أكد المدير التنفيذى لبرنامج الخليج العربى للتنمية "أجفند" ناصر القحطانى، فى تصريحات خاصة ل "اليوم السابع"، أن البرنامج يتطلع إلى إنشاء "بنك الفقراء فى مصر" ليتمكن من المشاركة الفعالة فى مساعدة الأسرة الفقيرة، خاصة بعد تطورات الأوضاع الاقتصادية التى شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير، وقال إن البرنامج سيظل يسعى إلى إنشاء هذا البنك فى مصر، رغبة منه فى التواجد بالبلد العربى الذى وصفه ب"الأهم" فى المنطقة، وعن المعوقات التى وجدها البرنامج فى هذا الشأن قال إننا نحتاج إلى سن تشريعات تمكننا من تقديم المساعدة لإخواننا فى مصر، حيث إن وضعية هذا البنك تختلف عن بقية البنوك، ولهذا لن نتمكن من إنشائه دون تشريعات خاصة، وهو الأمر الذى وجدنا صعوبة كبيرة فى تنفيذه على أرض الواقع، مؤكدا على أن رئيس البرنامج طلال بن عبد العزيز من عشاق مصر ومحبيها، وأنه يريد أن يمد يد التعاون إليها بإنشاء هذا البنك الذى يمنح الفقراء قروضا دون ضمانات، ويمول المروعات متناهية الصغر التى تكفل للمواطن حياة كريمة، لكنه لا يستطيع وسط وجود العديد من المعوقات القانونية الروتينية، وقال القحطانى: "إننا استطعنا عن طريق بنك الفقراء مد يد العون إلى ما يقرب من ربع مليون مواطن عبر العالم، لكننا نتطلع أن تكون مصر على رأس المستفيدين من هذا المشروع". من جانبه أعلن رئيس برنامج الخليج العربى للتنمية البشرية "أجفند" الأمير طلال بن عبدالعزيز، عن إنشاء بنك للفقراء فى الفلبين، وذلك أثناء احتفالية "أجفند" بتسليم جوائز برنامجها التى عقدت أمس الأربعاء، بالعاصمة الفلبينية مانيلا، وقال أثناء المؤتمر الصحفى الذى عقده بعد مراسم تسليم الجوائز إن سبب اختياره لإقامة هذه الاحتفالية فى الفلبين هو أن شعبها الصبور الجاد يستحق ذلك التعاون المثمر، وأضاف أن المؤسسة على استعداد تام لدعم مشاريع التنمية فى البلاد العربية المختلفة، خاصة السعودية، بشرط أن "تساعد نفسها أولا"، وأبدى سعادته بأن يكون ضمن المشاركين فى الاحتفالية مصريون وسعوديون وفلسطينيون، قائلا إن التعاون العربى العربى هو الأمل، مؤكدا على أنه طوال حياته ينادى بالحوار بين الدول العربية، ضاربا على ذلك مثالا بما حدث فى أوربا فى منتصف القرن الماضى، فى إشارة منه للحرب العالمية الثانية، فقال: "إن الأوربيين أشعلوا الدنيا حروبا فى القرن الماضى، حتى أن ضحايا الحرب وصلوا إلى الملايين، لكنه فى نهاية المطاف توحدوا وأصبحت جوازات سفرهم واحدة، وعملتهم واحدة، وبرلمانهم واحد، وهذه نتيجة طبيعية لاقتناع الأوربيين بالحوار، وهو الشىء الذى ينقصنا حتى الآن". وأضاف الأمير طلال بن عبد العزيز، خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده مع نائب الرئيس الفلبينيى جيجومار بيناى، أمس، عن تطلعه إلى تأسيس بنك للفقراء فى الفلبين، قائلاً: "أتمنى أن تكون زيارتى المقبلة للفلبين لافتتاح بنك الفقراء الذى اتفقت على إنشائه مع الحكومة الفلبينية، ووصف العلاقة التى تربط المملكة بالفلبين بأنها مميزة، حيث يصل إلى المملكة سنويا كثيرٌ من الأيدى العاملة من الفلبينيين المشهود لهم بالجدارة ومهارة الإنجاز فى العمل"، وخاطب الأمير طلال بن عبدالعزيز، رجال الأعمال فى البلدين قائلاً: "لديكم ثلاثة سفراء لتنويركم وخدمتكم، سفير المملكة فى الفلبين، وسفير الفلبين فى المملكة، وأنا مستعد للمساعدة فى ذلك لأجل التسريع فى التنمية البشرية". من جهته، أكد نائب الرئيس الفلبينى أن المملكة تمثل لبلاده شريكا مهما، حيث يوجد فيها كثيرٌ من الفلبينيين، مشددا على أنها تتعاون مع الحكومة الفلبينية فيما يخص الفلبينيين الموجودين فيها، وفق الأنظمة الدولية المنظّمة للأيدى العاملة، وهى بذلك تضرب مثلاً رائعا فى إعطاء الفلبينيين كل حقوقهم، وقال إن العامل الفلبينى فى السعودية يستطيع أن يحتفظ بجواز سفره، كما أن بمقدوره تسلم مستحقاته المالية وإرسالها فى الوقت نفسه إلى أهله أو تحويلها إلى حساب آخر فى الفلبين، مبينا أن تلك الإجراءات تركت أثرا إيجابيا ملحوظا فى نفوس الفلبينيين العائدين من المملكة. من ناحية أخرى أُعلن الأمير طلال بن عبد العزيز خلال الحفل عن موضوع الجائزة لعام 2013م، وهو محاربة ظاهرة أطفال الشوارع والمشردين من خلال برامج تنموية فعّالة.