د.حسام لطفى بهاء طاهر لن يتنازل عن حقه في الموافقة علي ترجمة أعماله..حتي لو وصل الأمر للقضاء. صاحب "قالت ضحي" يرفض تشويه رواياته في ترجماتها للإنجليزية، لهذا أخطر الجامعة الأمريكية مؤخراً برغبته في فسخ التعاقد القائم بينهما، وإبرام تعاقد جديد يراعي حقه الأدبي والفكري في الموافقة علي الترجمة، وإيقاف تداول ترجمات مشوهة لرواياته! الحكاية تعود إلي مشكلة في العقد كما أوضح الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين، لأخبار الأدب. عقد الجامعة الأمريكية مع الكتاب المصريين لا يحدد مدة زمنية للتعاقد، ويسمح للجامعة بترجمة الروايات المصرية وبيعها لدور نشر أخري دون الرجوع إلي أصحاب الأعمال. يعترض طاهر علي اداء الجامعة الامريكية لأكثر من سبب منها تشويه روايته "قالت ضحي" التي صدرت مترجمة عام 2008 وقد أرسل محامي الكاتب إعلانين علي يد محضر لقسم النشر، كمحاولة للوصول لحل للمشكلة قبل اللجوء للقضاء. وضع المحامي حسام لطفي بالإعلان الثاني قائمة تضم 16 تشويها، منها جملة افتتاحية وضعها المترجم بنفسه في أول الرواية، ولم يكتبها الأديب، تقول: "حدث ذلك بعد سنوات من فجر الثورة المصرية"، مما يحرم القارئ من اكتشاف زمن الرواية بنفسه من سياق الأحداث. كما أن الترجمة تدعي أن الرواية صدرت في العربية لأول مرة عام 1999، في حين أنها صدرت عام 1985. اعتراضات بهاء طاهر علي ترجمة الجامعة الأمريكية عديدة، وتؤكد حدوث تشويه للنص.. يهتف المتظاهرون داخل الرواية بشعار:" إذا كان بيفين حرق مصر"، وهو هتاف مخالف تماماً للمعني الذي أراده الكاتب، حيث كان الهتاف في الطبعة العربية يعلن أن معاهدة "صدقي- بيفين" فعلت ذلك في مصر! عبارة مثل كنت أفقر الطلاب، جاءت مترجمة بالإنجليزية هكذا :" كنت أسوأ الطلاب".. جملة "كنت أتعلم كيف أعيش مع تلك الحربة المرشوقة في داخلي كأنها جزء مني.."، تمت ترجمتها بتغيير كلمة "الحربة" إلي "الحرية".. مما يُضّلل قارئ الإنجليزية عن المعني المنشود من جانب المؤلف! الأخطاء تعدت الفهم الخاطئ لأسلوب الكاتب وأحداث روايته حيث أسهم المترجم في تشويهها وكتابتها، كتب مثلا أن والد سيد توفي وهو في سن العشرين، في حين أن ذلك تم- حسبما كتب المؤلف- وهو عمره "عشر سنين". وهناك معلومة خاطئة أخري أوردها المترجم خاصة بزوج "ضحي"، الذي كان منتمياً لحزب، حيث يقول بهاء طاهر: "مع أنني تركت الحزب الحاكم مجهولاً، لكنه أضاف من عنده _ أي المترجم- حزب "الوفد" دون مبرر". رغم كل هذ الأخطاء صدرت الطبعة الثانية من الترجمة عام 2009 دون تصويبها، مع أن الكاتب أبلغ مسئولي قسم النشر بها. كل هذا يفتح الباب للشك في أن التشويه متعمد، وأن الجامعة لا تحترم رأي المؤلف. مشكلة صاحب "الحب في المنفي" لا تتعلق بهذه الأخطاء الفادحة فقط، لكنها تتعلق بترجمة أخري، وهذه المرة هي ترجمة تمت دون علمه حيث فوجيء في يناير 2009 بخطاب مرفق معه شيك بقيمة "ألف وستمائة وخمس عشرة دولار أمريكي"، وبعدها بتسعة أشهر فؤجئ بشيك آخر بقيمة سبعمائة وثمان وسبعين جنيها في أكتوبر 2009. اتضح أن الشيكين خاصين بترجمة دار نشر Arabia (لندن) لروايتيه "الحب في المنفي"، و"قالت ضحي". المفاجأة كانت أن الكاتب لا يعرف هذه الدار، ولا كيفية قيامها بترجمة رواياته. يوضّح حسام لطفي: "تعاقد طاهر مع دار نشر محددة بالاسم والمسمي، وهي قسم النشر بالجامعة الامريكية، وفي حالة وجود ناشر آخر يريد ترجمة أعمال المؤلف فلابد من أن يتم تعاقد جديد مع الكاتب". الجامعة الأمريكية تعاقدت مع دار نشر أخري، دون إعلام بهاء طاهر لهذا يطالب محاميه بفسخ التعاقد وإلغاء تعاقد الجامعة مع دار نشر Arabia، التي يراها الكاتب داراً "مغمورة"، و"تسئ إلي سمعته ومكانته الأدبية" _ حسبما جاء في إعلان الدعوي التي تقدم بها محاميه. ومن جانبه لا يعتبر حسام لطفي عقد الجامعة الأمريكية مع طاهر عقد إذعان، "عقد الإذعان في النهاية عقد قانوني، لكن عقد الجامعة مع طاهر ليس قانونياً، لأن العقد يشترط فيه أن يكون محدد المدة، هذا من شروط العقد قانوناً، وإذا لم يتوافر هذا الشرط يعتبر العقد باطلاً في عرف القانون"، لكل هذه الأسباب فإن الكاتب، ومحاميه، في انتظار رد الجامعة الامريكية، فحتي هذه اللحظة " لا نعرف رد فعل مارك لينز" حسبما يؤكد لطفي، رغم أنه كان أبلغهما بالمطالب مرتين علي يد محضر. ومطالب طاهر، حسبما جاء في دعواه، تتلخص في: التمسك بفسخ التعاقد بين الجامعة الأمريكية ودار نشر Arabia ، وسحب النسخ المتداولة من الروايتين.عدم إبرام الجهة نفسها أي تعاقدات لأي من مؤلفات بهاء طاهر إلا بعد الحصول علي موافقة كتابية مسبقة منه. حفظ حق الأديب مع التعويض عن الأضرار الأدبية والمالية، وكذلك سحب الترجمة المشوهة لرواية "قالت ضحي". يعلق حسام لطفي علي هذه المطالب بقوله إنها مطالب مشروعة، ويضيف:" لابد أن يراعي العقد إرادة المؤلف". كما يطالب المحامي بأن يلتزم قسم النشر بالعقود التي يقدمها الاتحاد كنماذج للتعاقد بين الناشر والمؤلف.. مطالب بهاء طاهر، ربما تكون فرصة لتعدّل الجامعة الأمريكية من عقودها بما يحفظ حق المؤلف، ويحترم إرادته.