حين كان المسئولون عن المحفوظات يقومون بتمشيط الأرشيف الخاص بنيرودا عام 1914؛ اكتشفوا أشعارا لم تنشر من قبل للشاعر الشيلي الحاصل علي نوبل سنة 1971، إلا أنه لم يتم الإفراج عنها إلي أن قام "فورست جاندر" الأستاذ بجامعة براون بترجمتها إلي الإنجليزية، ونشرها في كتاب يحمل عنوان "ثم يعود: نيرودا المفقود"، وقد شبّه هذا الاكتشاف بالعثور علي لوحات جديدة لمايكل آنجلو. إحدي القصائد المكتشفة مستوحاة من زيارة قام بها الشاعر للاتحاد السوفييتي في أوائل الستينات، حيث قابل خلالها رواد الفضاء السوفييت، فكتب قصيدة عن السفر عبر الفضاء، يقول في جزء منها: ما حدث معي/ كان ضوءا جديدا وقتها/ من نجمة لا تأفل/ سافر بعيدا مجتازا ما هو قصير ومتصل/ من المسافات. من أهم الأسباب وراء عشق القراء لنيرودا هو كتابته لقصائد رائعة عن أشياء عظيمة مثل الكون والطبيعة والإنسانية، إلا أنه تناول أيضا الأمور الدنيوية، فكتب قصائد عن الطماطم، والخمر، وزوج من الجوارب!. يقول جاندر إن نيرودا تأثر بشدة بأشعار والت وايتمان، حيث تحتوي مكتبته علي نسخ متعددة من "أوراق العشب" لوايتمان. في الكتاب قصائد أخري يهبط خلالها نيرودا من الفضاء إلي موضوعات أكثر دنيوية، مثل حبه لزوجته وملهمته ماتيلدا أورويتا، حيث تم العثور علي إحدي تلك القصائد مكتوبة بخط يده تعود إلي الفترة بين عامي 1950 و1960 بدايتها: لا أكون وحيدا/ معك/ في كل بقاع الأرض/ لست وحيدا أبدا/ معك في الغابات/ مكتشفا مرة أخري صلابة سهم الفجر/ خزانة ماء ووقود طحالب الربيع. وينتهي البيت الأخير من تلك القصيدة بفصلة، مما يجعلنا نتساءل إن كان ينوي استكمالها، وهو ما أثار قضية أكبر حين تم نشرها بعد وفاته، هل أراد نيرودا أن يقرأها العالم؟ يستطرد جاندر: "حين سمعت بالعثور علي تلك القصائد، ظننت لأول وهلة أنها ستكون مريعة، ولكنني عندما قرأتها بالإسبانية عدلت عن رأيي، وقلت: إنها قصائد رائعة، حتي المسودات والقصائد غير المكتملة كانت مثيرة بحق، لقد كان غزير الإنتاج ذا خيال خصب".