كم حيرتنا هذه الجماعة وكم هى مثيرة للجدل بعد ما أصبحت محل شك وريبة بسبب التغيرات والتقلبات والعقائد السياسية، التى تغيرت فى الآونة الأخيرة وبعد ما كانت جماعة دعوية خدمية اجتماعية فأصبحت أكثر شراسة وطمعاً فى السيطرة بعد العطش السياسى الذين ظلوا يعانون منه سنوات عديدة. ولكن للحق أقول إنى كنت من أوائل الناس الذين كانوا يلتمسون فى فكرهم الخير والصلاح وحب الوطن والزُهد فيما ليس عندهم، وكنت أتمنى لهم التوفيق ولكن رُب ضارة نافعة ويكون هذا التوهج السياسى واللهفة والرغبة المُفرطة فى تملك زمام الأمور هو نفسه السبب الذى يؤدى لسقوطهم سياسياً واجتماعيا وينطبق عليهم القول" ما طار طيرُ وارتفع إلا كما طار وقع"لأنهم ارتفعوا وحلقوا فى سماء السياسة دون أن يكون لديهم رواسخ وثوابت وقواعد اللعبة السياسية وظهرت نواياهم مبكراً فى تمكين قياداتهم وأفرادهم فى شتى مناصب الدولة وكأنهم يعبثون بعقل المواطن المصرى وتناسوا أن هذا المواطن يهدأ ويستكِن ولكنه لا يموت ولا يرضى بأن {يصفعه أحد على قفاه باسم الدين}. أسماء وشخصيات أصبحت تتصدر المشهد السياسى وصفحات الجرائد والمانشيتات وما كنا نسمع عنهم أبداً وكأنهم هبطوا علينا بالبراشوتات ليذيقونا مرارة الحفاظ على ثورة كانوا هم آخر من شاركوا فى صناعتها، ولكن بقليل من المكر والدهاء سحبوا البُساط من تحت أقدام الجميع وتصدروا المشهد بكامل نجومهم الذين أزالوا عنهم غُبار غرفة الحفظ "أرشيف الجماعة" ولقد علِم الناس ورأوا بأعينهم طريقتهم فى الحديث وأسلوبهم الحاد فى النقاش بمبدأ ما دُمت معى على رأيى فأنت حليفى أما إذا اختلفنا فأنت عدوى سياسياً ودينياً وكأنهم ولاة مهديين أو أنهم امتداد للخلفاء الراشدين رضى الله عنهم ولمِ لا وقد وصفوا مُرشحهم الرئاسى بأنه مُنزل من قبِل الله. وإذا بدأنا بتصريح أحد قادتهم حينما أعلن أن هناك 100 ألف شاب من شباب الجماعة مُدربون تدريبا عاليا على أساليب القتال واستخدام السلاح؟ ومن قبل عندما قام شباب الجماعة بعمل عرض عسكرى بالملابس السوداء فى حرم جامعة الأزهر وتصدى لهم بكل حسم د. أحمد الطيب وقتها. ومروراً بقضية الحارس الخاص للقيادى البارز بالجماعة وحتى الكشف مؤخراً عن تجارة السلاح التى يقوم بها بعض أعضاء هذه الجماعة. فلا يبقى لنا سوى أن ندق ناقوس الخطر ونعود بأذهاننا إلى الوراء قليلاً ونتذكر أسلوب الاغتيالات الذى ينتهجه بعض أشخاص هذا التيار والفجيعة الكبرى حينما أعلنوا عن تهديدهم بإحراق البلد فى حالة فوز أى مُرشح غير مُرشحهم ولعل أبلغ دليل على هذا هو ما عثرت عليه الشرطة فى منطقة إمبابة عندما وجدوا بعض الشباب يحتفظون فى شقة سكنية بعدد من القنابل والسلاح وعند سؤالهم أجابوا بأنهم كانوا ينوون الاحتفال بفوز مُرشحهم! فهل سنفُاجأ فى يوم من الأيام فى حالة سقوط هذا المُرشح الرئاسى وجماعته بسبب عدم القدرة على إدارة شئون البلاد بهذا الجيش الإخوانى المُسلح يقف فى مواجهة علنية أمام الجيش الوطنى المصرى؟ ولا يقول لى أحد أن هذا لن يحدث وإلا كيف نُفسر سبب دخول هذه الكميات الرهيبة من السلاح ومدافع الجرينوف والصواريخ المضادة للطائرات والتدريبات العسكرية التى تتم فى بعض مناطق سيناء واعتراضهم الشديد على إغراق أنفاق التهريب بالمياه فهل هذه الأمور مُدعاة للقلق والريبة أم لا وهل هذه الأسلحة الثقيلة للاستعمال الشخصى أم للوجاهة . أم ستُستخدم فى الصدام القادم فى حال نزول الجيش مرة أُخرى قريباً إن شاء الله.