كما هو متوقع، حقق الجزء الأخير من سلسلة "خمسون ظلاً لجراي" المكتوب من وجهة نظر البطل كريستيان جراي، مبيعات هائلة، رغم آراء النقاد الأدبيين السلبية فيها. فمعجبو السلسلة تجاهلوا المراجعات المنتقدة للرواية وتهافتوا علي شرائها، لتسجل المبيعات أرقاماً قياسية جديدة. حيث باعت رواية إل جيمس، في بريطانيا وحدها، قرابة ال 648 ألف نسخة خلال أول ثلاثة أيام لصدورها، محطمة بذلك الرقم القياسي السابق المسجل باسم دان براون الذي باعت روايته "الرمز المفقود" 551 ألف نسخة في خمسة أيام عام 2009. وفي الولاياتالمتحدة، بيع 1.1 مليون نسخة من الرواية في أربعة أيام، ليتأكد بهذا ما ذكرته المؤلفة إل جيمس عن أنها كتبت هذا الجزء المعنون ب"جراي" تحت إلحاح آلاف القراء الذين طلبوا منها إعادة كتابة أحداث الثلاثة أجزاء الأولي من وجهة نظر كريستيان جراي نفسه. كان الروائي الشهير سلمان رشدي قد ذكر عام 2012 أنه قرأ صفحتين فقط من "خمسون ظلاً لجراي" ويعتبرها أسوأ ما قرأ في حياته كلها، مضيفاً أنها جعلت من سلسلة twilight بمثابة "الحرب والسلام" مقارنةً بها. وأُطلِق علي "خمسون ظلاً للرمادي" لقب الرواية المضادة للنقاد لأن نجحت نجاحاً هائلاً رغم هجوم النقاد عليها. من جهة أخري، تم إطلاق حملة إلكترونية قبل أيام للتأكيد علي أن الرواية البريطانية لا تتوقف عند ظاهرة جراي، وتلقت الحملة دعماً كبيراً. أطلقت الحملة، وفقاً لجريدة الإندبندنت، جائزة the jerwood fiction uncovered عبر هاشتاج عنوانه "الكتابة البريطانية ليست كلها جراي"، يأمل ألّا يعتم الجزء الأخير من سلسلة الكاتبة إل جيمس علي الثراء والتنوع اللذين تتسم بهما كتابة الكُتّاب البريطانيين. وذكرت صوفي روتشيستر مؤسسة الجائزة صاحبة الحملة أن حملتها ليست موقفاً مضاداً لجراي، بل تذكير للقراء بحقيقة وجود قراءات عديدة أخري صدرت هذا الصيف: "نفهم جميعاً أن صدور الكتاب يعد ظاهرة أدبية، نفهم أيضاً أن قصص النجاح الهائل كالذي حققته إل جيمس، هي ما يتيح للناشرين أن يخاطروا بنشر أعمال جيدة قد لا تحظي بالنجاح المرجو".