العملُ جارٍ علي بناءِ الدمعة أحيانًا، أودّ لو تأتي الرصاصةُ من الخلف، مِن كلّ القاذورات التي حينَ ولّي عهدُ طفولتي، ما عدت أعبث فيها، الآن، في أمكنةٍ يولّي فيها العقلُ هاربًا، أتبادلُ مع القَدَرِ، نديمي، كؤوسًا مليئةً بالسمّ هناكَ أيضًا، يجري العمَلُ علي بناء الدمعة ليسَ مِن الخسارة، الخسارةُ لا تبني الدموع ولا مِنَ الحبّ أو حتّي الألم حتي زيارات الموت المفاجئة، لا تكسرُ صخور العين وصخور العين تلكَ، التي يستطيع فيها الحالم أن يري نفسه، ممكوسةٌ مِن ملوكٍ عُور خالدين هم تمام الأقمار وعودة الصبح من عين النسيان كلّ المواقيت هناك، وأذاناتها، مفتوحةٌ كتقويم وأنا هُناكَ سلسلةٌ من السرقات تلبَطُ الأجساد كلصٍّ عتيدٍ ينبغي أن يكون ظهركَ قبالتك الدَّربةُ التي تلمع وأنت تشيخ ساخنةٌ كالجمر، مسنونةٌ كخنجرٍ جديد، لم يثلّمه الدم الموتُ اختياريٌّ يُعْرَضُ فيه الموتي علي ضوء أهلّة الرموز المَشهدُ هو مشهدُ قفاكَ بين مرآتي حلاق يتكررّ إلي الأبد تعال إذن معي، يا من تبحثُ عن عاصفة الجهاتُ غضوبةٌ هُنا، البَحرُ قريب الملائكةُ والشياطين، مبالَغاتٌ تتفتحُ كورودٍ تذبلُ كورود وحين تتفتّت في شتاءٍ قاسٍ، لا يبقي منها ذكريات. الندي عندنا حجارةٌ في العروق عندنا سكاكين وشصوص والوحوش العابرة وزينات العيد كواكب ملعونة للبيع نساءٌ ورجالٌ وكوابيس عناوين مؤقتة، انتحاراتٌ، وضماناتٌ بحياة بعد الموت عندنا عندنا لا ينقصنا الحب والموت ينقصنا الندي الذي في صباح أكتوبر يدقق نصال الزهور منذ مليون سنة أعطنا الندي وخذ عكس كل شيء اعطنا الندي وخذ العبارة والرؤية خذ النور المحبوس في الأجساد عند الفجر وامنحنا ارتعاشة البتلة تحت ثقل القطرة أو حتي اغروراقة العين بالدموع.