أعرب المشاركون في المؤتمر الثالث عشر للأثريين العرب الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي بليبيا عن بالغ قلقهم وتخوفهم الشديد مما تمارسه إسرائيل من إجراءات وانتهاكات ضد المسجد الأقصي، وجاء ببيانهم الختامي الذي جاء تحت عنوان "وثيقة القدس" أن"سياسية الخطوة خطوة أسفرت عن التهديد الشامل بانهيار المسجد المبارك خلال الأيام القادمة"! ويفسر الأمين العام د.محمد الكحلاوي هذا الكلام مشيراً إلي أن قوات الاحتلال بدأت بالفعل في الكشف عن مجموعة من الأنفاق التي قامت بها بجوار الحائط الغربي والجنوبي للحرم القدسي إلي جانب بعض الأنفاق التي تسرّبت لتمرّ أسفل المسجد وتصل علي مقربة من أرضية قبّة الصخرة، كما استخدمت قوات الاحتلال المواد المحرمة دوليا في عملية الحفر.. التي تعمل علي تفتيت الكتل الصخرية مما يجعل هذه المواد تتسرب في أساسات وقواعد المسجد المقدس فتجعله قاب قوسين أو أدني من الانهيار. علاوة علي ذلك فقد نفذت إسرائيل أعمال هدم وإزالة للتلة الترابية في الجدار الجنوبي الغربي من المسجد.. المؤدية إلي باب المغاربة ومسجد البراق، و أعمال توسعية لساحة البراق "المبكي" علي حساب المباني التاريخية والأثرية لحي المغاربة، بالإضافة إلي المحاولات المستمرة لإزالة مقبرة مأمن الله وبنفس العدوانية. وخاطب الاتحاد عبر وثيقة القدس دول العالم وجميع المؤسسات والمنظمات الدولية، وطالب بتفعيل كافة الاتفاقيات والمواثيق والقواعد الدولية التي تهدف إلي حماية الممتلكات الثقافية وفي مقدمتها اتفاقية لاهاي 1954، واتفاقية اليونسكو لحماية التراث الطبيعي والثقافي التي صدرت عام 1972. كما دعت الوثيقة المنظمات والمؤسسات الدولية للكف عن ضم التراث العربي الفلسطيني إلي الكيان الإسرائيلي المحتل، وعدم الاعتراف بأية إجراءات يتم اتخاذها في هذا الإطار من قبل قوة الاحتلال. وفي ختام المؤتمر طالب "الأثريين العرب" بتنفيذ عشرة بنود علي رأسها وقف الأعمال التخريبية التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي المحتلة، وبخاصة ما تقوم به ضد المقدسات الدينية، وسرعة تحرك الدول العربية لسرعة تسجيل المواقع الأثرية والتاريخية والدينية علي قائمة التراث العربي الفلسطيني، وتشكيل فريق من الخبراء العرب في مجال الآثار والترميم لزيارة الحرم القدسي والوقوف عن قرب بمخاطر أعمال التنقيب وأثر ذلك علي سلامة عمارة المسجد الأقصي، ودعوة منظمة اليونسكو للاضطلاع بمهمة حماية التراث الثقافي العالمي وأن تتحرّك لحماية التراث الفلسطيني.