دعت حركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين اليوم الأربعاء، إلى مواصلة الاحتجاجات فى الضفة الغربية ضد الاحتلال الإسرائيلى دعما لقضية الأسرى، فيما حذرت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من التعاطى مع دعوات الاحتلال بمنع وقوع انتفاضة ثالثة. وأكدت حركة الجهاد فى بيان رفضها التام لما وصفته بمحاولات تبذل لتحويل مجرى المواجهات إلى تظاهرات سلمية تأخذ طابعا استعراضيا لا تشكل تهديدا أمنيا واستنزافا للاحتلال، ما يمثل إجهاضا للهبة الجماهيرية أمام بطش الاحتلال الذى يواصل جرائم القتل، واغتصاب الأرض، وتدنيس المقدسات، ويمعن فى قمعه لكرامة الأسرى. وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد دعت فى اجتماعها الليلة الماضية إلى المساندة الجماهيرية السلمية لكفاح الأسرى، وعدم الانجرار إلى استفزاز قوات الاحتلال ومستوطنيه. وأشارت حركة الجهاد فى بيانها إلى أن انتفاضة الحجارة جرى الالتفاف عليها باتفاقيات أوسلو المشئومة، لكن الشعب تنبه للمؤامرة، لتنهض من جديد بانتفاضة الأقصى، مؤكدة أن مسيرة الدم والشهادة هى الطريق الوحيد لانتزاع الحقوق المنهوبة والرهان على مسيرة التفاوض لن يجلب سوى النكسات والهزائم. كما أكد القيادى فى حركة الجهاد الشيخ خضر حبيب على أن المقاومة هى الخيار الوحيد لاسترداد الأرض وحماية المقدسات، مبينا أن المفاوضات أضاعت القضية الفلسطينية وأدخلت الشعب فى دوامة الوهم والتظليل. وعلى صعيد ذى صلة قالت صحيفة "معاريف" إسرائيلية اليوم الأربعاء، أنه رغم الاحتجاجات التى شهدتها بعض مدن الضفة أمس، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلى متفائل بأن موجة الاضطرابات تلك ستخبو، والأحداث لن تؤدى إلى انتفاضة شديدة. وقالت إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى مشاورات أمنية فى أعقاب تلك الأحداث، والتقى فى القدس مع تونى بلير، مبعوث الرباعية إلى الشرق الأوسط، وبحث معه بادرات طيبة محتملة للفلسطينيين إحداها هى تحرير بضع عشرات من السجناء، ولاسيما من حركة فتح. ونوهت الصحيفة بأنه رغم تصريحات الرئيس محمود عباس الكفاحية، أمس كان التعاون الأمنى بين الجيش الإسرائيلى وأجهزة الأمن الفلسطينية، ففى قطاعات عديدة فضلت قوات الجيش الإسرائيلى ترك معالجة الاضطرابات فى أيدى أجهزة الأمن الفلسطينية. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلى راض بأن عدد المصابين الفلسطينيين أمس كان منخفضا نسبيا، وواصل العمال الفلسطينيون الوصول إلى مناطق العمل فى إسرائيل كالمعتاد تقريبا.