74 عاما قضاها الروائي الجزائري الطاهر وطار في معارك مستديمه. لكن أكبر معاركه التي انتصر فيها كانت كتابة الرواية بالعربية التي كادت أن تنسي مع وطأة الاحتلال الفرنسي. تجربته الروائية اختصرت مراحل طويلة مرت بها الرواية في العالم ، والعالم العربي تحديدا، وهكذا شق طريقا هاما في الكتابة الجديدة في المغرب العربي بل في العالم العربي. لذا بقدر ما يمكن اعتبار وطار كاتب جزائريا يمكن اعتباره أيضا كاتبا مصريا.. لم تغب القاهرة عنه، ولم يغب عنها، كان حاضرا دائما، كل رواياته تقريبا صدرت طبعاتها في القاهرة ، في سلسلة روايات الهلال..ومذكراته أصدرتها أخبار اليوم.. وروايته الأخيرة قصيد في التذلل أصدرتها دار " كيان".. ومن القاهرة استوحي فكرة جمعية الجاحظية ، في أحدي زياراته شاهد تجربة أتيليه القاهرة ، عاد الي الجزائر وفي ذهنه تأسيس مكان ثقافي يكون شعاره " لا إكراه في الرأي" وقد ظلت الجاحظية المكان الثقافي الوحيد الذي يعمل في الوقت الذي غمرت فيه النزاعات بين الإسلاميين والنظام الحاكم كل الجزائر ....المكان يعتمد بشكل أساسي علي تبرعات أعضائه، ومرة واحده قبل دعما من مؤسسة هولندية بعد ترشيح من الدكتور نصر أبوزيد هناك، كان الدعم عبارة عن ماكينة تصوير وطابعة. وفي " أخبار الأدب" كان معنا منذ العدد الأول يكتب وينشر رواياته ومقالاته..يتابعنا بمحبة وحنو.. رحيل صاحب " اللاز" خسارة كبري للثقافة العربية ..وهذه محاولة للاحتفاء بتجربته الثرية ..محاولة أولي وليست وحيدة!