محافظ الجيزة يتابع جهود طلاء ورفع كفاءة واجهات المدارس    مفاجأة.. الأزهر يدرس تطبيق نظام البكالوريا في المعاهد الأزهرية    لأكثر من 50%.. السعودية تسمح للأجانب بزيادة حصص التملك في الشركات المحلية    محافظ الإسماعيلية يوجه بتشكيل لجنة فورية لإعداد تقرير فني حول عمارتى الإحلال بالشهداء    ارتفاع سريع للطلب الكهربائي بالمنطقة    أسباب ارتفاع أسعار الطماطم في مصر وموعد عودتها للانخفاض    مدن العقارية تستهدف جذب 2 مليون نسمة لمدينة رأس الحكمة خلال 4 سنوات    أحمد الشرع أمام الأمم المتحدة: أتعهد بتقديم كل من تلطخت يداه بالدماء للعدالة    الإسعاف الإسرائيلي يعلن إصابة 20 شخصًا بينهم حالات خطيرة إثر الهجوم اليمني على إيلات    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يخوض وديتين أمام الجزائر في نوفمبر    23 ديسمبر.. أولى جلسات محاكمة إنجي حمادة في اتهامها بغسل الأموال    القبض على المتهمين بالتحرش بفتاة والتعدي عليها بالضرب في الدقهلية    كندة علوش تكشف حقيقة انفصالها عن عمرو يوسف (فيديو)    مخاطر تقديم النسكافية ومشروبات 3 فى 1 للأطفال    غدًا، انطلاق حملة تبرعك حياة لدعم مرضى الأورام من برقين بالدقهلية    طريقة عمل مكرونة ماك آند تشيز في خطوات بسيطة    بن رمضان يقترب.. اختبار طبي لثلاثي الأهلي لحسم موقفهم من الزمالك    سرايا القدس تعلن تفجير آلية عسكرية إسرائيلية بمدينة غزة    النائب محمد سمير مكى: الصحة والتعليم وتوطين الصناعة على رأس أولوياتى    مصر ترسم خريطة جديدة للمياه.. مشروعات كبرى لتأمين احتياجات الأجيال القادمة.. صور    بحضور محافظ القليوبية.. "الجيزاوي" يترأس اجتماع مجلس جامعة بنها    لجنة من وزارة التربية والتعليم تتابع انتظام الدراسة بشمال سيناء (صور)    عاجل - اتجاه تريند: تحويل السيلفي إلى تماثيل ثلاثية الأبعاد ب "نانو بانانا"    زوجة المتهم بقتل ابنته وإصابة شقيقتها وإنهاء حياته في الإسكندرية للنيابة: تركته عاما لسوء سلوكه    ملك إسبانيا: لا يمكن الصمت أكثر عن قتل المدنيين والتجويع في غزة    شهرة عالمية ورحيل هادئ.. وفاة طبيعية لأيقونة السينما النجمة الإيطالية كلوديا كاردينالى    ديكورات منزلية بسيطة واقتصادية.. لمسات فنية    مهرجان الإسكندرية السينمائي يحتفي ب مئوية ميلاد سعد الدين وهبة.. ويكرّم قامات الإبداع    أحدثهم مسلم ويارا تامر.. حالات الطلاق تطارد الوسط الفني في 2025    رئيس جمهورية سنغافورة يزور المتحف القومي للحضارة المصرية.. صور    وزير الشباب والرياضة يشهد حفل ختام مهرجان "اكتشاف المواهب"    خالد الجندي: الإنسان الذي اختار طريق الكفر في الدنيا لا يمكنه طلب الرحمة بعد فوات الأوان    إذاعة جيش الاحتلال: سلاح الجو يحقق في فشل اعتراض الطائرة المسيرة    إلغاء اجتماع رئيس وزراء اليونان وأردوغان فى نيويورك    كوستاريكا تعلن تعليق جميع الرحلات الجوية إثر تعطل رادار المطار الرئيسي    من الغناء إلى اللعب.. طرق مبتكرة تجعل المذاكرة ممتعة وفعّالة    جامعة المنيا: استمرار إطلاق القوافل التنموية بالقرى الأكثر احتياجًا    القمة 131| لجنة الحكام تُكثف البحث عن حكم أجنبي لمباراة الأهلي والزمالك    جامعة المنوفية تحقق إنجازًا علميًا جديدًا في تصنيف Nature Index العالمي    «المهن التعليمية» تشيد بإجراءات وزير التعليم في الدفاع عن كرامة المعلم    جيرو يعترف: تأثير ديمبيلي مع باريس سان جيرمان فاجأني    تصالح فتاتي حادث طريق الواحات مع المتهمين في جنحتي الإصابة وإتلاف السيارة.. والمحكمة تستمع لأقوالهما بجريمة التحرش    لليوم ال 24.. التموين تواصل صرف مقررات سبتمبر وتنتهي من 95%    القومي للمرأة يشارك في الملتقى الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة «أولادنا»    ضبط طن ونصف لحوم ودواجن مجهولة المصدر بالشرقية    شوبير: الزمالك أضاع نقطتين ثمينتين.. وفيريرا ارتكب خطأً كارثيًا أمام الجونة    الشهابي: لقاء السيسي وكاجامي يجسد دور مصر التاريخي في دعم التنمية الإفريقية    قرار عاجل من جنايات مستأنف دمنهور بشأن قضية الطفل ياسين    بسبب «سبحة مصطفى حسني ودوخة أمير كرارة».. أسامة الغزالي حرب يوجه نداءً للأزهر    موعد تقييمات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي الجديد 2025-2026 (الأسبوع الأول)    وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يغادر إلى روسيا للمشاركة في فعاليات الأسبوع الذري العالمي    دي يونج يمدد إقامته في كامب نو حتى 2029 براتب مخفّض    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. تنظيم 217 ندوة بمساجد شمال سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 24-9-2025 في محافظة قنا    نقابة المهن التمثيلية تنعي مرفت زعزع: فقدنا أيقونة استعراضات مسرحية    هاني رمزي: الموهبة وحدها لا تكفي وحدها.. والانضباط يصنع نجمًا عالميًا    «احمديات»: لماذا ! يريدون تدميرها    بدون صلاح.. إيزاك يقود ليفربول للتأهل في كأس الرابطة الإنجليزية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كفيف لثلاثة أيام:
قداسة اللعب
نشر في أخبار الأدب يوم 07 - 08 - 2010

أنشأ محمد علي مطبعة بولاق عام 1820 ، و علي مدي نحو مائتي عام من الطباعة والنشر كان ومازال إبداع الكاتب المصري وسهره الليالي وعصارة فكره مادة للنهب والاستغلال الذي لم يتوقف يوما . وفي اللوحة التذكارية التي ثبتت إلي جدار المطبعة عند افتتاحها جاءت العبارة التالية : إن دار الطباعة هي مصدر الفن الصحيح ، ومن يومها وحتي الآن ، أثبت أصحاب دور النشر والمطابع أن الفن الصحيح الوحيد الذي يتقنونه هو فن نهب عمل الأديب المصري وتحويل خيالاته ومواهبه إلي أموال يكتنزونها متشدقين بدورهم الثقافي ! بينما لا ينال المبدع سوي ملاليم معدودة إن جادوا بها عليه . وقد شكا توفيق الحكيم من نهب كتبه ، واحتج المازني ساخرا علي استغلال أعماله ، ورحل العقاد وليس تحت وسادته سوي ربع الجنيه، ومات أدباء آخرون من شدة الفاقة . وقد استعبد أصحاب دور النشر - الصغار والعظام _ الروح الإبداعية المصرية الحية لا لشيء سوي أنه كان لديهم رأس مال أولي لبدء مشروع ثقافي ! ولهذا يظل يلوح خلف الوجه العظيم الإنساني لإنجازات الثقافة المصرية وجه آخر من تدوير الأدباء والمفكرين في طواحين الناشرين مجانا . وبينما يتمكن الأديب في أوروبا من العيش بفضل دخله فإن الأديب عندنا يعيش بالرغم من دخله ! . والأزمة التي نشبت مؤخرا بين كاتبنا الكبير العزيز بهاء طاهر وقسم النشر بالجامعة الأمريكية كشفت لنا جانبا آخر من اللوحة المؤسفة ، إذ تبين أن الأديب الذي كان مادة للنهب القومي بلغته العربية صار مادة للنهب العالمي بكل اللغات . والحديث هنا يدور عن عقود الترجمة التي تبرمها الجامعة مع كتابنا وشروطها التي وصفها الروائي الكبير صنع الله إبراهيم من قبل بأنها مجحفة . وكان بهاء طاهر قد وقع عقدين مع الجامعة الأمريكية لترجمة رواية " الحب في المنفي و قالت ضحي ، ثم اكتشف أن إحدي دور النشر بلندن أعادت نشر الروايتين من دون موافقته أو علمه وبالطبع من دون حصوله علي أي عائد مادي . ولهذا توجه كاتبنا الكبير لاتحاد الناشرين المصريين بل وقرر مقاضاة الجامعة الأمريكية للنظر في قانونية تلك العقود التي يشير إليها البعض باعتبارها عقود إذعان يتم توقيعها مع الجامعة لأنها الناشر الوحيد في السوق المصري المهتم بترجمة الأدب إلي الانجليزية . أيضا فإن تلك العقود مكتوبة باللغة الانجليزية فقط ، مع أن الطرف الثاني الذي يوقعها مصري يكتب ويقرأ بالعربية ، ولا تحدد العقود تاريخا لإنتهاء التعاقد ، فهي مفتوحة أبدية تمكن الناشر من استغلال العمل الأدبي إلي ماشاء الله ، كما أنها ضمنا تبيح للجامعة الأمريكية حق بيع نشر الترجمة إلي أي طرف ثالث دون أن يتقاضي المؤلف شيئا أي شيء وهو ما حدث مع بهاء طاهر !
وقد لا يتسع المجال هنا لمناقشة طبيعة دور الجامعة الأمريكية الذي يضعه البعض مثل د. ليلي البيومي في إطار : رصد الظواهر الحياتية للمجتمع المصري خدمة لصانع القرار الأمريكي ، أو : تدعيم سياسة القوة الناعمة بنشر النموذج الأمريكي داخل الثقافات المختلفة فلا تكون هناك حاجة لاستخدام القوة العسكرية"، لكني أود أن أتوقف فقط هنا مسألة تثير دهشتي : فالجامعة الأمريكية تعلم بطبيعة الحال أنه ما من عقد قانوني إلا وينص علي تاريخ انتهائه وإلا أصبح عقد احتكار " وليس نشر ، كما أنها تعلم أيضا أنه لا يمكن أن توجد لا في أمريكا ولا في أوروبا مثل تلك العقود المجحفة التي توقعها مع أدبائنا . فلماذا تستحل الجامعة جهد أدبائنا وتقوم عندنا بما لاتستطيع القيام به في أمريكا ؟! . الواضح حسب فهمي أن سعي الجامعة لنشر النموذج الأمريكي في الثقافة ينتهي عندما يتعلق الأمر بحقوق كتابنا ، ويحل محله النموذج المصري التاريخي الأقرب لعاداتنا ومعتقداتنا وتقاليدنا والقائم علي النهب والفهلوة . ومن قبل عرفنا أنه لا كرامة لكاتب في وطنه " الآن تضيف الجامعة الأمريكية إلي معلوماتنا أنه لا كرامة لكاتب لا في وطنه ولا حتي خارج وطنه ". أعتقد أن الموضوع لا يخص فقط اتحاد الناشرين المصريين بل واتحاد الكتاب ودوره حماية حقوق الكتاب . تحية لبهاء طاهر وموقفه ، لأن القضية لا تتعلق بالعائد المادي بل بكرامة الكاتب المصري الذي أبدع الثقافة المصرية كلها لوجه الله

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.