تحول الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي خلال العقدين الماضيين إلي شخصية مثيرة للجدل، نتيجة معاركه المتعددة مع قصيدة النثر وشعرائها. تزايدت حدة الخلاف بين حجازي وشعراء قصيدة النثر مع ترأسه للجنة الشعر التابعة للمجلس الأعلي للثقافة، حيث اعتبر الكثيرون أن قرارات حجازي كرئيس للجنة تعادي قصيدة النثر وتحاول تنحيتها من المشهد الشعري، وكانت نتيجة كل ما سبق سلسلة من المعارك الصحفية شهدتها الصفحات الثقافية والأدبية. شكلت معارك حجازي مع شعراء قصيدة النثر حلقة جديدة من حلقات تاريخ تطور الشعر العربي، الذي تعودنا أن يمر كل ابتكار أسلوبي فيه من خلال معركة بين تيار محافظ وتيار جديد. وفي الغالب فقد كانت صفحات الجرائد والمجلات هي مكان هذه المعارك، لكن هذه المرة قرر عدد من شعراء قصيدة النثر نقل الحملة إلي ساحة جديدة وهي ساحة الإنترنت. فقد ظهرت مؤخراً علي موقع الفيسبوك صفحة بعنوان "حملة الإطاحة بلجنة الشعر". الصفحة/ الحملة أطلقها الشاعر إيهاب عمر تحت شعار "أطيحوا بدولة حجازي قبل أن يموت الشعر". وما أن ظهرت الصفحة/ الحملة حتي أعرب عدد من الشعراء عن تضامنهم معها وتأييدهم لها أبرزهم ماهر مهران، سعدني السلاموني، أحمد خليفة، أسامة الحداد، وعمر إدلبي. كما قام المصمم علاء الدين البردوني بتصميم صورة الحملة وهي صورة مقلوبة لحجازي حاجباً أشعة الشمس من خلفه. الطريف في الأمر أن خطاب الحملة يبتعد تماماً عن الرسمية أو المباشرة بل يستخدم المشاركون في الحملة السخرية والمجاز كأدوات للترويج للحملة والاعتراض علي سلطة حجازي، فمن التعليقات التي كتبها إيهاب عمر "شاهدت مظاهرة في الشوارع صامتة، الشعراء فيها يرفعون صورة الصنم الأكبر، يسحبون منه جنسية دولة الشعر، ويأخذون منه جواز سفر الكلمات، يقولون له: لتكن عالقا عند معبر النسيان، ثم يلقون قصائد النثر واحدة واحدة حتي تتفتت صورته مثل جبل من الوهم ينهار، وجدت الشعر يستعيد شبابه الأول وعافيته، ويذهب ركضا باتجاه النيل ليستحم ، بعد أن خلع رداءه الحديدي الذي سجنوه فيه، عندئذ وجدت فراشات في جيوبه تهبط علينا كزينة الكرنفالات!" وحينما لم تقم الثورة ولم يتحرر الشعر يكتب "نمت ساعتين واستيقظت، فلم أجد الثورة علي لجنة الشعر حدثت، وفي الحلم كانت شخصية زورو تقمصتني وكنت أبارز بسيفي الذين يحولون دون انضمام قصيدة النثر لدولة الشعر كولاية ذات حكم سيادي، كنت أنطونيو بانديرس برشاقته ومضيه نحو الهدف، ثم تخيلت نفسي... أفاتارا جديدا أحمي شجرة الأرواح في بانادورا ضد الغزاة ، شجرة الأرواح التي هي قصيدتنا الجديدة، نمت ساعتين واستيقظت، فلم أجد الثورة علي لجنة الشعر حدثت" حتي لحظة كتابة هذه السطور كان عدد أعضاء الصفحة المشاركون في الحملة قد وصل إلي 37 مشتركاً وذلك في بضعة أيام قليلة وهو الرقم الذي يعتبره إيهاب بالمبشر ويتمني أن يتزايد حتي ينجح الشعراء في تخليص لجنة الشعر من سطوة حجازي.