والجريدة ماثلة للطبع دخل 350 محرراً، تقنيا، ومهندساً ب"إسلام أون لاين" اليوم التاسع من اعتصامهم داخل مقر الموقع الإسلامي الشهير بمحافظة 6 أكتوبر. علي الرغم من تصريحات د.يوسف القرضاوي رئيس مجلس إدارة الجمعية الممولة للموقع بانتهاء الأزمة. الهدف من الاعتصام الوصول إلي حل من اثنين إما "إعادة تحرير وبث المادة من القاهرة"، أو الحصول علي المستحقات المالية كاملة، وهي: "أجور ستة أشهر، ومكافأة نهاية خدمة بما يعادل شهراً عن كل عام". مصير العاملين المصريين لا يزال معلقاً بقرار من قطر، فمن المقرر خلال أيام أن يتم عقد جمعية عمومية لجمعية البلاغ القطرية، مالكة الموقع، لحل أزمة انتقال إدارة تحرير الموقع إلي هناك، وتجميد النشاط بالقاهرة بعد أن ظل طوال السنوات العشر الماضية مقر البث للمادة التحريرية. الأحداث لا تتعلق بموقع بث وتحرير المادة فقط، بل إنها أخذت أبعاداً أخري في ظل غياب الأسباب الحقيقة للانتقال، مثل وجود صفقة خفية للابتعاد عن تناول قضية فلسطين، أو الرغبة في تحويل الموقع الذي حاول أن يكون وسطياً إلي موقع "سلفي"! لم تخل الأحداث من تصاعدات درامية توالت في لحظة حرجة من عمر الموقع وحياة يوسف القرضاوي رئيس مجلس إدارة الجمعية التي تملكه ففي وقت إجراء الشيخ لعملية جراحية بالسعودية بدأت عملية سحب الموقع إلي قطر. كانت هذه لحظة حرجة أيضاً في عمر الموقع فيما يخص ما يحدث الآن بالقدس، وللمسجد الأقصي.. فالموقع يعتبرها قضيته الأساسية. بدأت الحكاية بتفويض القرضاوي- قبل العملية- لنائبه إبراهيم الأنصاري، ولعلي العمادي بإدارة الجمعية والموقع، ساعتها بدأ الحديث عن تطوير سياسة الموقع التحريرية عبر شركة جديدة. يؤكد مصطفي عبد الجواد، سكرتير تحرير الموقع، أن الكلام عن التطوير كان مفاجئاً "لم تكن هناك أية تحفظات، ولكننا لم نرفض التطوير". بعد ذلك جاء إلي المقر مسئول تطوير سعي لتقليص عدد العمالة إلي 40 عاملاً فقط، وحينما رفض العاملون هذا بدأ الكلام عن تسريح جميع العاملين، وتحرير الموقع من قطر.. يرجع بعض المعتصمين أن سبب الأزمة رغبة الأنصاري والعمادي لتحويل الموقع إلي موقع ديني بحت لا يتناول موضوعات سياسية واجتماعية. كما يشير مصطفي عبد الجواد إلي اختفاء مواد عن الموقع في طبعته الإنجليزية خاصة بهذه القضية مثل "هولوكوست غزة"، والذي يعد متحفاً حياً لنكبة فلسطين بالصور والوثائق واسماء الشهداء، وكذلك رابط بالطبعة العربية بعنوان"حيّ علي القدس". الإدارة الجديدة انتبهت لهذا الاتهام فاستحدثت رابطاً جديداً بعنوان "القدس تواجه الخراب". حدث كل هذا والقرضاوي يتماثل الشفاء.. لهذا تأخر رد فعله. رد فعل القرضاوي أشعل الأمل بنفوس المعتصمين، فقد سحب صلاحيات الأنصاري والعمادي، وأعلن علي شاشة قناة "الجزيرة"قبل إقالته: "لا يمكن اختطاف الموقع من أهله"! بعد إقالة القرضاوي صار هناك سنياريو بديلاً يتداوله المعتصمون، وهو الحصول علي المستحقات المالية، وإنشاء موقع جديد، في حالة انتهاء قرار الجمعية العمومية باستمرار تحرير المادة من قطر. سيكون الموقع إعادة إصدار لتجربة "إسلام أون لاين" بروح مصرية، علي ألا يكون تابعا لممول محدد، بل سيكون "وقفاً" يساهم بالنصيب الأكبر منه المحررين، إلي جانب تبرعات القراء. أما بالنسبة لمواد الموقع التحريرية فلا يتم تحديثها إلا باستثناء الصفحة الرئيسية. والمواقع الملحقة مثل إصدارات "مدارك: بوابة الثقافة والفكر الإسلامي المعاصر"، "عشرينات"، .. فآخر تحديث لموادها كان في فبراير الماضي.