يبدأ د.حسام الحكاية مع نزول الحملة الفرنسية التي تسلمت مصر ليس كبلد شرقي مازال محتفظا ليس بتقاليد العصور الوسطي فقط، بل بتخطيط المدن والأساليب العتيقة في النواحي الاقتصادية والإدارية، وكان عليهم أن يطوروا المدينة التي اتخذوا منها مركزا للقيادة بحيث تناسب احتياجاتهم من ناحية، وليحكموا السيطرة عليها من ناحية أخري، لذلك أحدثوا في بداية دخولهم القاهرة عدة تعديلات علي تخطيطها العمراني، بحيث كونوا شبكة من الطرق المتسعة تربط منطقة الأزبكية مقر القيادة بغربي القاهرة حيث الميناء النهري ببولاق، وبشمالها الشرقي حيث الطريق إلي شرق الدلتا والشام، وبشرق القاهرة حيث مركز المدينة الاقتصادي، ومنبع الثورات الشعبية. بعدها كان لسياسة التحديث التي اتبعها محمد علي أكبر الأثر في تغيير ملامح وجه القاهرة "تم تعمير مناطق جديدة داخلها وحولها كمنطقة باب اللوق وأبي زعبل وشبرا والقبة وغيرها، وهي التي أنشئ من أجلها الطرق الجديدة لربطها بالمدينة القديمة". أحدث محمد علي العديد من التغييرات علي وجه مدينة القاهرة خلال فترة حكمة، وأكمل خطة الفرنسيين ا لتوسيع شوارع القاهرة، وإنشاء شوارع جديدة، وإقامة قناطر أو كباري جديدة مع تجديد ما كان موجودا من قبل لربط مناطق القاهرة ببعضها، وربطها بجزيرة الروضة والجيزة "استكمل محمد علي توسيع الفرنسيين للشوارع الرئيسية لتتناسب مع مرور العربات ولإحكام السيطرة علي المدينة". جميع أبناء محمد علي كانوا يحاولون الاستقلال عن الدولة العثمانية يقول د.حسام ويضيف: إسماعيل فقط حضر نفسه؛ وهو صغير كان عنده رمد وذهب إلي سوريا ثم النمسا ليعالج ومنها إلي بعثة الأنجال التي سافرت عام 1841 هو وعلي باشا مبارك وآخرين، هناك تعلم هندسة القلاع العسكرية وبعد أن عاد إلي مصر أراد تغيير وجه المدينة. كان قد سبقه إبراهيم باشا ببعض التغييرات أهمها زراعة المنطقة التي كانت تسمي كوم العقارب والمنطقة التي يوجد بها الآن مجلسا الشعب والشوري، زرعها بأشجار الزيتون، وبني قصر جزيرة الروضة، ولم يتبق منها إلا جزء واحد هو قصر محمد علي الآن، وهو جزء من القصر الذي بناه إبراهيم باشا من كوبري الملك الصالح وحتي منطقة المريديان الآن، والمنطقة التي يحتلها الآن قصر العيني وفندق "جراند حياة" كانت جزء من الحديقة التي كان يجرب بها نباتات من كل أنحاء العالم، وحتي الآن يوجد بمنطقة جاردن سيتي شارع اسمه شارع معمل السكر لأن بالمنطقة كان أول معمل للسكر يجرب به قصب السكر الوارد من الخارج. إسماعيل عمر المنطقة من العتبة حتي النيل، كانت بها أجزاء مهدمة وعشوائيات فبدأ في حملة تنظيم واسعة، وفي 1867 ذهب إلي معرض باريس الصناعي، ورأي باريس أخري غير تلك التي رآها من قبل في البعثة، فانبهر بالنموذج وأراد أن يصنع مثله في مصر. استعان كل أبناء محمد علي تقريبا بالأجانب سواء المهندسين أو حتي العمال في بعض الأحيان، وكان لاستخدام الأجانب في الأعمال المعمارية تأثيرا كبيرا علي طراز العمائر في تلك الفترة، لكن هل توجد سمات معينة يمكن رصدها بعد دخول الأجانب؟ أسأله ويجيب: ظهرت عناصر جديدة في العمارة والزخرفة لم يسبق أن وجدت في العمائر العثمانية التي بنيت في مصر إلي نهاية القرن الثامن عشر ومجيء الحملة الفرنسية، فوجدنا في تصميم البيوت والقصور دخول تصميمات جديدة مثل السلالم المزدوجة والأبنية الخشبية المغطاة بالبلاطات الخزفية، والصالات الكبيرة التي يتفرع منها حجرات، وظهر أيضا أسلوب زخرفة الأرضيات بالزلط الملون. المهندسين الفرنسيين طوروا في الفكر المعماري أيضا فقصر الحرم (المتحف الحربي الآن) كان موجود منذ القرن الثامن عشر لكن جرت توسعته، أما قصر الجوهرة (محمد علي) فهو مبني جديد، وواجهة قصر الحلمية كانت تشبه تماما واجهة قصر باكنجنهام في لندن نسخة طبق الأصل، لكن للأسف تهدم منذ عهد إسماعيل وأعيد تخطيط المنطقة. المنازل أيضا تغيرت وظهرت الشبابيك الكثيرة بدلا من المشربيات. الأجانب: الأتراك والألمان والفرنساويين، لم يشاركوا في العمارة فقط، بل في أساليب الحياة في المدينة الجديد، مثلا منعوا الدفن داخل المنازل كما كان يحدث في السابق، وأنشأوا المقابر بعيدا عن المناطق السكنية. وفي عصر إسماعيل تم تعشيق الفن الإسلامي بالأوروبي، يظهر ذلك في قصر عابدين وللأسف الموجود الآن ليس القصر كاملا فقد احترق 1910 وأعيد بناءه وأضيفت إليه مجموعة من الإضافات، لكن النسخة الأصلية كانت مثالا واضحة علي تعشيق الفن الأوروبي بالإسلامي، سنجد أيضا أن قصر إسماعيل المفتش يشبه قصر فرساي، لكنه عاني كثيرا ففي أيام عبد الناصر كان مقرا لثلاث وزارات، لكن الباقي منه دليل علي الطرز التي كانت موجودة..وفي الفترات اللاحقة استمر هذا التداخل في أعمال لاشياك وغيره من المعماريين الذين عملوا في القاهرة..منهم بولوتشي وماريو روسي. تحولات الشكل المعماري للمدينة ينقل د.حسام في كتابه وصف علي باشا مبارك انتشار المباني الأوربية في عهد إسماعيل ويقول فيه: "ولما كثر دخول الإفرنج في هذه الديار بعد إحداث السكك الحديدية فيها، أخذت صور المباني تتغير، فبني كل منهم ما يشبه بناء بلده، فتنوعت صور المباني وزينتها وزخرفتها، وكذا تغيرت المفروشات الثمينة والسجادات الهندية والعجمية والتركية، بالمفروشات الإفرنجية والتركية، وتغيرت كذلك الملبوسات وأواني الأكل والشرب وغيرهما، ولرغبة الناس في البضائع الإفرنجية لرخصها قل ورود الهندية والعجمية وكثرت البضائع الإفرنجية، واستبدلت أواني النحاس بالصيني ومسارج الصفيح والشمع الكريه الرائحة بشمع المن الأبيض وبالفوانيس الزجاج وشمع دانات البلور والمعدن الحسنة الشكل البهيجة المنظر. وبالجملة فمن يدخل القاهرة الآن وكان قد دخلها من قبل أو قرأ وصفها في كتب من وصفوها في الأزمان السالفة فلا يري أثراً لما ثبت في علمه، ويري أن التغير كما حصل في الأوضاع والمباني وهيئاتها حصل في أصناف المتاجر وفي المعاملات والعوائد وغيرها من أحوال الناس. وقد ساعد علي انتشار الطرز الأوروبية -الي جانب تعيين مهندسين أجانب- إسناد عمليات إنشاء المباني وفرشها إلي مقاولين أجانب، سواء لمباني البيوت والسرايات أو للمباني العامة". ويعلق د.حسام: أراد إسماعيل أن يجعل من مصر قطعة من أوروبا، وأن يخرجها من دائرة بلاد الشرق وقارة أفريقيا، كما أراد أن يتخلص من البرك التي تفصل القاهرة عن النيل وتسبب انتشار الأمراض كالملاريا، فأمر بتعديل الشوارع وتوسيعها في المدن عموماً ليدخل الهواء والشمس في خلال المنازل لجلب الصحة، وقد تكلف شراء الأراضي في القاهرةوالإسكندرية لإنجاز هذه المشروعات مبلغ 1390195 جنيها، وكان علي باشا مبارك في سنة 1863م مسئولاً عن الأعمال التي ستجري بمدينة القاهرة. نظم إسماعيل منطقة غرب القاهرة الممتدة من بركة الأزبكية إلي شاطئ النيل في بداية حكمه وسماها "الإسماعيلية"، وكان يود تنظيم ما بقي من القاهرة بنفس أسلوب تنظيم الإسماعيلية لتكون شوارع المدينة صالحة لمجابهة التوسع التجاري والاقتصادي وكثرة عربات الركوب وعربات نقل البضائع، واشتري عدة مباني في تلك الجهة، فقد أصدر أمراً إلي محافظ القاهرة في 3 شعبان يناير 1864م بشراء سراي حليم باشا بالأزبكية بمبلغ 15.000 جنيه إنجليزي، كما اشتري المناخ الذي كان هناك من أملاك أحمد باشا بمبلغ 35900 جنيه لصالح الحكومة من حساب بنك أوبنهايم، وصدرت أوامره لديوان الأشغال بذلك، وصممت المشروعات حسب أوامره. كان عهده يتميز بكثرة المباني الأوربية الفخمة، وكانت القصور علي رأس تلك المباني بالطبع، ليس بالقاهرة وضواحيها وحدها بل بالإسكندرية أيضاً وغيرها من المدن في القطر المصري، كما أخذ نظام المباني الأوربية الذي بدأ في عهد جده محمد علي باشا ينتشر ويتطور في كل مباني مصر. وقد انفق عليها مبالغ باهظة، كشف لنا بعضها علي باشا مبارك حين اطلع علي أحد قوائم الصرف علي السرايات من أجر للصناع في النقوش وثمن للمفروشات وغير ذلك من التفاصيل. لم يكن إسماعيل أول من استعان بالفرنسيين، فاستخدامهم بدأ منذ عهد محمد علي، فما الفارق بين تخطيط محمد علي وإسماعيل؟ يقول د.حسام: تخطيط إسماعيل يختلف عن تخطيط محمد علي، كان العنصر الأمني هو الغالب علي تخطيط محمد علي فالمبني أولا ثم يجيء تخطيط الشوارع بعد ذلك ليصل المبني بالمدينة، لكن إسماعيل عمل بشكل مختلف، بدأ من العتبة آخر المدينة القديمة وحتي النيل، عمل تخطيط جديد، ردم ترعة الأزبكية وبسبب وباء الملاريا ردم برك كثيرة جدا، وعمل بطريقة النجمة: ميادين كبيرة متفرع منها شوارع واسعة، ولكي يصل المدينة الجديدة بالقديمة فتح شارع محمد علي -ووضع منصة كبيرة كان من المفترض أن يوضع عليها تمثال محمد علي الموجود بالإسكندرية لكن الأزمة المالية حالت دون نقله للقاهرة، فنزل من الميناء علي الإسكندرية مباشرة ووضع هناك- ثم الامتداد من كلوت بك لمحطة مصر، ومن هناك حتي الموسكي، وفتح أيضا شارع عبد العزيز ليصل لميدان باب اللوق. وفي بركة الأزبكية أنشأ "الكوميدية فرنسية" أو المسرح القومي بعد ذلك، وعمل الكباريهات أيضا لاحتفالات الأجانب، ثم دار الأوبرا، وكل ذلك في إطار التحضير لافتتاح القناة. لأنه كان يخطط بعد أن دعا ملوك العالم أن يعلن استقلاله عن الدولة العثمانية، لذلك لم يحضر إمبراطور فرنسا وحضرت زوجته وقبل أن تأتي أخذت موافقة السلطان العثماني! استعان أيضا بالشركات الأجنبية لتوصيل المياه لكل المدينة، وهو المشروع الذي أحدث تغييرات كبري في مجري النيل حيث تم ردم مساحات واسعة لتنفيذ الشكل الجديد للمدينة، كما دخلت الكباري الحديدية لأول مرة، وفي الوقت نفسه بدأ بناء قصر الجزيرة، وتخطيط ميدان التحرير. تحولات وسط البلد حقق إسماعيل نقلة هائلة فيما يخص المنشآت العمرانية وظلت مآثره المعمارية خاصة في منطقة وسط القاهرة مثار حديث العالم. فمتي كانت لحظة ذروتها ومتي بدا انهيارها يقول د.حسام: إسماعيل خطط وبدأ البناء. لحظة الذروة كانت مع عباس حلمي وفؤاد. الأخير أنشأ مصلحة الكيمياء ودار القضاء العالي ومعهد الموسيقي العربية، فتح شارع الجيش واستكمل شارع الشيخ ريحان، وعباس عمل محطة مصر. وتوفيق أيضا أنشأ مبان كثيرة في المنطقة. بداية الانهيار كانت مع حريق القاهرة وثورة 52 وهو في الحقيقة انهيار لمصر كلها وليس وسط البلد فقط. شهدت المنطقة علي مدار تاريخها الطويل عدة محاولات للتطوير والإنقاذ، لكنها كانت ما تلبث أن تعود لسيرتها الأولي مضافا إليها بعض الخسائر، وحاليا تشهد عملية إعادة إحياء جديدة ربما تكون الأضخم، خاصة بعد رصد 500 مليون جنيه لانجازها.."ليست سيئة لكنها مجتزئة" يقول د.حسام تعليقا علي المشروع ويوضح: تعمل في مثلث صغير فقط تحت مسمي القاهرة الخديوية، والقاهرة الخديوية الحقيقية من مصر القديمة لميدان رمسيس ومن العتبة للنيل وليست فقط المثلث الصغير الذي يتمركز فيه التطوير دائما. لكن هذه العمارات بها مشكلة أيضا هي مسألة الإيجارات بعضها يصل حتي الآن إلي 18 جنيها! وبالطبع المشروع يعمل من الخارج فقط لان الداخل مسئولية صاحب العقار لكن مع تدني الإيجارات يرفضون التدخل طبعا. يشير د.حسام إلي نقطة في غاية الأهمية وهي أن البنية التحتية للمدينة لاتزال علي حالها في كثير من المناطق منذ عهد الملك فؤاد! يقول: السادات أنقذ القاهرة بمشروع الصرف الصحي الذي نفذه بعد توليه بفترة، وكثير من العقارات هدمت قبل هذا المشروع نتيجة ارتفاع المياه الجوفية، وكثير من آثار شارع المعز أصبحت سكنا للمتضررين من المياه الجوفية، جامع قلاوون مثلا تحول لمأوي كبير ولم تكن تستطيع أن تري جدرانه من كثره الساكنين! وفي سنة 80 بدأت مساكن الإيواء العاجل، ثم جاء زلزال 92 ليزيل ورقة التوت عن القاهرة القديمة بالكامل. بداية الانهيار "تخطيط المدينة مع كثير من العشوائية هذا ما تبقي" يقول د.حسام ردا علي سؤالي حول ما تبقي من قاهرة الكتاب، القاهرة حسب الدراسة لم تزد في الحجم طوال الفترة من بعد مجيء الحملة الفرنسية وحتي عهد إسماعيل. من النيل للمقطم. التجديد كان من العتبة وحتي النيل. كل ما حدث أيام إسماعيل تركز في هذه المنطقة، وأكمل توفيق وعباس حلمي. إسماعيل خطط لكن لم تنفذ كل خططه فاستكملها من بعده توفيق. فمتي إذن بدأ الانهيار؟ أسأله ويجيب فورا: بعد حريق القاهرة 52. وبعد العصر الاشتراكي بدأت العشوائية الكبري الممتدة حتي الآن. فالنظام ابتدع فكرة قوي الشعب العاملة، وحزم عبد الناصر العاصمة والمدن الكبري بالمصانع وملئها بالعمال، والفكرة هنا أمنية تماما حتي إذا حدث انقلاب يصبح هؤلاء خط الدفاع الأول. مجددا نعود للتصميم الأمني لكن بطريقة اشتراكية. حتي مسألة العشوائية في سكني المقابر لها ما يبررها أيضا عند د.حسام، يقول إن البداية كانت مع عمرو بن العاص حيث كان المقطم وقتها جبلا مقدسا لأن فيه "غراس الجنة" وهي قصة قديمة تقول باختصار انه وقت أن طلب موسي رؤية ربه أعطي شيء من كل جبل وأعطاه المقطم كل ما عليه من نبات فعوضه الله بغراس الجنة، القصة وصلت إلي عمرو بن العاص فقال إن المسلمين أولي بغراس الجنة ومن هنا دارت كل المقابر حول تلك المنطقة المقدسة، وسكنت الناس بعض الأحواش الكبيرة، وبعض الحكومات استغلت المساحات وأنشأت مدارس فتوسعت المنطقة لكن بشكل عشوائي طبعا..وتعتبر من أول بذور العشوائية في القاهرة، بعدها ظهرت منشية ناصر والدويقة، حتي إن بعثة البنك الدولي وبعثات المساعدات التي استقدمها السادات "لأن عبد الناصر كان مبيعنا الحديدة" كانت أول ملاحظاتهم أن عمل المجتمعات الصناعية وسط الزراعة قضي علي الزراعة في هذه المناطق والأماكن المعدة للسكن لم تستوعب الزيادة السكانية المفرطة، فبدأ الناس يبنون بشكل عشوائي حول المساكن الأصلية والمصانع فظهرت كتل عشوائية جديدة ملاصقة لإمبابة وبولاق الدكرور وحلوان. الآن لا يجد د.حسام توصيف للمدينة فلايوجد لها تخطيط واضح يقول: بشكل عام دائما هناك أسباب للبدء في تخطيط أي مدينة غالبا ما تكون محصورة بين السياسي والاجتماعي والاقتصادي، لكن القاهرة بالتحديد غلب ليها الجانب السياسي والأمني بالتحديد فكما يظهر في طريقة تخطيط محمد علي ومن تولوا من بعده، يمكن رصد الأمر أيضا مع ثورة 19 حين فتح الانجليز شارع الأزهر ليصلوا للجامع الأزهر بؤرة الصراع وقتها في أسرع وقت، وفي 59 بني عبد الناصر منزل في منشية البكري لأنه أراد أن يكون وسط الناس، وفتح شارع صلاح سالم وبعدها بعام تم ربط صلاح سالم بالأزهر ليصل عبد الناصر للجامع في وقت أقل..الأمن مرة أخري. المدن الجديدة لم تستطيع إزاحة المشاكل عن كاهل العاصمة، أو تنقذها من الانهيار، فالتخطيط الصحيح لأي مدينة جديدة كما يقول د.حسام لا يكتمل إلا بفصلها عن المدن القديمة، "ألا يضطر الساكن فيها للتحرك لغيرها يوميا، اعتقد أن المدينة الأنجح كانت مدينة السادات، وكانت ستنجح فعلا لو انتقلت الحكومة كما خطط السادات. لكن ما يحدث الآن مجرد عالة علي المدينة القديمة.. مجرد أجنحة للمدينة القديمة". -الدكتور محمد حسام إسماعيل أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة عين شمس، تخرج في قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، وعمل بمركز تسجيل الآثار الإسلامية والقبطية لنحو أربعة عشر عاما، حصل علي درجة الماجستير بتقدير ممتاز من قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة أسيوط عام 1988 عن دراسته الأثرية التسجيلية لمنطقة الدرب الأحمر، ثم الدكتوراه من نفس الكلية وهي الدراسة التي صدرت مؤخرا تحت عنوان "وجه مدينة القاهرة من ولاية محمد علي حتي نهاية حكم إسماعيل". درس بكلية السياحة والفنادق جامعة الإسكندرية، قبل أن ينتقل إلي عمله الحالي بآداب عين شمس، كما عمل أستاذا زائرا بجامعة كاليفورنيا ومنحته منظمة العواصم والمدن الإسلامية شهادة تقديرية عام 2001. له مجموعة كبيرة من الدراسات العلمية المنشورة أبرزها: دراسة عن مدينة رشيد، وخان الخليلي، والكتابات العربية، وكذلك دراسة عن الأصول المملوكية للعمائر العثمانية ، وعمائر الباشاوات في مدينة رشيد في القرنين السادس عشر والسابع عشر.