في العدد الماضي كتب شريف عبد المجيد موضوعا عن قصر ساكنة باشا، وقد أرسلت إلينا الباحثة في الآثار شهيرة محرز، و د. علاء الحبشي ردا علي الموضوع ..ننشرهما هنا. ردا علي ما نشره الأستاذ شريف عبد المجيد في العدد الماضي من أخبار الأدب. بداية نود أن نشكرك الاهتمام بالتراث بصفة عامة ومنزل ساكنة خاصة وذلك لأنني أمثل المستثمرين الذين ذكرتهم في مقالك ولكن لابد من تصحيح وإضافة بعض المعلومات. تكونت شركة ساهم عام 2007 من مجموعة من الأفراد المهمومين بتدهور أحوال القاهرة التاريخية مما جعلنا نتضامن مع بعضنا البعض لثقل الحمل وقمنا بجمع مدخراتنا لانقاذ ما يمكن إنقاذه من المباني التاريخية المهددة لأنها غير مسجلة كآثر. وبالتالي نحن مستثمرون من نوع خاص وشركتنا مهتمه بالحفاظ علي التراث المعماري والحضاري لمصر، وبعض من أفراد مجلس ادارتها قد شارك مع (المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث) وأستاذنا المرحوم جمال الغيطاني في تدشين الحملة القومية لانقاذ التراث، ومن بداية عام 2013 حاولت هذه الحملة التصدي لهدم منزل عريق ومهم بالدرب الأحمر يسمي بيت المهندس ولكن للأسف قد تأخرت في اتخاذ الإجراءات اللازمة ولكنها نجحت بعد انضمام مؤسسة الأهرام بتعطيل إجراءات هدم منزل آخر أيضا ذي أهمية كبيرة يسمي بيت مدكور في نفس الشارع وكلاهما كانا من المنازل المرموقة والتي كانت نماذج للخصائص المعمارية للقرن التاسع عشر ومن المرجح أن أساسها أقدم من ذلك بكثير وربما يرجع إلي عصر المماليك. وكما هو موضح أعلاه فأساس شراء شركة "ساهم" لبيت ساكنة هو حمايته من خطر الهدم وخاصة أنه في تلك الفترة كان داخل التنظيم ومهدداً بالازالة، ولولا ذلك لكان مصير هذا القصر كمثله من القصور الاخري التي حلت مكانها أبراج سيئة البناء ومشوهة للنسيج العمراني لمدينتنا التاريخية... وقد نجحنا بعد ذلك بالتعاون مع التنسيق الحضاري في تسجيله كطراز معماري مميز غير قابل للهدم أو المساس بأي عنصر من عناصره المعمارية. ومن وقت شرائه ونحن في خلافات قانونية مع واضعي اليد من السكان ونجحنا في إرضاء وإخراج الكل ماعدا شاغراً واحداً يستخدمه كمخزن لأشياء مهملة عديمة القيمة، وهو نشاط متناف تماما مع أهمية البيت كما وضح في الصورالتي نشرتها، وما زال هذا الشاغر رافضا اخلاء العين حتي في حالة توفير مكان آخر بنفس الحجم و في نفس المنطقة. ومن تاريخ شراء هذا البناء المميز نبحث عن تمويل لترميمه والاستفادة منه في أغراض ثقافية وحضارية منها: مزار لتعريف الشعب المصري علي الخصائص المعمارية للقرن التاسع عشر. متحف يعرض مجموعة مقتنيات نادرة من الفنون الشعبية من ملابس وحلي ونسجيات وفخار من ريف وواحات وصحراء مصر. تخصيص جزء منه ليكون مركزا لتثقيف شباب المنطقة وتقديم توعية خاصة بالتراث المعماري والفولكلوري. وبناء علي اهتمامك نرجو أن تنضم إلينا، لأننا في أشد الحاجة لأمثالك والمؤسسة العريقة التي تمثلها لإنقاذ بيت مدكور وأمثاله من تراثنا المهدد بالاندثار وأيضا للمساهمة في حملة لايجاد تمويل لترميم هذه المنشآت وإعادتها لمجدها وجعلها مركزا لإشعاع الثقافة والحضارة. باحثة ودارسة للتراث، وعضو مجلس إدارة شركة (ساهم) المالكة لمنزل ساكنة بك