مع إطلاق مبادرة "صيف ولادنا" مؤخرا تحت رعاية وزارة الثقافة بمشاركة اثنتي عشرة وزارة، نظم قطاع الفنون التشكيلية برنامجاً مكثفا للورش الفنية بهدف تعريف الأطفال والشباب بمجالات الفن التشكيلي وتنمية ذائقتهم البصرية المُقدرة للجمال والفن والإبداع .. وقد تضمن البرنامج عددا من ورش الفنون المختلفة كالرسم والكولاج والتصوير وغير ذلك من بينها ورشة أحفاد سعد زغلول بمركز سعد زغلول الثقافي ، وكذلك ورشة أحفاد طه حسين بمركز رامتان الثقافي، كما ركزت الورشة التي استضافها مركز محمود سعيد للمتاحف علي الحرف التراثية، وغطي برنامجها مجموعة مختلفة من فروع الفن التراثي ومنها: فن الخيامية، والحلي، والصدف،.كما استضاف متحف ومركز عبد الرحمن الأبنودي للسيرة الهلالية بقرية أبنود بمحافظة قنا، برنامجا متميزا للأطفال والشباب في الفترة . وعن الورش تقول الفنانة مرفت مصطفي المشرفة علي نشاط الورش بمركز سعد زغلول إن الورش تقام سنويا بمركز سعد زغلول ولها تأثير في تنمية الحرية الفكرية وفتح آفاق جديدة للإبداع والابتكار. وتضيف: نحن نحرص في كل مرحلة علي أن ندرب الأطفال علي كيفية استحداث طرق فنية متنوعة من خلال تدريبهم علي مجالات فنية متنوعة بين الأشغال الخشبية والفنية والرسم والتصوير الفوتوغرافي والموزايك والنحت وتوليف الخامات وغير ذلك . وعادة ما تتم مصاحبة تلك الورش بورش تهتم بالأدب والشعر والقراءات الحرة الموجهة ، وهناك أيضا ورش للمسرح، وكتابة القصة. ولم يكتف القطاع بالاهتمام بتنمية المهارات الفنية للأطفال من خلال الورش، حيث جاء كثير من المعارض لتقدم إبداعات الطلاب وشباب الفنانين للجمهور، وقد أتاحت هذه المعارض الفرصة للأطفال لمشاهدة أعمالهم معروضة مما عزز إحساسهم بقيمة منتجهم الفني وثقتهم بأنفسهم، ومن هذا المنطلق نظم قطاع الفنون التشكيلية معرض " بشاير فن " الذي استضافه مركز الجزيرة للفنون بالزمالك لأعمال 150 طفلا وشابا تتراوح أعمارهم ما بين 5 سنوات وحتي 21 سنة، حيث ضم المعرض ، أكثر من 250 عملاً فنياً في مجالات الرسم ، والتصوير، والخزف، لأطفال مدرسة دار التربية وكذلك لطلبة كلية التربية الفنية. كما استضاف قصر الفنون معرض مسابقة ومهرجان "لووون" الذي تم تنظيمه بالتعاون بين الهيئة العامة لقصور الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية للعام الرابع علي التوالي، وهذا المهرجان معني بالأطفال من سن السابعة حتي السادسة عشرة، وضم المعرض إبداعات الأطفال التي أنتجوها في رحاب مشروع أتوبيس الفن الجميل.. وهو أحد مشاريع الهيئة العامة لقصور الثقافة موجه بالأساس إلي أطفال قري ونجوع مصر المختلفة ليفتح مداركهم لمادة فنية وثقافية. وقد تزايد عدد الأطفال المشاركين في المسابقة عاما بعد عام ، حتي وصل هذا العام الي 900 طفل شاركوا بعدد كبير من اللوحات، ثم تم تكوين لجنة لتصفية الأعمال والتي استبعدت الأعمال التي تدخل فيها الكبار حتي وصلت الي 655 لوحة ، وقد تم اختيار 25 لوحة فائزة منهما 10 لذوي الاحتياجات الخاصة وعشر للأطفال الآخرين، ، إضافة لتقديم جوائز مالية قدرها 1000جنيه من الفنانين حيث أهدي د. خالد سرور جائزته للطفل أنس محمد سيد ، والفنان د. أيمن السمري للطفل مهند شريف سعد ، والفنان محمد عبلة للطفل عمر مصطفي محمود ، إضافة لجائزة البوستر التي فاز بها الطفل أشرف عبد القادر والطفلة ملك عادل ، وجائزة غلاف الكتالوج للطفل عبد العزيز طارق . ومن جهة آخري كان قطاع الفنون التشكيلية قد نظم مسابقة فنية للأطفال علي مستوي الجمهورية، وأشار د. حمدي أبوالمعاطي رئيس قطاع الفنون التشكيلية إلي أن المسابقة تأتي في إطار حرص وزارة الثقافة علي إيصال رسالتها، ولدعم أدوارها التنويرية والمعرفية والثقافية في خدمة المجتمع عبر خدمات وفعاليات وبرامج تستهدف التنمية المجتمعية التي تنشدها .. وقد خصص قطاع الفنون التشكيلية 13 جائزة قيمة لهذه المسابقة مقسمة علي النحو التالي: جائزة أولي 1500ج، جائزة ثانية 1000ج، جائزة ثالثة 500ج، وعشر جوائز تشجيعية قيمة كل منها 300ج، وهي الجوائز التي ستُعلن من خلال لجنة التحكيم التي تتكون من خمسة أعضاء من المختصين بفن الطفل والفنون التشكيلية. إن مثل هذه المشاريع الفنية والثقافية التي شهدها القطاع في الآونة الأخيرة لها دور بلا شك في بناء الشخصية المستنيرة المُنفتحة والمُثقفة، والقادرة علي مواجهة كل أشكال العنف والقبح والتطرف والإرهاب .. لتنشر بألوانها صوراً أخري مغايرة عن الحب والتسامح وتقبل الآخر .. صوراً للجمال والأحلام والتي بهذه الجهود نغرس فيها بذوراً صالحة لمستقبل أفضل.