطورة التي لم تخرج في وجهة نظره عن كونها واقعاً يعيشه الحرافيش.. أما أميمة رفعت فتناولت أحلام فترة النقاهة مشيرة إلي أنها عمل دقيق قام به حرفي ماهر، صائغ يتقن صقل الأحجار الكريمة الخام وتشكيل الذهب.. ويكتب فيصل دراج عن الشر الذي وضعه نجيب محفوظ في "أولاد حارتنا" أصلاً للوجود، يلازم الإنسان منذ البدء ولا يفارقه إلا صدفة: "أغلق الروائي عمله بتشاؤم صريح، أن الشر الفطري لا سبيل إلي زواله"! رحلة بحث عن جدة فرعونية ضمن إصدرات سلسلة حكاية مصر التابعة لهيئة قصور الثقافة صدر مؤخراً كتاب " حكاية سيدة مصر القديمة" لمنال القاضي، والذي تتناول فيه رحلة تاريخية تكشف فيها خزائن "الجدة الفرعونية"، حيث تسعي المؤلفة للتفتيش في خزائنها، وقراءة أوراقها الخاصة..لهذا تدعو "منال" القارئ- في مقدمة الكتاب- لمصاحبتها في هذه الرحلة. عبر الكتاب/ الرحلة نكتشف طفولة الفتاة في مصر الفرعونية، وحقوقها المدنية، وعملها خارج البيت. عبر التنقل بين المعلومات والشخصيات التاريخية وتساؤلات المولفة وخيالها.. تدور أحداث الكتاب. تتأمل الكاتبة الاسماء التي أطلقت علي جدتها الفرعونية منها "حنون سن" أي "ستهم"، أو "بت نفر" ومعناه "وش السعد". ومن أجواء العمل : " كان سمنوت إلي جانب حتشبسوت طوال الوقت، يحشد لها المؤيدين، وأسهم بشكل كبير في تثبيت سلطانها. ما مدي العلاقة بينه وبين الملكة، هل أحبها، هل عرفها في طفولتها؟ فقد كانت والدته تياتيا تعمل لدي الملكة أحمس والدة حتشبسوت. أسئلة كثيرة تدور حول هذا الرجل، وقراءة ما كتب عنه يفجر المزيد من الأسئلة وقليل من الاجابات.." سبات الغلس يصدر قريباً عن الدار العربية للعلوم ناشرون ومنشورات الاختلاف رواية »الغلس« للكاتب السوري ماجد رشيد العويّد.. تتحدث الرواية عن رجل يدخل في السبات مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وهذا ما تفتتح به الرواية أحداثها مدة تزيد علي العقود الأربعة من عمر سوريا.. غير أنه من داخل سباته مايزال يحكم البلد ويوجهه عبر الإشارات الصادرة من فراشه العجيب حيث يستلقي في غيبوبته المديدة. هذا هو الإطار العام للرواية التي تتسلسل أحداثها عبر شخصية بطلها »هلال« وهو الشخصية المركزية الأخري، والتي لا تقل أهمية عن المسبوت، والتي نتبين من خلالها المراحل التي تمر بالبلد، حيث ينتهي الأمر به إلي أحد السجون مدة تزيد علي خمس سنوات وهو الرجل البعيد عن السياسة بعداً كاملاً والذي كان، حتي دخوله السجن، يحدث أهله وأصحابه عن غرامياته وعن زواجه من جنية آسرة.. كل هذا في حبل من التشويق الآسر. حكايات الكفيف والمقاهي »أمتطي لعبة الطفولة وأخوض بها معارك الأفكار علي المقهي وأنام متأخراً عل الموت يمل الانتظار« هذه واحدة من قصص مجموعة باسم شرف الصادرة مؤخراً عن دار عين بعنوان »كفيف لثلاثة أيام«.. في هذه المجموعة يرسم شرف، كما هو مكتوب علي الغلاف الخلفي، عالماً هو مزيج من السخرية المريرة والحزن القادر علي توليد المفارقة، من الهمس الشاعري والضجيج الفني النزق.. ينتقل بخفة وسلاسة بين الفصحي وعامية الحياة اليومية.. يقفز من حياة متخيلة عن »أبورجل مسلوخة« لحدوتة واقعية نعيشها يومياً في عربات الميكروباص، علي المقاهي، بامتداد الشوارع.. يكتب شرف عن أمناء الشرطة، والأطفال المنسيين، عن العشاق المحبطين وقصص الحب غير المكتملة.. عن البيوت المغلقة علي أسرارها وأساطيرها.