1 ضد الفوضى:
"عزت الطيري" صوت هادر بالشعرية، يبدأ من توت القرى حتى الأنجم السَّكْرَى، له حضوره المميز منذ منتصف السبعينيات، كنَفَسٍ شعريٍّ ممتدٍّ بغير انقطاع، عبرَ كل الدوريات الناطقة بالعربية في العالم أجمع، وعبر مساحة اثني عشر ديوانًا أو تزيد، وإن (...)
تُرى ما هو الاستقرار الذي يزعم شفيق أنه سيحققه فور توليه الرئاسة، مقارنة بالاستقرار الذي تحلم به القوى الثورة؟
المتابع لتصريحات شفيق لا يجد أية ملامح للاستقرار الذي يزعمه، ولكن يجد تصريحات تتعلق بعودة الأمن وإفشاء الإعدامات في الثوريين (...)
أكثر من خمسة ملايين ونصف ناخب صوتوا لصالح شفيق ، ليس حباً في شفيق فليس للرجل فضيلة واحدة تستدعى حب الجماهير، وليس تحمساً لبرنامجه الانتخابي ، فلم يكن للرجل برنامج ولا يحزنون، ومثله مثل حسني مبارك الذي كان يحكم بغير برامج، فضلاً على أنه محسوب على (...)
التوجهات الشعبية والجماهيرية غالبا ما تكون خاطئة بدون توجيه رأي، وبدون توعية، ولو كانت الأكثرية على حق دائما، لما وردت في القرآن الكريم الأكثرية مقرونة بعدم الفهم (إن أكثرهم لا يعقلون)، ولو كانت الشعبية على حق لما قال الذين تجمعوا حول قارون إعجابا (...)
ثلاثون عاما خلت، من تمييع الرأي وإفساده، وتعطيله، كانت لها آلياتها الممنهجة، المعروفة لكل راصد للحياة السياسية في عهد مبارك البغيض.. وها نحن نعاني من تداعياتها على حياتنا السياسية والاجتماعية، وقد أضحى كل بهلوان سياسي قادر على حشد الجماهير مستغلاً (...)
مليونيات لا طعم غير المرار ولا لون غير الدماء ولا رائحة غير رائحة خيانة الشعب ولا معنى غير تكالب طلاب الولاية ، غير أنها هذه المرة ملونة بلون فتنة أبو إسماعيل ، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.
الشعب المصري المرهق بالأزمات لم يعد يحتمل ترف (...)
الغريب أن القوى السياسية الثورية المصرية استنفرت قواها ضد ترشيح عمر سليمان لرئاسة الجمهورية يَسَّر الله مسعاه نحو رئاسة أقرب سلخانة لمحل إقامته، في الوقت ذاته لم تصل هذه القوى إلى الحد الأدنى من مستوى الحوار أو الاتفاق على أسس ديمقراطية معينة يمكنها (...)
إذا انخلع مبارك فكلهم مبارك، ولا عزاء للشعب.. وأتعجب من المجلس العسكري الذي لا يتسامح مع أي من المصريين الذين يكتبون كلمتين ينتقدون بهم أداء المجلس العسكري، ويتسامح مع الجواسيس الأجانب .. لقد دخلنا في أسبوعين من التكهنات ولم نصل إلى يقين والمجلس (...)
هل نحن دولة مستقلة؟ .. إذا كانت الإجابة بنعم ، فكيف تكون مصر دولة مستقلة بغير مستقلين؟ وإذا كنا دولة مستقلة فأين هو الاستقلال إن لم يكن القضاء مستقلاً عن التسييس وعن التدخلات الأجنبية؟ .
الحقيقة أن الإجابة ب "نعم" مشكوك فيها وخاضعة لأسئلة اختبار (...)
كانت برلمانات مبارك صورةً صادقةً لنظامه بتوجُّهاته وتوجيهاته نحو ممارسة البلطجة السياسية .. ولم يكن من المأمول أن يكون عضو البرلمان أكثر من بلطجي سياسي نجح بالتزوير والبلطجة أو بالتحالفات القبلية البغيضة التي تُقَرْصِن على الحياة السياسية في المناطق (...)
بشفاه يابسة مرتجفة تمارس بعض الشخصيات الحزبية وغير الحزبية الشائخة الفتنة الاجتماعية بحجة أن ثورة الشباب قد أُخْتُطِفتْ، يقولون كلماتهم البائسة ويتخفون خلف يأسهم وعجزهم السياسي بين الشباب مطمئنين إلى أن فتنتهم سوف تؤتي أُكُلها في الشارع (...)
كجريمة تمشي على الأرض.. استثناء الحياة عندما يتحول الواقع إلى سلة قمامة واسعة.. كانت تعترف بأنها بخيلةٌ حدَّ الشُّح، المثير أن اعترافها كان يأتي مغلَّفاً بنبرة الفخر، قد يفتخر المرء بقِيَمٍ تزعم نبله، لكنما كيف تكون الصراحة مدعاةَ فخرٍ فيما يُفترض (...)
أعرف أنها ثورة مفعمة بروح الشباب الوثابة ، وأعرف أنها ثورة كل ألوان الطيف السياسي والشعبي، وأعرف أن الفساد الذي كان للركب لا يزال بحاجة إلى إزالة.
ولكنني أعرف أننا بحاجة إلى ممارسة حياتنا وأعملنا، وأننا نعيش في وطن وليس في مورستان سياسي .. و أية (...)
لعل ما يحدث في مصر الآن من حوادث مؤسفة ودماء تسيل، وحرائق هنا وهناك ، من قطع شريط السكة الحديد وقفل طرق الملاحة النهرية وسطو مسلح ، وفتن وقلاقل أمنية يؤكد أن اللهو الخفي ليس خفياً ، وأنه سوف يدمر حياتنا ، وأنه حتماً سوف ينتصر على الثورة وأهدافها ما (...)
عام من الحزن النبيل على أرواح شهدائنا الشباب الذين أسقطتهم بيد الغدر مضرجين بدمائهم، لكنه رغم هذا عام من الفرح العميم، يغمر الربوع والنفوس بغير وجوه كئيبة جثمت على نفوسنا وعقولنا وقلوبنا ثلاثين سنة قاحلة أو تزيد .. تحلُّ الذكرى الأولى لثورة الحرية (...)
كنا نتوقع منهم قليلاً من الحياء، كما كنا ننتظر منهم حُمْرة الخجل، ولكنهم كانوا على ظنِّهم بأن الثورة لَعِبُ عيالٍ، وأن الشعب المصري بلا وعي، وإرادته بضاعة رخيصة، وأن التغيير وهم، وأن مجلس الشعب يمكن أن يسعهم من جديد فوق كراسيه، ولذلك رشحوا أنفسهم، (...)
لماذا يبدو إعدام مبارك واجباً وطنياً وفضيلة تتسم بكثير من العدالة؟.. هل لأنه كان عدواً لإنسان هذا الوطن، أم لأنه كان أفظع من عدو، مارس فينا ما يُرضي ساديته، بما يفوق كل فظائع الاستعمار الأجنبي الذي حكم مصر عبر كل مراحل التاريخ؟.. ليس الأمر حديثاً عن (...)
الشعب المصري غير مؤدَّب، ولقد تعاضد على تأديبه طوال فترة حكم مبارك ثلاث قوى شرسة، هي أجهزة مباحث أمن الدولة وبقية الأجهزة الشُّرطية، ثم مجموعات اللصوص الذين نهبوا ثروة الشعب وتركوه نهباً للفقر والمرض والتعطل، ثم تأتي أرخص المجموعات وهم البلطجية (...)
قديما قالوا: الناس على دين ملوكهم ، ولقد كان مبارك فينا ملكاً ولم يكن رئيساً انتخبناه أو اخترناه، فالذي اختاره علينا بداية هو المرحوم السادات ليموت ويتركه وقد مُنح صلاحيات قانونية لا تحتاج سوى استفتاء صوري ليصعد إلى سدة الحكم ليبقى، واستمر في حكم (...)
كثير من المسئولين لا يعرفون القيمة الحقيقية للعمل الثقافي، ولا يحترمون الثقافة، ومن ثم لا يحترمون المثقفين، على عادة النظام المصري السالف الذي كان يزدري أول ما يزدري المثقف والثقافة ، ظناً منه أن كارنيه مباحث أمن الدولة يمكن أن يكون فعَّالا أكثر من (...)
كان بالإمكان أن أراهن على دور المثقفين في هذه المرحلة لولا أن مبارك أفسد الذمم والضمائر المثقفة ، والأجهزة الثقافية من ضمن ما أفسد، الله يخرب بيتك يا مبارك زي ما خربت بيتنا بدم بارد .. كبت وقهر وفساد رأي، وإفساد إداري وأخلاقي وسياسي وتعليمي واقتصادي (...)
مهمة حكومة الجنزوري تذكرني بالمثل العربي الشهير(لا يُصْلِحُ العطارُ ما أفسدَ الدهرُ) ، ولنناقش مثلاً :القضاء على البلطجة:
فليس مستبعداً أن يكون في كل بيت في مصر بلطجيٌّ من نوع ما، بعد ثلاثين عاماً من حكم مبارك الذي لم يكن يفعل شيئاً سوى تربية (...)
عرفنا في التراث الشعبي " أمنا الغولة" و "الراجل أبو رجل مسلوخة" .. وكانا نموذجين مخيفين لنا ونحن أطفال ، حين تريد الأم منا أن ننام تخوِّفنا بأبي رجل مسلوخة، أما الجدة رحمها الله فكانت كثيرا ما تحكي لنا قصة "الشاطر حسن وأمنا الغولة" وكنا نخاف عندما (...)
البلطجية وناهبي ثروات الشعب ومصاصي الدماء وأصحاب الامتيازات التي فقدوها يقولون : (آسفين يا ريس).
فالمليارت المنهوبة ما زالت في أيدي اللصوص وأيدي نسائهم وأبنائهم ، وما زالوا على دأبهم يستأجرون البلطجية، ويدفعون لهم بسخاء من أجل أن يقفوا في عناد (...)
تسارع النظم الحاكمة إلى إحدى طريقتين للتعامل مع المثقفين، إما استقطابهم واستعمالهم ومن ثم الإغداق عليهم ، وإما استبعادهم ومحاصرتهم ونفيهم.
و في ألمانيا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينيات، كشفت الوثائق عن أن عددا كبيرا من (...)