في أحدث إبداعاتها تقدم الأستاذة: إقبال بركة رواية "ذاكرة الجدران" في إضافة لمؤلفاتها التي تجاوزت الخمسة والعشرين مؤلفا بين الرواية والمجموعات القصصية وأدب الرحلات والكتب الفكرية، وتقدم هذه الرواية ما يشبه الوثيقة الاجتماعية الثقافية لقرن كامل من التاريخ المصري الحديث، إذ تبدأ الروائية الحكي من عشرينيات القرن العشرين وتواصل الرصد حتي ثورة 25 يناير 2011 م و ترصد أيضا لبعض موجاتها التي انبثقت عنها. يدور النص حول السارد الرئيسي " مكرم " وهو مصري يحكي تاريخ عائلته المسيحية المنحدرة من ديروط في الصعيد المصري، وينتمي لطبقة ملاك الأرض. يقص مكرم تحوًل جده لأبيه "عوض" من الزراعة إلي تجارة القطن في فترة ازدهار بورصة القطن المصري، وما ترتب علي انتقاله هو وأسرته للإقامة في القاهرة، وتعرفه علي مجموعة من الأصدقاء، وتوطيد جانب من تجارته ونشاطاته الثقافية الاجتماعية بعد انتقاله اليها، ثم شراءه قطعة أرض كبيرة مطلة علي نيل القاهرة، وتشييد إحدي العمائر الجميلة التي تضاهي القصور الملكية الفخمة في ذلك الوقت. يمكن أن نعد هذا النص من روايات الأجيال، فهو يقص تأريخ ثلاثة أجيال متوالية من التاريخ القريب، ويسعي هذا التوثيق الفني إلي التماس الهوية الخاصة التي تميز التكوين المجتمعي والثقافي في هذا العصر الذهبي إبان النهضة المصرية الحديثة، فيبدأ بالجد "عوض" القبطي المسيحي، وينتهي بالحفيد مكرم، وفي المنتصف الجيل الذي طواه النص سريعا وكأنه الجيل المنسي الضائع إما استشهادا في الحروب المتوالية التي خاضتها مصر في منتصف القرن العشرين، متمثلا في شخصية "مجدي" واستشهاده وابنه مكرم في سن عشر سنوات، و"توفيق" ابن سليم البنداري وقد مرّ القص به سريعا دون أن يتوقف عنده، وأتصور لعدم إضافته الخاصة كجيل ضائع . وبين جدران العمارة التي تطل شرفتها الواسعة علي نيل القاهرة تستفيض الذكريات عن العلاقة بين عوض المسيحي وعائلته وسليم البنداري المحامي المصري المسلم وعائلته، ويتوالي سرد مكرم فيما يشبه المذكرات وترميمها بالاعتماد علي أجندة جده عوض، كما يعد السرد بمثابة رسائل يرسلها مكرم لعصمت توأم روحه وصديق طفولته وشبابه، يراسله بعد سفره إلي "ملبورن" باستراليا هو وحبيبته "ميريت" المسيحية المصرية التي تزوجها سرا وهاجرا عند أخوالها. يتكون السرد إذن من ذكريات يقصها "مكرم" علي "عصمت" صديقه وجاره القديم يستند فيها علي رؤيته هو للأحداث تارة، وما ورد علي لسان جده عوض فيما يقصه عليه، وأحياناً أخري يعتمد علي أجندة جده وتعليقه علي ما ورد بها. في هذه الرواية تواصل "إقبال بركة" استنطاق الجدران كصنيع أجدادنا المصريين القدماء منذ أكثر من سبعة ألاف عام تقول " آه لو تكلمت الجدران" فلقد غادرت الكاتبة جدران المعابد ولفائف البردي في نوع من التحديث لتستنطق جدران الذوات البشرية وكوامنها، تستنطق جدران إحدي العمائر الحديثة المشيدة علي نيل القاهرة الساحر منذ عشرينيات القرن العشرين. تحتفي بعمارة الزمن الجميل ، زمن الحياة الكوزمبولتانية في مصر في النصف الأول من القرن العشرين قبل قيام ثورة 1952 م، وتستعرض ملامح هذا الزمان من خلال حكي شخوصه، تكوًن مناخ الحرية الثقافية ، ازدهار ألوان الفنون المختلفة ، شكل الحياة الحزبية ونشاطاتها، تكوين المجتمع من نسيج متآلف ومتسق بين المسلمين والمسيحيين بطوائفهم، وتشير لحياة اليهود أيضا ونشاطاتهم التجارية والثقافية من خلال الإشارة إلي شخصيتي دانيال وزميرا ويوسف ابنهما ص 100. كما يشير القص إلي التعايش بين المصريين والأجانب بكل جنسياتهم، في حياة مصرية ناهضة تتشوق للحرية والفنون والمستقبل. تستثمر الكاتبة إقبال بركة حسها الصحفي ودربتها في صراع الأفكار ومواقفها المناهضة لكل أشكال التمييز: التعصب ضد المسيحيين أو المرأة فتجعل القص علي لسان القبطي المسيحي غير المتعصب "مكرم"، كما تفكك معظم الادعاءات التي ضخمتها الميديا وتدحض توظيف السلطة السياسية لها بعد ثورة 1952 من أجل التشويه الكامل لفترة الحكم الملكي في مصر قبل الثورة، فتضع الصحفية المتمرسة والروائية كل هذه الأقاويل تحت مجهر معاودة النظر والتصحيح. تكشف الروائية أيضا عن الجوانب المضيئة في فترات الحكم الملكي وتشير إلي عوامل النهضة الحقيقية، حيث المساواة بين المواطنين التي بدأها محمد علي وأسرته بدءا من إلغاء الجزية التي كانت مفروضة علي المسيحيين منذ دخول الإسلام مصر، وتوحيد زي المصريين بعد أن كان يفرض علي المسيحيين زي غير ما يلبسه المسلمون، وتمكين المسيحيين من التوظيف في وظائف الدولة كافة وتوزيرهم في الحكومات ، وإرسال البعثات العلمية إلي أوروبا دون تفرقة علي أساس الدين. كما تشير إلي الحريات السياسية في عهد ما قبل الثورة، والحياة الحزبية الحقيقية أيام حزب الوفد ودمج المسيحيين في الأحزاب السياسية والإشارة إلي شخصية عمر مكرم وتاريخه في حزب الوفد وقصته مع النحاس باشا، طبيعته التي لا تخشي المواجهة علي العكس مما يشاع عن الطبيعة الانسحابية للشخصية المسيحية المصرية. وفي إشارة ذكية تُلمح إلي التوجهات اليسارية لدي نبلاء أسرة محمد علي وأمرائها متمثلة في التفاف العمال حول الأمير "عباس حليم" ومساندته لهم لنيل حقوقهم والتوعية بها. كما ترصد الروائية النهضة الأدبية والفنية من خلال مذكرات عوض ورؤيته للحياة بالقاهرة منذ اطلاعه علي "حديث عيسي ابن هشام " للمويلحي ص10، ثم تشرع بالحكي عن النهضة السينمائية والمسرحية وأعلام الفن والتمثيل. وتنتقل الكاتبة من خلال حكي مكرم الحفيد عن ذكرياته مع جده عوض لسرد التغيرات الاجتماعية والسياسية بعد ثورة 52 ، التأميم وأثره علي التكوين الطبقي للمجتمع والعيوب التي صاحبت الإصلاح الزراعي ، وإلغاء الحياة الحزبية ، نكسة 1967 م ، تولي السادات لحكم مصر ، ثم تصعيد الجماعات السياسية للحد من تأثير التيار اليساري ، ثم انقلابهم عليه. وإذ ترصد الروائية فنيا وتاريخيا هذه الأحداث تراعي بعدين أساسيين : أولا عدم التشنج أو التحيز لعصر أوعهد من العهود، بل توضح من خلال الشخصيات ايجابيات كل فترة حكم وسلبياتها، انحيازات كل شخصية ودفاعها عن التيار الفكري الذي يروق لها. ففي مقابل فكر عوض ومكرم المتضرر والمعترض علي ثورة 52 وقراراتها هناك فكر عصمت وثوريته ومناصرته لعبد الناصر. هناك أيضا وعي التيار المعارض للناصرية بمميزات عبد الناصر وإيجابياته، قوميته وحسه الوطني، وإعلاءه من كرامة المصريين ، مثلما تجلي ذلك في حزن الجد عوض وبكائه عليه لحظة وفاته رغم اعتراضاته علي كثير من سياساته. ثانيا: يأتي هذا الرصد لحياة ثلاثة من الأجيال في هذه المرحلة الزمنية من خلال الدراما الخاصة بحياة شخوص العائلتين، والمحيطين بهم من معارف وأقارب وأصدقاء والتحولات التي طرأت عليهم. وفي تلك النصوص التي يشغلها رصد العديد من مظاهر الحياة، والتتابع التاريخي للأحداث غالبا مايصيب الحبكة الدرامية بعض الخلخلة، كما أن أولوية هندسة التقنيات الفنية وسبكها يعد اعتبارا تاليا لرغبة توثيق ملامح عصر وسماته، وتحولاته المتتابعة سياسيا وفكريا. لكن هذه النصوص التي ترصد ملامح العصر تمتلك ميزة التوثيق الفني الاجتماعي الذي ينحو لإبراز الجانب الإنساني للنسيج المجتمعي ويبتعد عن التأريخ الرسمي الذي غالبا ما يكتبه ويفرضه المنتصر. كما أنها تعبر عن العلاقات الدقيقة وانعكاسات أحداث الوطن علي الأفراد وتحولات حياتهم، وشبكة العلاقات المتشعبة بين الطبقات. و لهذه الرواية خصوصية أن الكاتبة امرأة تري العالم وتسرده علي لسان رجل، وهناك استبطان نفسي لبعض النماذج بالعمل مثل بهيجة وقد تصبح الكاتبة المرأة فيها أقدر علي توقع صراعها الداخلي وتحليل شخصيتها، فالروائية قد خبرت هذه الطبقة الوسطي المرتفعة، وعلي وعي بالتكوين النفسي الذي تشكًل في مجتمع يغلب عليه الفساد لذا نري بهيجة هنا وقد اعتادت الحصول علي كل شيء ولو لم يكن من حقها. ولكون السارد رجلا تفرعت الاهتمامات السياسية الحزبية والثقافية التي أتاحت للنص كثير من رصد مظاهر الحياة في تلك العقود الزمنية، وكشفت عن الجانب الإنساني البحت الذي يحكم العلاقات العاطفية بين البشر بغض النظر عن الانتماء الديني أو الطبقي. تضعف أيضا في هذه النصوص الرغبة في تجريب التقنيات الحديثة في السرد، إلا أن هذه النصوص لها ميزة الوثائق التاريخية الفنية الخالية من جفاف الأحداث التاريخية دون غمسها بالعنصر البشري والدراما الحياتية المرتبطة به؛ لذلك تظل هذه النصوص مادة محببة للأجيال الجديدة لكي لا ينمحي من ذاكرتهم تاريخ أوطانهم بحيويته وصبغته الإنسانية. الرواية هي الصوت الإبداعي القابض علي المنسي والذاهب بفعل حركة الزمن، صوت الطبقة الوسطي في حالة ديناميكية المتغيرات، التاريخ الاجتماعي للوطن بلا جفاف مغلفا بجوانب وجدانية تبقيه حيويا بالذاكرة. شاب السرد أيضا بعض التكرار في قص بعض الأحداث، وإعادة بعض المعلومات التاريخية، وهو ما يضعف حبكة العمل ويتسبب في عدم تكثيف النص وسبك الرواية. بعد انتهاء قراءتي للعمل استغربت من طبيعة العلاقة بين عصمت البنداري ومكرم الذي يوجه سرد النص كله إليه، يحكي له ويتوسل أن يعود إلي الوطن رغم عدم تلقي أي رد منه، ليتكشف لي الأمر تدريجيا بعد أن شعرت بالوجه الآخر من مكرم السارد، الذي اعتزل الحياة والمحاماة بعد شعوره بالعجز عن الإنجاب، وموت زوجته فيولا، الوجه الآخر الثائر المتمرد الذي لم يكنه مكرم أبدا، المغامر الذي يقتنص الحياة، ويعرف ماذا يريد ولا يأبه كثيرا بالآخرين وإرادتهم؛ لذا فقد بررت هذا التوق الذي يكابده مكرم لعصمت الذي لا تصدر منه أي استجابة بتوقه إلي الالتقاء بشخصه الآخر، بطبيعته الشخصية المغامرة الإيجابية التي تمناها لكنه عاش حياته كلها في الاتجاه المضاد منها يحكمه التعقل والميل إلي فلسفة الأمور والتردد الذي يغلف كل قراراته. يراعي الآخرين وأولهم جده وجدته، بعد ان عاني اليتم المبكر وتركته والدته وتزوجت وهاجرت إلي الخارج ص 207 ، 231 . كما انطبعت الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية علي الشخصيات، فبدت شخصية "مكرم مجدي عوض" اليتيم الذي استشهد والده، وتركته والدته في رعاية جده وجدته شخصية منسحبة مترددة تميل للاكتئاب عكس جده عوض في فترة ازدهار النهضة المصرية. تتقلب مشاعره مابين تعلقه ببهيجة أخت عصمت منذ الطفولة و ميريت زميلته بالجامعة وحبيبة عصمت فيما بعد، ثم حبه و زواجه من فيولا ، واضطراب حياته بين عمله كمحامي ثم تركه لهذه المهنة واعتزاله في شقته بعد موت زوجته، اختياره للدراسة بناء علي رغبة جده ؛ ثم بلوغ قمة أزمته النفسية عندما يكتشف عدم قدرته علي الإنجاب ليعتزل الحياة اعتزالا كاملا بعدها، غير مبال بكل ما يحدث من حوله من ثورات و أهوال، هذا هو ماتمثله شخصية مكرم المصاب بالرهاب من الأماكن المغلقة والموزع بين التيارات التي يؤمن بها الجميع . تعد شخصية مكرم نتاجا لمرحلة من اهتزاز المنظومة الاجتماعية والقيمية والأخلاقية، ونتاجا للتحولات الحدية التي مرت بها مصر في العقود الستة الأخيرة، بداية من الثورة وهزيمة 67، ثم فترة حكم السادات والانفتاح الاقتصادي وخلخلة المنظومة القيمية الأخلاقية، وتغير الدستور الذي زاد من توغل الإسلاميين في المجتمع المصري، وعمل علي احتقان الأوضاع بين طرفي نسيج الأمة. كما بدت تلك التغيرات التي طالت شخصية بهيجة أيضا فكانت نموذجا معبرا رسمته الروائية ليمثل الطبقة البرجوازية العليا التي شعرت بملكيتها لهذا البلد، جسدت الانتهازية بكل أشكالها، تلاعب هذه الطبقة مع السلطة الحاكمة في السيطرة علي ثروات البلد والاستحواذ علي كل خيراتها بكل أشكال الفساد والانهازية. وتبدو بهيجة نتاجا مثاليا لهذه المرحلة من تاريخ مصر المعاصر، خاصة إذا فسرنا اعترافاتها الأخيرة بأنها رغم امتلاكها لكل شيء تبقي ذاتا ضائعة لا تشعر بالرضي أو الاكتفاء، وتري من حقها وحدها أن تنال كل شيء. ربما اتساءل هنا من له أن يحتل صدارة الاهتمام في النص الروائي خاصة لو كان نصا تاريخيا يرصد تحولات الأوطان؟ هل هو السعي لتوثيق أكبر قدر من الأحداث؟ أم تكون الصدارة لدراما حياة الشخوص والبصمات التي تطبعها الأحداث فوق صراعات الشخوص؟ فمنذ عدة أسابيع فازت الطلياني لشكري المبخوت بالبوكر العربية وهي رواية ترصد الوعي التونسي السياسي في العصر الحديث، والتيارات المتصارعة فيه مع تغير السلطات التي توالت علي تونس. ربما ما يميز الطلياني هو أن شخوصه ضالعين في تشكيل تلك التيارات، وهم أنفسهم الفاعلين لدراما التحولات لذا فهم أكثر انغماسا في الصراع السياسي الاجتماعي. في هذه المنطقة أود أن أشير إلي وعي الروائية بالنفس البشرية، والتحولات والغرائز التي تتناوبها ولا يستقر لها حال، وقد عرضت المؤلفة لهذا التردد والمشاعر المتباينة التي تعرض في حياة البشر حين ألمحت أكثر من مرة لاحتمال القرابة بين مكرم وعصمت نتيجة لعلاقة بين عوض الجد وبهيجة زوجة سليم البنداري وهو ما خشيته دميانة الجدة وظلت تشكك فيه حتي وفاتها. وكذلك من خلال الإشارات المتكررة لمشاعر مكرم وبيبي أو بهيجة وعلاقتهما المتذبذبة منذ الطفولة رغم اختلاف الديانة ، ومشاعر يحيي ابن بهيجة أيضا لنعمة الخادمة رغم الاختلاف الطبقي، والعلاقات المضطربة بين الأخوات، الغيرة والحقد وأثرة الذات التي تتملك كل شخصية من الشخصيات مثل العلاقة بين بهيجة وزينب أختها وعصمت، أو جيهان ويحيي أولاد بهيجة. وتظل الشقة التي تسكنها بهيجة وزوجها فؤاد وأولادهما وشقة مكرم، بل العمارة كلها وكأنها معادلا موضوعيا للدولة المصرية الحقيقية الجميلة التي فيها ملامح الحياة المتسامحة التي تحمل ملامح الهوية المصرية الحقيقية ذات المعمار الجميل، والفنون، والمجتمع الكوزموبولتاني، والنشاط الحزبي السياسي الحر متمثلا بالدولة الليبرالية في زمن الوفد. ويبدو لي أن هذا هو السبب الذي يقف أمام عدم قدرة مكرم علي بيعها أو التخلي عنها لأي من الطامعين بها سواء بهيجة بما تمثله من طبقة فاسدة استهلاكية تمثل فئة نهبت خيرات البلاد وأفسدت الحياة فيها، أو ما مثلته زينب من قدرتها علي الاستغناء عن الوطن والهجرة منه وطبيعتها العملية وطبقتها أيضا، وما مثله يحيي ابن بهيجة من ضياع وفقدان للهدف وغياب نسبي مع المخدرات. تظل الشقه في اعتقاد مكرم من نصيب عصمت وهو الممثل لهذا النسيج الذي تجمعه العديد من الأواصر، لكن القضية أن عصمت لا يأتي ولا ينصت إلي نداءات مكرم. ينتهي العمل بأمل يظل يراودنا جميعا، أن يفارق الكثير منا سلبيته وأن يشارك بالفعل في تصحيح مسار هذه الثورة بمراحلها المتتابعة، وأتصور أن جدران هذا الوطن دائما ما سجلت قدرته علي تجاوز أعنف أشكال المحن قابضة علي شعاع أمل لم يخب يوما ولم يعرف الفتور الوطني.