الاحتفالية التي أقيمت للشاعر سيد حجاب مؤخرا في مكتبة الإسكندرية تضمنت أكثر من فقرة، وأكثر من فن بطبيعة الحال، غني فيها علي الحجار أغانيه وعرض المخرج محمد ممدوح فيلمه عنه، كما تحولت الكثير من الكلمات النقدية عن حجاب إلي قصائد شعرية مهداة له. الاحتفال كان ببلوغ سيد حجاب عامه السبعين، والكثير كان لهم رأي مختلف. الشاعر خميس عز العرب مثلا قال: "لا يمكن أن يكون قد بلغ السبعين، أعتقد أنه يرفض هذا، والدليل أنه يرفض وصفي له بأنه أستاذي." في البداية تحدث الناقد صلاح فضل عن التفرقة الشائعة بين الأدب الشعبي والأدب الرسمي، وكون المؤسسة بهذا التمييز تغفل دور الأدب الشعبي في تكوين ثقافة الناس، أما سيد حجاب فبالتحامه بالكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة والموسيقار عمار الشريعي قد استطاع التعبير عن روح الأمة بإبداعه، وتكريمه يعد تصحيحاً لمعادلة الرسمي والشعبي. وأضاف أن صلاح جاهين قد كتب عام 64 قصيدة في رثاء بيرم التونسي، والقصيدة تحتوي علي نفس إيقاع قصيدتين لحجاب أعجب بهما جاهين من قبل وكتب عنهما، وهو ما يعني أن جاهين قد تأثر بحجاب، حتي والأخير مازال في خطواته الأولي. الشاعر حلمي سالم تحدث في كلمة أقرب للشعرية عن سيد حجاب بوصفه ناتجا مركبا من تفاعل الفصحي والعامية، فعاميته مفصحة وفصحاه معممة، كما أنه نتاج التفاعل بين الثقافتين الرسمية والشعبية. "التقينا عام 1977" هكذا بدأ الموسيقار عمار الشريعي حديثه الذي أثار الكثير من الإعجاب بين الجمهور لعفويته، كان الشريعي قد سمع أغنيتين لحجاب _ قبل لقائه به - وهما "ياما زقزق القمري علي ورق الليمون" لماهر العطار، و"طير يا حمام الدوح" لعفاف راضي. وأشار إلي أغاني مسلسل "بابا عبده" التي أعداها سوياً، جلسا سوياً لتلحين أغاني "بابا عبده" والتي استغرق تلحينها كلها ساعة واحدة علي الأكثر، كما أكد الشريعي، "لحنا سبع أو تمان أغاني في ساعة الا ربع أو ساعة بالكتير." واختتم الشريعي بالقول: "أعتقد أنني أناه، وأنه أناي، إذا جاز التعبير." في جلسة أخري تحدث الشاعر جمال بخيت عن ديوان "صياد وجنية" وهو الديوان الأول المنشور لحجاب: "شعرت أنني منتم لحد الذوبان في معاني البساطة والشعبية في قصائد هذا الديوان.. واختتم بالقول: "أتخيل سيد حجاب بضخامة حجمه وهو يحاصر الشعر في ركن ويقول له "طلع اللي جواك"، والشعر يصر أنه لم يعد بداخله شيء، والغريب أن كل مرة ينجح حجاب في إخراج شيء جديد من الشعر." الشاعر مؤمن المحمدي تحدث في كلمته عن أن كل الشعراء الكبار قد ارتكنوا علي أشياء بخارجهم. الأبنودي مثلاً يرتكن علي اللكنة وصلاح جاهين يستند علي طبقة صوته وأحمد فؤاد نجم يرتكن علي حالة عرض كاملة يقوم بها أما حجاب فلا يستند علي شيء من هذا ولكنه _ برغم ذلك - يقدم أداء شعريا كاملا: "انبهرت بقصيدة الأراجوز عندما سمعتها منه بسبب الأداء، خاصة في تقسيم مقطع "أري.. جوز."