عن الهيئة العامة لقصور الثقافة صدرت مؤخراً عدة إصدارات جديدة كان أولها إعادة طباعة "ازدهار وسقوط المسرح المصري" للناقد الراحل فاروق عبد القادر. الكتاب صدر بمقدمة للشاعر والناقد المسرحي جرجس شكري، الذي يصف الراحل بأنه كان "عراف طيبة"، "تيريزياس"، العراف الأعمي الذي تبنأ بمصير أوديب.. يتناول جرجس تاريخ الكتاب، وتاريخ الراحل، وكيفية تخليه عن مشاهدة المسرح، وحينما سأله صاحب المقدمة عن سبب تخليه عن أبي الفنون، كان يقول:"إنها مهزلة ولن أشارك فيها..". يتكون الكتاب من ثلاثة فصول هي: "الماضي والآباء"، "المولد والازدهار"، "التعثر والسقوط". من ناحية أخري يعد الكتاب "صرخة احتجاج مدوية.. جوهرها الألم الذي يعتصر قلبه حزناً علي الحلم المزعوم، ليجلس ويعيد أوراقه ويراجع السنوات الماضية" _ أي تجربة مسرح الخمسينيات والستنيات، كما يوضح شكري للقارئ. كتب عبد القادر كتابه دفعة واحدة، راصداً تاريخ المسرح، مفضلاً ألا ينقب في كتب التراث "لتصيد عناصر مسرحية تناثرت هنا وهناك". سرد فاروق تاريخ المسرح بحياد ووعي نقدي يفند البدايات، ويعترف بنقل مسرحيات الأولي من المسرح الفرنسي. ينتقد فاروق مسرح البدايات"لا حاجة بنا للإفاضة حول حظ أعمال هؤلاء الرواد وجدراتها في أن توصف بأنها مسرحيات، تكفي الإشارة لملاحظتين: الأولي عن المصدر الذي استقي منه هؤلاء أعمالهم، هنا يسقط علي الفور ظل موليير" .. هكذا يضع نقطة الانطلاق الأساسية لميلاد المسرح المصري في عام اندلاع ثورة يوليو. الظروف التاريخية اثمرت هذا الميلاد، الذي بدأ بالثورة، وواكبها تأسيس فرقة المسرح الحديث سبتمبر من العام نفسه، أي عام 1952، ثم جاء تولي أحمد حمروش للفرقة القومية، ليبدأ البحث الرسمي للدولة عن المسرحية الوطنية. كان هذا هو الهم الشاغل لعضو الضباط الأحرار السابق، فقد كان سؤاله حينما شاهد إعداد الفرقة الرسيمة لمسرحية "إيزيس" لتوفيق الحكيم هو:" أين روح الشعب في هذه المسرحية؟" قبل أن يضع عبد القادر يد القارئ علي نقطة الانطلاق يتناول الناقد المسرحي مسرح نجيب الريحاني ويوسف وهبي وعلي الكسار بروح إيديولوجية لا تتوقف عن البحث عن المضمون والهدف من هذه المسرحيات. كما صدر عن الهيئة ضمن سلسلة الثقافة الرقمية كتاب"النشر الإلكتروني والإبداع الرقمي.. رؤية حول الأدب الجديد" للسيد نجم، الذي يهديه للشباب، محاولاً أن يكون كتابه مساهمة "للتعرف علي مناحي الثقافة الرقمية عامة والإبداع الرقمي خاصة". يتكون الكتاب من خمسة فصول "الصورة والإبداع الرقمي "الأدب الافتراضي"، "الإبداع الرقمي الجديد ..مفاهيم وأناط"، "المحتوي العربي علي الإنترنت..تحديات اللغة والإبداع"، "الأدب الافتراضي : ميلاد النقد.. واقع الإبداع"، و"أخلاقيات التعامل مع النشر الإليكتروني". والعنوان الأخير هو "التفاعل النصي..التناصية، النظرية، والمنهج" لنهلة فيصل الأحمد الصادر مؤخراً عن سلسلة كتابات نقدية. تسعي المؤلفة في كتابها النقدي الواقع في 372 صفحة إلي الوصول لأصل النصوص مؤمنة أن "الغنسان ينتج نصه مستبيحاً نصوص العالم ومعانيه القارة، ليس علي سبيل التمتع فقط، بل علية سبيل التخطي والتجاوز أيضاً. مخبئاً فيها الحقيقة المدعاة".