عبد الناصر ونجيب محفوظ صورة نادرة تنشر لأول مرة لا تنتظروا متحفا لنجيب محفوظ. هذه هي الحقيقة في ظل جهاز إداري وبيروقراطي مترهل يقود الثقافة المصرية. 9 سنوات علي رحيله، ولا نزال نتذكر مقولته الشهيرة التي صارت أيقونة" آفة حارتنا النسيان"، ويبدو أن هذه المقولة تصلح علي نجيب محفوظ ذاته وتعامل المؤسسة الثقافية الرسمية معه. لا يزال صاحب نوبل يبحث عن متحف، إذ لم يحدث شيءٌ مما أُعلن عنه إثر رحيله: لا المتحف الذي اقترحت وزارة الثقافة المصرية إقامته، ولا مشروع االمزارات المحفوظية الذي أعلنت عنه محافظة القاهرة وطرحه الروائي جمال الغيطاني. تبدأ حكاية المتحف بتخصيص وكالة محمد بك أبو الدهبب المجاورة لجامع الأزهر كمتحف لمحفوظ، وبدأت وزارة الثقافة في إعداد المكان ورسوماته الهندسية، لكن وزارة الآثار اعترضت علي تخصيص كل المبني كمتحف، وطلبت تخصيص الدور الثاني فقط علي أن يصبح الدور الأول للمكان مخصصا للحفلات الموسيقية. وزارة الثقافة بحثت عن مكان آخر للمتحف، واختارت قصر الأمر بشتاك، وأرسلت ألي وزارة الآثار التي طبت عرض الأمر علي اللجنة الدائمة ولم ترد حتي الآن علي طلب وزارة الثقافة التي لا تعرف أيضا أن قصر الأمير بشتاك (المخصص الآن كبيت للموسيقي والغناء) لا يصلح متحفا لمحفوظ لأسباب هندسية. وكانت أسرة محفوظ قد سلمت صندوق التنمية الثقافية وكل مقتنياته وأوسمته ومكتبته وجوائزه التي حصل عليها، كما تبرع عدد من أصدقاءه ببعض مقتنياتهم الخاصة: محمد سلماوي تبرّع بالعصا الخاصة بمحفوظ التي كان قد أهداها له، ويحيي الرخاوي تبرع بصورة من اخمسب كراسات كان محفوظ يتدرب فيها علي الكتابة كنوع من العلاج بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها عام 1994. وقد وُضع تصوّرٌ لشكل المتحف، علي أن يتضمن مكتبةً ضخمةً تحوي كل مؤلفات عميد الرواية العربية والدراسات والأبحاث التي صدرت عنه بكلّ اللغات لتصبح المكتبة بمثابة مرجع لمن يريد دراسته، فضلاً عن سينماتيك خاص بكل أفلامه. المشروع الآخر هو مزارات محفوظ السياحية. وهو مشروع تتبناه محافظة القاهرة بعد اقتراح تقدم به الروائي جمال الغيطاني. هكذا، أُلِّفَت لجنة ضمت محمد سلماوي، ويوسف القعيد، وسعيد الكفراوي. واتُّفق علي أن يبدأ المشروع بتسجيل الأماكن المرتبطة بمحفوظ مثل المقاهي والمنازل والأماكن الأثيرة لديه، وخصوصاً في القاهرة القديمة، علي أن يُعرَّف بهذه الأماكن ويُرَمّم بعضها. أما المستوي الثاني فهو المتعلق بعالم محفوظ الروائي، وخاصة في المرحلة الواقعية. ولحظ المشروع تحديث وترميم الأماكن التي دارت فيها أحداث رواياته وعاشت فيها الشخصيات التي دخلت الأدب الإنساني في العديد من اللغات مثل أحمد عبد الجواد في االثلاثيةب وحميدة في ازقاق المدقب. علي أن يُحَدَّد خط مسار للمزارات جميعها من خلال وضع أسهم ولافتات للأماكن وطبع كتيبات صغيرة بسعر زهيد يوضح خريطة المزارات بلغات متعددة ليقوم السياح بجولات تستعرض أماكن محفوظ. لكن لماذا توقف المشروع؟ يجيب سعيد الكفراوي » لا أعرف. اجتمعنا وتم اتخاذ خطوات إيجابية. لكن كالعادة لم يحدث شيء«. ويضيف: » هذا وطن بلا ذاكرة، نجيب محفوظ مثل يحيي حقي ويوسف إدريس، يذهب إلي النسيان. ويبدو أنّ النسيان من خواصّ مصر المعاصرة. نجلتا صاحب نوبل هدي وفاتن ابدتا غضبهما من توقف مشروع المتحف، وخاصة أن وزارة الثقافة حصلت علي كل متعلقات محفوظ ولا تعرفان مصير هذه الأشياء، وتخشيان عليها من الضياع..قالتا لأخبار الأدب: إذا لم تتم خطوات إيجابية خاصة بتأسيس المتحف فيجب علي وزارة الثقافة أن تعيد لهما كل المتعلقات. الابنتان كشفتا أن قلادة النيل التي حصل عليها محفوظ من الرئيس المخلوع حسني مبارك ليست من الذهب الخاص كما قيل، وانها من الفضة كما اخبرهما "مجوهراتي" في الحسين، وابدتا اندهاشهما من ذلك ولا يعرفان إن كان الرئاسة قدت ابدلت القلادة أو تم تبديلها فيما بعد. وكشفتا انهما بصدد الاعلان عن مفاجأة قريبا بطبع كتاب جديد لمحفوظ، وعلمت أخبار الأدب أن الكتاب الجديد يضم ما يقرب من خمسين حلما من " أحلام فترة النقاهة" لم تنشر من قبل، وظلت مختفية حتي عثرتا عليها منذ وقت قريب. » هدي وفاتن « أكدتا أن والدهما تعرض لحملات تشوية واسعة، خاصة بعد وفاته من قبل أشخاص ساعدهم الأديب كثيراً، لكنهم أشاعوا أكاذيب وإدعاءات حتي يظهروا أنهم المتحدث الوحيد باسم نجيب محفوظ.وكشفت هدي أن البعض وصفهما بأنهما ينتميان إلي جماعة الإخوان المسلمين وأنهما اصوليتان..وترفضان تحوي أعمال والدهما الي أعمال سينمائية.. وهذا ليس حقيقيا.. لأننا اكتشفنا أن البعض يقطع الطريق الي المخرجين والمنتجين حتي لا يتصلوا بنا..ولا نعرف لماذا؟ تقول هدة وفاتن:" التقينا في الفترة الأخيرة مخرجا جاء لشراء احدي الروايات لتحويلها الي فيلم ووافقنا وبعد ان انتهينا من التوقيع حكي لنا انه اتصل بأحد أصدقاء والدنا طالبا منه التدخل والتواصل معنا..ولكن الصديق اخبره اننا "إخوان"..وانا لن نوافق علي تحويل رواياته وقصصه الي أعمال سينمائية"!