(1) طفل هو صدي للعنة بؤس المجتمع، أصبح في يوم وليلة بطل جولة جديدة من لعبة الهَرْيْ علي ال"فيس بوك" وباقي مواقع التواصل الاجتماعي، ينتشر فيديو للصغير المشرد وهو يردد كلمات كراهيته لبلد لا يرأف به ولا يقدم له طعاما أو سكنا، يزيد الهَرْيْ؛ يتلون صوت الولد وهو يحملق أمامه كأنه يوجه كلامه لشكل يتجسد أمامه ويواجهه، والهري يزيد؛ يبدو المتشرد متشرداً: شكله وملابسه وطريقته، والهَرْيْ يزيد؛ والفضاء يصبح مضرجاً بعبارات متراوحة بين السخرية والسب، ولا أحد يرسم خارطة للخلاص؛ لا الطفل الطالع من بؤس الحاضر بيده التحرر من شقائه وغموض المُقبل من الأيام ومجهولها، ولا مفجرو الهَرْيً يستطيعون أن يهربوا من عبارة النهاية: "إحنا لابسين في حيطة" ولا المجتمع يتنصل من بلوته، أو ما وصفته منظمة ال"يونيسيف" ب 2 مليون طفل شوارع؛ يعيشون علي الأرصفة وتحت الكباري وبين إشارات المرور. (2) فتاة تنجو من قتل والدها وعمها لها بحجة "الشرف"، جريمة تواجه المرأة الباكستانية، وذلك في فيلم "فتاة في النهر: ثمن العفو" للصحفية والمخرجة الباكستانية شرمين عبيد شينوي والذي يسعي الفيلم لتغيير المفاهيم المتعلقة بها، ثم يفوز الفيلم بأفضل وثائقي قصير في أوسكار هذا العام الذي لم يخل من مفاجآت كثيرة كحضور جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي وليدي جاجا، الذي تحدث عن الاعتداءات الجنسية في المجتمع الأمريكي بخاصة وفي وضرورة تغيير الثقافة الأمريكية تجاه ضحية الاعتداء الجنسي، وغنت ليدي جاجا أغنيتها الشهيرة عن الاعتداءات الجنسية والتي قدمتها في مسلسل American Horror Story Hotel، التي نالت "جولدن جولوب"عن دورها فيه، بينما دار الفيلم الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وأفضل سيناريو أصلي، "Spotlight" ، حول كيفية كشف صحفيين لقضية إخفاء الكنيسة الكاثوليكية لأعمال تحرش قساوسة في أبرشية واشنطن بالأطفال. (3) هل يصنع الحزن كل هذا الوهج؟ أتأمل صورة كبيرة ضمن معرض كأن أقيم في العام الماضي علي هامش معرض اسطنبول للكتاب، الصورة لصبية كردية؛ نظرتها الثاقبة تحمل أطناناً تفيض بالحزن تجعل من يشاهدها يتعثر ولا يدرك باباً للخروج، تحمل الفتاة رضيعاً يزمت شفتيه وتتسع عيناه المكحلة؛ فلا تعرف جوعاً أم خوفاً، فيما الصبية تشبكه بأصابع يديها لعلها تحميه فتضبط بعضاً من المعادلة، وأمامهما طفلة صغيرة تسللت دموعها المغموسة بالكحل علي خد صغير لا يراوغ، فلا يسعك أن تقول سوي: إلي كل الصغيرات، الخائفات، المصعوقات بجنون الواقع، الواقفات علي أرض لا تحتكم إلي العاطفة: سلام. (4) أطفال "The voice kids" الخاسرون يبكون ونحن نتسمر أمام الشاشة تنهشنا تساؤلات الضمير: ما الذي يساوي دموع هؤلاء الصغار؟.. بالمناسبة: أين يقع الضمير بالضبط؟!