ربطةٌ علي شكل جناحين مدلَّيين

1- عُقدة
2- تفعيل العُقدة
عُقدة
سأحكي عن عائلة وأُسميها " بحيرة "
وأُسمي البحيرةَ ستة شواطئ
وأنا في موضع القفز كل لحظة
أُذكرهم : بصليب يفردُ ذراعيه
كي تختمر المحبةُ لو نزل البحيرةَ
تصوروا : الصليبُ يمشي فوق الحافة
والصليبُ يمشي فوق الماء
أربعةُ أذرع تصطكُ بفعل البهجة
لو تسمح المعانقة
ولما فردتُ ذراعين ثم مشيتُ فوق الحافة،
لماذا لم أفرد ذراعين لأمشي فوق الماء.
ستة شواطئ والماء يكيد مثل نساء العتبات .
وسقفُ البيت يُشمر عن ذراعه
يلمحُ لبلابَ الأصيص يغني :
العتمةُ تجيء
وظلي علي الحائط
السقف هناك
ويدي علي قلبي.
سأحكي عن الذي تَلا الأغنية ولكن :
اغمضوا أعينكم أو اطفئوا المصابيح
لوَي السقفُ اللبلابَ علي ذراعه مثل ما يفعله " عُمال الفِراشة "
من فرط الخوف
ضوّأ اللبلاب .
تفعيل العُقدة
شكراً للعائلات " البِرك "
في السَفر المستمر
حين لمعتْ عينا طفل
في البِركة ذات الشواطئ المفقودة
كالعادة : فردتُ ذراعين
فوجدتني فردتُ ذراعين متقاسمتين عينيْ الطفل
ولأنني من كثرة ما فردتُ ذراعين عند حافة البحيرة
لم أجدْ غير "رجل وامرأة "
أسميهما "حارسيْ القسوة "
يرشون الماءَ علي الصليب
فتنبتُ علي كتفيْ طحالبُ خضراء
مثل ما يطلع علي ظهور البيوت القديمة
شكراً للمخيلةْ
سأنزل "البِرك" كلما أمكن
وأنادي العائلاتِ التي تقابلني في المواصلات والشوارع : عائلتي المؤقتة
سأفرح لو صفعني الطفلُ علي خدي
سأضحك - في سري - لو ضحكتْ العائلة
وحين يبدأون في الكلام عن المعيشة والظروف الصعبة
فتنضجُ عيونُ الأبوين مثل حُمرة ثقيلة علي فرع شجرة
ولأنني أعلمُ سر المِنجل المخبوء في قفص الصدر
فعندما يعلم المنجلُ أن الدموعَ العزيزة َ
ستجر نفسها من غرفة الهموم
وأن قوس قُزح نراه عند الجبهة العريضة للسادة المطحونين
ملحوظة : صوت البكاء ليس إلا صرير باب غرفة الهموم
شكراً للدموع العزيزة
سينزل " البِِركة " الآن ويغطسُ في دفء العائلات ،
من بعّدته البحيرةُ الوسيعة عن بلّ إصبع قدمه الكبير .
ما الذي يُنسي حركة المِنجل في الصدر
حين ترِن الدموعُ البسيطة وهي تسقط علي الأرض
سأبتكرُ خدعةً " نصها " :
»ما رأيكم في النجوم التي تنطفيء بسرعة والملائكة الممثلة في نور غريب، ترونها الآن ودموعكم مستمرة كدقات الساعة«
كنت ُ غارقاً في الدمع مثلهم
... أُشير بيديْ
وألمحُ نوراً غريباً يطلع حتي الركبة
صحتُ : شبكوا أصابعكم
صاحوا : شبّكنا
ولما شبكوا أصابعهم جلستُ علي ركبتيْ
وفككتُ أربطة أحذيتهم
ثم كل فرد حذاء تُشبك في التي تليها
بربطة علي شكل جناحين مدلَّيين.